هناك حيث تلوح شمس الحروف حين نود كشف أغوارها وسبر عمقها لابد ان نحتكم الى من له باع طويل في مجالات الفكر والادب والابداع .
حوار اتسم بالجدية والوضوح وبانت أوجاعنا جلية مما نراه قد تسرب الينا من ملل عبر بعض القامات الادبية .
محاور وكلام أولنقل بوح اللغة وانكشاف هموم وجماليات في حوار شامل وقيم مع "
الدكتور محمد الزلماط من المغرب
أجرت الحوار منيرة احمد
يقول د محمد الزلماط في التعريف عن نفسه "
في بداية الامر لا بد من ان يزال غبار مبني للمجهول ويتجلى مبني للمعلوم ويظهر للعيان عبر سيرة الذاتية التي هي اداة لتعريف الثقافة واهلها..وتتعلق السيرة بالشاعر والمفكر الدكتور محمد ازلماط الذي ترعرع ونشا في دولة المغرب التي كانت تعرف عند المؤرخين بالغرب الاسلامي او مراكش..فبدايته مع الابداع وعالم الشعر كانت بداية التمرد والثورة على الذات.. فمنذ طفولته كان يحب الاختراق والاختلاف..وهذا راجع الى عاملين نواتيين اثرا في مساره الحياتي..فالعامل الاول يكمن في انه خلق لا يتكلم اربع سنوات ونصف وبالرغم من ذالك كان يذهب الى الكتاب او مايسمى المسيد الذي قضى فيه ست سنوات وفي تعلم الكثير حيث كان الفقيه انذاك يتواصل معه ونهج معه طريقة متميزة في الحفظ.. هو انه كان يكتب على اللوح ةيحفظه ولايستظهره وانما يمحي اللوح ويعيد كتابته وبهذه الطريقة اخذ يندمج مع اقرانه..وكان يركزعلى على الجانب البصري الذي منحه التركيز والملاحظة والتدقيق والتامل..وحين وصل الى السن الخامسة من عمره تكلم ونطق وهذا التكلم والنطق تولد معهما التمرد والاختلاف..اما العامل الثاني يتمثل في في انه يكتب باليد اليسرى ويعني ان الفص الايمن من مخه هو الذي ينشط بقوة وهذا يختلف مع الذين يكتبوت باليد اليمنى الا ان الكتابة بيد اليسرى جلبت له البلاوي ولاسيما في التعليم الابتدائي حيث اغلبية المعلمين كانو يلزموه بان يكتب باليمنى غير انه لم يستطع التغلب على طبيعته الخلقية ةفي السنة الخامسة الابتدائي زارهم المفتش في القسم الذي لاحظه يرفع يده اليسرى ويكتب بها فقمعه قمعا قاسيا بقوله (انا لا استاذن لاهل الشمال لان ماواهم جهنم واستدل بايات 41 الى 44 من سورة الواقعة. ومن تلك اللحظة تغيرت طباعه فكان يلجا الى الاختلاف والتنوع في كل شيء..وحين انتقل للى الاعدادي اخذ يلجا الى كتابة الشعر وكان يرفض التقيد بالوزن وكان في هذه السن المبكرة متاثرا بابي العلاء المعري وطرفة بن العبد وبابي البقاء الروندي وحين التحق بالثانوية بصفرو كانت انذاك الحركة الطليعية الشعرية حاضرة مع ثلة من الشعراء والنقاد الذين اطروهم ولاسيما منحوهم اشعار بدرشاكر السياب ونازك الملائكة وغيرهم وكذلك افادونا بشعر المغاربة وفي عمره17 سنة صدر له اول ديوان سماه خطيئة الجسد الضائع وهو كان ذو بعد سوسيو انتروبولوجي مركزا على انتقاد الطابوهات المهيمنة على المجتمع وثقافته..
