كتب الاستاذ المحامي محمد محسن :
…سنـــــــــــــــــــــــــغير الدنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيا
……………أراد معســـكر الأعـــــداء تغيـــيرنا لكننا سنغـيــــــره
……………الانتصــار سيقــــلب الطـــاولة فـي وجــــه كل الأعداء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــش
من كان يتابع الوقائع والأحداث التي مرت في السنوات الست وما قبلها بموضوعية وعقلانية وبكل اهتمام ، ولاحق مجريات الحرب التي شنت علينا بتشابكاتها وتعقيداتها وتطوراتها الدراماتيكية التي تتالت ، وأدرك طبيعة الصراع ، وحجم وعديد دول العدوان التي اشتركت في هذه الحرب وتنوع أسلحتها ، وحجم الأموال التي أنفقت عليها . يدرك تماماً أن لكل دولة أو هيئة من معسكر العدوان كان لها هدفها الخاص من هذه الحرب غير المسبوقة ، مع هدف استراتيجي مركزي مجمع عليه ومشترك واساسي لجميع دول العدوان الاقليمية والدولية كلها تنتظر وتتطلع وتهدف إلى تحقيقه .
ألا وهو : : كتم وخنق آخر نفس دولي مشاكس ـــ سورية الشعب العنيد ـــ التي قالت لا ولا تزال تقول لا للهيمنة الأمريكية واملاءاتها الوصائية على المنطقة ، لا " لإسرائيل " لا لممالك النفط الأسود ، لا للعثمانية الجديدة ، لا للأحزاب الدينية ، مما دفع الجميع الذي ينال منه حرف لا ، للإسراع إلى إشعال أتون الحرب ، بهدف لي عنق هذه العقبة الأخيرة الكأداء ، عندها تطبق أمريكا على أنفاس العالم ، وتعمم سيطرتها ووصايتها على الدنيا ويتنمر تابعوها وعملاؤها من ممالك وعروش ، ويتنفسوا الصعداء ويستتب لهم الأمر لعقود ، ان لم تتحقق نهاية التاريخ كما قال الفيلسوف الأمريكي " هنتكتون "
وكل متابع عايش الحرب بجوارحه ، يعرف التباين المخيف الذي لا يمكن حصره ولا الإحاطة بكل جوانبه ، بين ما جاء معسكر العدوان لتحقيقه ، وبين النتيجة التي حصلوا عليها ، فلم يخب فأل دول العدوان وأمنياتها فحسب بل انتقلت من حالة الطموح ، والجموح ، والآمال العراض ، والثقة المطلقة بتحقيق ما جاءت من اجله الجحافل العسكرية ، وقطعان وحوش الارهاب التي تقاطرت من كل حدب وصوب ، مع حملة اعلامية غير مسبوقة تكاتفت فيها ما يزيد على مائة محطة اعلامية محلية ودولية أغلقت الفضاء بافتراءات وأكاذيب وتلفيقات ، كلها تُصور أن النصر قاب قوسين أو أدنى ، وأن جميع الأحلام ستتحقق وما جاؤوا من أجله لابد من تحققه ، وبدأ الطابور الخامس داخل البلاد من الانتهازيين والحاقدين ومن العملاء والجواسيس المبثوثين في كل ثنايا الدولة والممسكين بأهم مفاصلها من ( نائب للرئيس ، ورئيس للوزراء ، ووزير للدفاع ، والعديد من الوزراء والمتنفذين ) ، ( والمتسللين إلى حزب البعث من متعصبين دينيين ، وعلى رأسهم رهط من الاخوان المسلمين ، ومن المتسلقين الوصوليين ) .
كل هذا الرهط بكل اشكالهم وتلاوينهم ، راحوا ينامون على حلم ويستيقظون على حلم ، ويتنافسون بل ويتبارون للظهور على محطتي الجزيرة ، والعربية ، وغيرهما من محطات سقط المتاع ، لنسج الفبركات وكيل الاتهامات ، للنظام الذي كانوا هم ذاتهم متحكمين بغالبية مفاصله الرئيسية لعقود .
