نص للشاعر : مهتدي مصطقى غالب
أمي ….
يا صباحاً لم تغب شمسه بعد
يفتتح الأيام
يقرأ في سفر تكوينها
يصوغ من ثوانيها
سلاماً و محبة و فجيعة
أمي
أيتها الشاردة عبر أفق الكلام
و التكلف و التشظي و الإزدهار
طلي كالنهار
اسرحي في حقول الدمع
كأشرعة الهواء
كانعتاق الضوء من عتمته
و هو يبحث عن حليبه
جرجريني على سفوح انتظارك المرِّ
تعالي
نرمي قناديلنا
تضيء خطو الكلمات
عصافيرنا ..
أحلام القرى
التي تنتظر مطر الغربة
لتخرج من كفيها
باقات من حبق الدقائق
تصنع خمراً
من اجيج الحرائق
و تغزل شمساً من عناق الماء و الأرض
* * * * *
أمي ..
المحبوسة في قفص قلقك على أبنائك
أمي ..
نحن أبناؤك
ألدُّ أعدائك …
نقتلك في اللحظة ملايين المرات
و نبكي على أشلائك
لا يهدم عرش الأم
إلا عقوق أبنائها
نحن أبناؤك …أعداؤك
نقتلك برحيلنا
نقتلك بموتنا
نقتلك بسهرنا
نقتلك بمرضنا
نقتلك بصراخنا
نقتلك بصمتنا
نقتلك بفرحنا
نقتلك بحزننا
نقتلك بجوعنا …و شبعنا
نقتلك بفقرنا .. و تخمتنا
نقتلك بعطشنا
نقتلك بقهرنا
نقتلك بعشقنا … بكرهنا
نقتلك بأطفالنا
نقتلك بكل أسلحة وجودنا و عدمنا
نحن أبناؤك
نحن أعداؤك
أيتها الأيقونة المرسومة في أعناقنا
من يديك تطفر الينابيع كالطيور المهاجرة
تغتسل بضوء الفجر
وتركع في دمعك الأساطير كصوفية
تغسل آثامها بالبكاء
و أنت سبحان من توج قدميك
عرشاً للقلب
الذي يصلي
في محراب ثدييك النبع
و يفلي شعره
في ضوء عينيك الدليل