ومن هذا المنطلق بدات بوادره الشعرية الثقافية تتبلور في تيمة التحدي والاختلاف واشعاره ثقافية اعتمدت على تناصات ومرجعيات تتمثل في كتابات شعراء الصعالك وشعراء الغزل وشعراء الزوايا وشعراء الصوفية وشعر ابو العلاء المعري و شعر الاندلسي وكتابات الجاحظ والمقامات والقران الكريم وكتب الفلسفة العربية والغربية..كما انه لم يقتصر على الشعر وانما لجا الى النقد والتحليل الخطابات متاثرا بالدراسات البينية التي خرجت من معطف علوم انسانية..فالف عدة كتب في هذا المجال ومن ضمنها كتاب خصوصية تشكيل الشعر العربي المعاصر وكتاب عناصر الحداثة في الشعر العربي المعاصر نموذج عبد العزيز المقالح وكتاب علاقة الثقافة بالتنمية والابداع وكتاب التاويل السيميائي العصبي للكتابة النسائية العربية المعاصرة وكتاب تجديد الخطاب الديني استراتيجية التنمية والامن الروحي وكتاب الديمقراطية في المغرب المعاصر تصورا وممارسة ودواوين شعرية منها عشق ليالي شهرزاد في مستوطنة فايسبوك وديوان فن التعذيبانية وديوان البصائر النورانية والغايات وديوان ناموس وصايا العشق.
،اما بخصوص اللغة العربية ليست بخير …كيف…لماذا تعدد الاراء ما اضافتكم ال هذا المجال؟
ان استمرارية اللغة العربية على مر العصور،وتحديها لكل عولصف للغزو والتثاقف والهيمنة وايقاعها في التقوقع والانحطاط، وتثبيت حضورها وديمومتها يعود الى ارتباطها بالااسلام وبعقيدته وكتابه القران الكريم، فهي لغة شمولية وكلية، حيث قبل القران الكريم ،كانت عبارة عن لهجات تتصارع في ما بينها قصد البقاء والهيمنة ويتضح ذلك من خلال معجم شعراء الصعاليك وشعراء المعلقات..وفي خضم هذا التنوع اللهجي اتى القران الكريم الذي يحمل بعدين اساسيين:بعد القداسة وبعد التواصل والابلاغ بين الناس وتوحيدهم في كينونة اجتماعية يسري عليها سنن التطور والتجديد من اجل البقاء،وفي ذات السياق ان الاسلام لم يقص اللغات الاخرى الاجنبية بل حث على تعلمها وتعليم اللغة العربية للاخرين الاجانب..فعملية الازدواجية اوثلاثانية لم تكن مطروحة الا مع الاستعماروفقدان الاستقلال،حيث كان في المغرب منذ عهد دولة الادارسة اللغة الرسمية هي العربية ختى الامازيغ منحوا الاولوية للغة العربية ولحرفها حيث كان على عهد الدولة الموحدية تكتب اللغة الامازيغة بالرسم العربي لتسهيل عملية التواصل والابلاغ..
وفي نظري ان العناية باللغة العربية، فهي كامنة على عاتق كل المثقفين وليس على عاتق تجار الثقافة وسماسرتهم،ولذا فعلى المثقفين تحصيل اللغة ومعرفتها من تعلم القران الكريم وناسخه ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه والاحاديث النبوية وتعلم غريب الفاظ اجناس الثقافة ولاسيما الشعر والمقامات والسرد وتعلم علوم الالة والبلاغة والابتعاد عن اللهجات الهجينة المتداولة في المدن ..وتعليم اللغة بطرق حديثة سواء كانت لغة ام او لغة ثانية لغير الناطقين بها.وفي هذا الاطار تطرح اشكالية كامنة في كيفية تعلم اللغة العربية حين تتارجح بين لغة ام ولغة ثانية..
فاللغة العربية بشكل عام، تتشكل من وحدات اساسية ذات علاقات نسقية منظمة، فهي وعاء يتمظهر فيها الثقافة والفكر والابستمية، فهي انجاز يتجلى فيها الابداع، والابداع اللغوي يعني انتاج لغة فوق لغة، ومن خلال فوق اللغة يظهر الانزياح عن الاصل لتوليد الفرع الذي يطور الاصل،بذلك فاللغة مكتسبة غير شعورية وغير قصدية وذات مواقف طبيعية وغير واعية عند الفرد وبدون اعداظ لها استراتيجيات وخطط، وهي نوعان:الاولى ميمية غير لفظية، وثانية لفظية.