الكل مبتهج والكل منتظر بترقب وبشغف انفتاح ابواب السماء على اطلاق كبيرهم الذي علمهم السحر عبارة " افتح ياسمسم " وتنفتح مغارة علي بابا وملايين من اللصوص .
ولكن الشعب العربي الصامد وجيشه البطل وحلفائهما قلبوا الطاولة في وجه الجميع ، وبدأت الانتصارات تتلاحق ، بحجم خيبات الأمل والخسران المبين عند معسكر الأعداء الذي راح يتراكم ، وكان آخرها الانتصار المؤزر في حلب الشهباء ، الذي قصم ــ وليس قسم ــ ظهر المعتدين دولاً وأجهزة وحركات تكفيرية وهابية كانت أو اخوانية أو الكامخ بينهما ، وبدأ هذا المعسكر بكل تلاوينه يحصي خيباته وخساراته اليومية المتلاحقة ، حتى وصل فيه السفه والحقد إلى الرغبة في الاطاحة بالدولة ــ وليس بالنظام ــ ولو على يد داعش الارهابية وأخواتها أو حتى على يد الشيطان ، مما جعلهم يكذبون ويكذبون على أنفسهم وعلى شعوبهم ، ويعلنون وهم يكذبون أن زمام الأمور لم يفلت بعد من أيديهم .
وبعكس هذا المعسكر الذي ينتقل من هزيمة إلى أخرى ،كان معسكر الصمود يرسم سياساته في الحاضر والمستقبل ، على ضوء ما يحققه الميدان في كل يوم من انتصارات متلاحقة ومتتابعة .
………………….فماذا خسر معسكر العدوان ؟؟؟
…" نحن لانضرب بالمندل بل نقرأ المستقبل على ضوء الوقائع الراهنة "
( 1 ) أهم خسارة لمعسكر العدوان بزعامة أمريكا أنه وفي عام / 20177 / سيسجل التاريخ أنه في سورية وبفضل صمود شعبها العنيد ، وجيشها البطل ، وحلفائه ، وأصدقائه ، كسرت جذوة العنفوان الأمريكي لأول مرة في التاريخ الحديث ، منذ أن تسيدت معسكر الطغاة الاستعماريين ، وبدأ زمن الانحسار والعد العكسي لملمة قلوعها السوداء ، وتقلص وصايتها ، وضمور سيطرتها ، وانكشاف ظلمها للشعوب المستضعفة ، وستنكفئ إلى ما وراء الأطلسي ، وستبدأ بالتفكك بعد أن فككت الكثير من المجتمعات وزرعت فيها كل اسباب الفرقة والتشتت .
( 22 ) تتقاسم أوروبا العجوز الخسارة والخزلان مع الحليف الوصي أمريكا المخطط الأساسي والقائد للحرب العدوانية على سورية ، والتي ساهمت فيها أوروبا تخطيطاً ، وتمويلاً ، وتسليحاً ، وهذا الخزلان المريع سينعكس سلباً على الحكومات الأوروبية ، وسيساهم حتماً في تغيير البنى السياسة والاجتماعية في جميع الدول الأوروبية ، لأنه من الطبيعي ان تُحمل الشعوب الأوروبية حكوماتها النتيجة المخزية لهذا الفشل ، وقد يساهم هذا التحول وغيره من الأسباب في خروج أوروبا من تحت العباءة الأمريكية ، والكثير من دولها ستعيد النظر في تحالفاتها الدولية ، وهذا سيدفع حتماً إلى خلافات ومن ثم صراعات تؤدي إلى تقليص الاتحاد الأوروبي وذلك بتملص وخروج العديد من الدول من تحت دائرته .
