العكيدْ
خَلَتْ حواري الشام
من عرائشِ العيدْ
قتلها الهمُّ والحزنُ على وطنٍ
صار في ليلة العيدِ شهيدْ
أين أنتَ ياعكيدْ
رحلتَ ؟
وكنت نجماً ساطعاً عتيدْ
قالوا : قد شاخَ به العمرُ
وضاق به القلبُ
قلنا : إنما الأوطانُ عندما تشيخُ
تولدُ من جديدْ
قالوا : لكن روحَهُ صعدتْ إلى السماءْ
وذابَ جسدُهُ في الأرضِ
كما يذوبُ في الصيفِ الجليدْ
قلنا : إنما أجسادُنا في الأرضِ
هي بذور زهر الياسمين
تعشقُ الجدرانَ مع كلِ صرخةِ وليدْ
قالوا : كيف تتفتح براعم الأزهار
والماءُ في الوطنِ قاسٍ عنيدْ
قلنا : نسقيها من دمعِ الحواريْ
تبكي رحيلَ إبنها الوحيدْ
قالوا : سنقتلُ الحبَّ فيكمْ ونغيرُ القبلَةَ
ونذبحُ القمرَ ونزرعُ العبيدْ
قلنا : إنما إرادةُ الحياةِ في وطني حديد
وقد تعلمنا أنْ لايفلّ الحديدَ إلا الحديدْ
رحلتَ ياعكيدْ
وبرحيلكَ يولدُ الوطنُ من جديدْ
د . جهاد صباهي