عثر في أوغاريت إثناء مواسم التنقيب التي مرت على هذه المدينية الأثرية على عدد كبير من الأواح الفخارية المكتوبة بالخط المسماري يعود أغلبها الى القرنين الرابع عشر والثالث عشر قبا الميلاد..
أغلب هذه الرقي وجد في القصر الملكي الكبير وفي مكتبة المعبد وفي بيت كبير الكهنة وفي القصر الشمالي ..
وقد فوجئ العلماء في اثناء معاينتهم لنصوص تلك الالواح بأن القسم الأعظم منها كتب بلغة جديدة لم تعرف من قبل ..وفد أطلقوا عليها بعد أن حلوا رموزها أسم اللغة الأوغاريتية ..
حيث وصل عدد هذه الألواح الفخارية المكتوبة التي جادت بها أطلال أوغاريت بآلاف الرقم الفخارية ..حيث احتل لوحان منهما المرتبة الأولى في الأهمية ..وهما اللوح التي دونت عليه الابجدية الأوغاريتية وقد أعتبرت أقدم ابجدية مكتشفة كاملة حتى الآن أخترعها احد كتبة اوغاريت منذ أربع وثلاثون قرناً غبرت وكانت أساساً للابجدية اليونانية وما تلاها من أبجديات..
واللوح الثاني الذي أحتوى على أقدم قطعة موسيقية ترجع الى القرن الرابع عشر فبل الميلاد واعتبرت أساساً للموسيقا الغربية ..
لقد كان لأسلوب الأوغاريتيين البارع في صناعة هذه الالواح الفخارية أثر كبير في بقاء مجموعة كبيرة منها في حالة جيدة من التماسك والحفظ ..مما مكّن العلماء من قراءتها بالرغم من الدمار الذي حلّ بالمدينة الذي تركها أظلالاً مطمورة منذ ثلاثة آلاف عام ونيف ..
فقد كان الأوغاريتيون يعرضّون الألواح التي يكتبون عليها لحرارة مرتفعة في أفران لشي ألواح الفخار في أوغاريت يعد حدثاً هاماً في تاريخ الشرق الادنى القديم..
لقد كتب الأوغاريتيون على تلك الالواح معاهداتهم وأسماء ملوكهم ومراسلاتهم مع ملوك الدول الاخرى الذي أقاموا معها علاقات اقتصادية وتجارية ..إضافة الى تدوين عاداتهم ومعتقداتهم وتقاليدهم وفنونهم وتشريعاتهم وآدابهم ..
وبذلك أوغاريت تعتبر ألواحها الفخارية سجلاً أمينا لتاريخها المديد الحافل بالابداعات الانسانية والبشرية والحضارية ..وما زال قسم كبير من هذه الألواح لم تتم ترجمته لعل ما تبقى منها يكشف لنا عن مرحلة الربع الاخيرة من أحداث الربع الثاني من الالف الثاني قبل الميلاد..
..عاشق أوغاريت ..غسان القيّم..