( 33 ) الشرق الأوسط بكامل دوله سيشهد تغييراً دراماتيكياً على جميع الصعد لأنه يتحمل الوزر الأكبر مما حصل .
…..تركــــيا فتحت حدودها على طولها مع سورية والعراق للإرهابيين مولت ، سلحت ، خططت ، طببت ، آزرت ، اشترت النفط من داعش ، سرقت معامل حلب ، غرقت في الحرب السورية حتى عنقها ، وهي التي صنعت السم ووزعته على جميع الجغرافيا السورية ، وهي الآن تأكل من ذات السم الزعاف ، وتدفع بذلك ثمن سياساتها الخرقاء ، وقد تدفع الثمن من وحدتها الوطنية ، وما محاولة نزولها عن الشجرة إلا بداية احساسها بالنار التي تستعر تحت الرماد .
…..السعودية وقطر مملكتا النفط الأسود ، " محميتان أمريكيتان " ، سفيهتان بالمعنى القانوني ، حولهما المال الأسود المتدفق إلى مملكتين ، غبيتين فاجرتين ، اسند لهما منذ تأسيسهما دور تمزيق البلاد والعباد ، استولدتا فقهاء الوهابية الارهابية ، ومولتا خزائنهما قطعان الإرهابيين الذين تقاطروا من كل زرائب الحقد في العالم وأقبيته ، وتحملتا أعباءها المالية والتسليحية .
هاتين المملكتين وكل عشوائيات الخليج مهددة عروشها بالانقراض والتفكك ( كعاد وسمود )00 إما على يد داعش أو من داخل تلك العروش وبخاصة بعد أن تُرفع الحماية والوصاية الأمريكية المرتقبة عنها .
لا أعتقد أن عاقلاً يعمل في الحقل السياسي ، لايزال مخدوعاً بالفرية المزعومة بأن الحكومة الأمريكية ، وأمراء بني سعود لم يكونوا ينامون الليل وهم حزانى لأن سورية لا ترفل بالديموقراطية ، فجاؤوا بجحافلهم الجرارة من الارهابيين والمرتزقة ، فدمروا الشجر والحجر وخاضوا في دماء السوريين ، لاستئصال النظام القمعي الاستبدادي ، وتحقيق أرفع نموذج ديموقراطي يحاكي مملكة آل سعود .
اذن بات مؤكداً أن الحرب جاءت لتلوي عنق سورية ونقلها إلى معسكر الدول التابعة لأمريكا وهذا يريح كل حلفاء أمريكا وتابعيها بما فيها " اسرائيل " والسعودية ، وغيرهما ، وهذا يؤدي حتماً إلى حصار ايران ، واغلاق البحر الأبيض المتوسط أمام روسيا ، وهذا يهيئ جميع الظروف لخنق حزب الله .
……………………….فما الذي حدث ؟
صمود الشعب السوري وجيشه البطل وحلفائهما يسيران بخطى حثيثة نحو النصر ، وكل خطوة باتجاه النصر هي بذات الوقت وبذات الحجم خسران وخزلان وتراجع بل وهزيمة لقوى العدوان جميعها ، وما استدارة تركيا والإستدارات المنتظرة من الكثير من الدول ، إلا دليلاً قطعياً على صحة ما نقول
….. وأن الانتصارات التي حققها جيشنا البطل وحلفائه ، ستغير وجه الدنيا ، ايجاباً على المعسكر المنتصر بجميع أطرافه ، وسلباً عاماً وانكفاءً على جميع دول العدوان الإقليمية بشكل خاص ، وعلى أمريكا وأوروبا بشكل عام ، يتراوح بين انهيار أنظمة ، وبين تقلص مجالات حيوية ، وصولاً إلى تفتيت بعضها .
…….نقول نعم وبكل ثقة أن صمود الشعب السوري وحلفائه ، قلب الطاولة في وجه معسكر العدوان بكل تشكيلاته .
…………………نعم سنغير العالم ……………………