فاللغة العربية لها قيمة في حياة الانسان لاعتبارها الاوكسجين الذي يتنفس بها،فهي كونه وكينونته وانطلوجيته وحدودها مرتبط بحدود الكون وداخله الذي يتم تجسيد فيه اللامحدوديتها لكونها انجاز للثقافة في المجتمع وفي نفس السياق تعتبر صناعة للابداع،وصناعة تعلم اللغة من ذاتها
وعن الملتقيات والمهرجانات يقول "
بخصوص الملتقيات والمهرجانات،فهي وسيلة من وسائل الترويج الثقافي،وتسريب الرؤى الثقافية للمتلقين وابلاغ قيم حضارية سامية، وترويج انجازات ابداعية انسانية لكونها مراة تعكس هوية المجتمع وخصوصياته،وكما ان الملتقيات تعتبر جاذبية للسياحة وللاقتصاد وللاعلام، ومن هذه الخصوصية انزاحت بعض الملتقيات عن الجدية الابستمية والعلمية،واخذت تلهث وراء التجارة، فابحت مرتعا دسما للتجار بذلك اخذوا يتهافتون حول الاسماء المشهورة للاستقطاب وتهميش المثقفون العضويون الذين يغرسون القيم النبيلة والشعور بالانتماء الحضاري.،بذلك فالملتقيات لاتنصف هذه الشريحة، علاوة على ظهور فيروس يفتك بها والمتجلي في الزبونية والخضوع للولاءات.،ومن هنا بدات الملتقيات والمهرجانات تفقد هوية ثقافية وحضارية انسانية،لكونها انغمست في ثقافة الاستهلاك وتقليص من خلق دينامية ثقافية، وفي هذا المضمار، يجب ان نميز ان نميز بين مهرجانات ثقافة الاستهلاك ومهرجانات ثقافة التنمية التي تاخذ ببعد سوسيوثقافي انتروبولوجي لاهتمامها بثقافة الاعالي وثقافة الواحات وثقافة الزوايا حيث تساهم في احداث التنوع الثقافي.
وعن الدروس التي يقال انها تعلم كتابة الشعر والادب بشكل عام كان للدكتور رأيه"
ان اعطاء دروس في كيفية تعلم شيء يستند الى التجربة او اتجاه او نظرية، وهذا ما ينطبق على اجناس الثقافة التي تتضمن الادب وانواعه، وان هذا ليس بجديد في تراثنا العربي اذ نجد الشوكاني في كتابه ادب الطلب ص176 يتطرق الى هذه الظاهرة ويؤكد على ان من اراد ان يصبح شاعرا عليه"تعلم من علم النحو ولمعاني والبيان ما يفهم به مقصد اهل هذه العلوم، ويستكثر من الاطلاع على علم البديع،والاحاطة بانواعه،والبحث عن نكته واسراره وعلم العروض والقوافي، ويمارس اشعارالعرب ويحفظ مايمكنه حفظه منها ثم اشعار اهل الطبقة الاولى من اهل الاسلام كجرير والفرزدق وطبقتهما ثم اشعار مثل بشار بن برد وابي نواس ومسلم بن الوليد واعيان من جاء بعدهم كابي تمام والبحتري والمتنبي ثم اشعار المشهورين بالجودة من اهل العصور المتاخرة ويستعين على فهم ما استعصب عليه، بكتب اللغة ويكب على الكتب المشتملة على تراجيم اهل الادب كيتيمة الدهر وذيولهاد وقلائد العقيان وماهو على نمطه من مؤلفات اهل الادب كالريحانة والنفحة".ومن المعاصرين من اروبا الشرقية الشاعر التشيكي الذي يؤكد على الحب الذي هو فاعل في تكوين شخصية الشاعر وايضا التجربة..وفي نظري ان الذي يريد ان يكون شاعر عليه بالاستعداد الاولي الكامن في نية اقتحام هذا المجال وان يمتطي فلكه الذي عليه ان يتحد عواصف النقد ولا سيما النقد الانطباعي ،وبعد النية ان يكون له رصيدا تناصيا ومرجعيا الكامن في معرفة المدارس الشعرية الكلاسيكية والرومانسية والواقعية وخلفياتها المذهبية والفلسفية، والاطلاع على الحداثة والتراث وما بعد الحداثة والاطلاع على نظريات الايقاع والموسيقى الشعرية والاتجاهات النقدية لتزود من هذه المنابع للولوج الى عالم الكتابة.
= المثقف العربي مشتت … وربما تجرفه السياسة خارج إطاره الإبداعي … كيف ذلك ؟
ليس هناك التشت في الكتابة الذي يعوزه البعض الى السياسة التي هي في نظري فن وعلم وابداع ومكون من مكونات الكتابة، اذ على منوالها يتبلور الاختلاف في الكتابة بذلك فهي خيانة ابداعية، وابداعها يكمن في الصياغة التي هي عبارة عن منظومة علائقية حيث تصيغ الالفاظ والاساليب في علاقة تركيبية متضمنة الخطاب.فالكتابة تبدا من الذات فهي تنطلق من الجوانية الى البرانية اي من اعماق الذات،لانها ينبوع الوعي،فالكتابة تستند الى الاختراق ونقد الحاضر الذي يتالف من مجموعة من الخطابات ومن ضمنها الخطاب السياسي.لان الاختراق يولد الجديد والغريب والاندهاش لتحقيق البعد الجمالي الذي ينتج عن انهيار نفسي الناتج عن السياسة المضادة التي تعارض ملك حرية الحياة.فالاختراق يتاسس على الانزياح والغموض والبنية الاحالية والمفارقة والتنافر ونقد ايديولوجيات السياسية المضادة،وكل هذه التقنيات تنتظم وتناسق عبر الامتصاص والسلاسل والقطائع والتحولات واستعمال النظم التعبيرية التي تبدا من العام الى الخاص ومن التشخيص الى التجريد.
وعن ابتعاد الكتاب عن الكتابة بشكل عام بمختلف الاجناس الادبية يرى الدكتور محمد "=
ابتعاد الكتاب عن الاجناس الادبية في نظري الكتاب لم يبتعدوا عن الاجناس الادبية وانما ما وقع ان الخط المعرفي الذي كان مهيمنا على كل العلوم والمعارف كامن في التاريخ والحغرافيا حتى كانت اجناس الادبيه حاضران فيهما ولاسيما الحغرافيا الواصفة التي ظهر فيها ما يسمى بادب الرحلة اضمحل وحل محله الثقافة التي اخذت السيادة ومن طبيعة الحال ستتغير الاوضاع ويصبح الادب جزءا ومكونا لها والجغرافيا والتاريخ الياتها علاوة على ان مرحلة مابعد الحداثة ظهرت المعلوميات التي اثرت في الكتابة وظهرت اجناس ثقافية جديدة وهيمنة الكتابة الومضية في الشعر والقصة حتى في النقد كما ان التغيرات التي عرفها المجتمع العربي في اوخر القرن 20 وبداية الالفية الثالثة اثرت في الكتابة ولاسيما حين بدات الدولة القومية تتفكك وتنهار بدات معها تنهار المؤسسات الثقافية الابداعية وخاصة الشعر فكتابته تقوم على مفارقة بين الشروط التي انتجتها وهي المتكلم بصيغة السارد الوصفي للحكي وليس فاعل فعل الحكي والمجتمع الذي يعاني من صراع الثابت والمتحول والمخاطب الضمني الذي يتطلع الى افق انتظار استشرافي حامل الامل وضياء الفجر حيث يتكلم في اتجاه الفردانية الذي يعلي من قيمة الفرد والحد من فعل التعاون الجماعي.
فالكتابة الحالية هي ردة فعل تحاول الاخبار عن التمرد على الواقع المتازم زالمخنوق، فتمردكان بدءاا على ذات الكتابة نفسها من حيث بنياتها وتشكيلها فهي لم لم تظهر في شكل من الاشكال الشعرية التناظرية او اللاتناظرية وانما تشكلت في جنس ثقافي شعري استمد عناصره من مقومات الانواع المتمثلة في الومضة الشعريةوبرقية الشعر وخطابة الشعر وميتا الشعر وتشكيل الشعر وشعربينذات وشعر السردي..ولايسعني الوقت في تفصيل كل هذه الانواع..
لكن ما يمكن اثارته بخصوص الكتابة الشعرية الحالية انها تحمل طاقة جمالية اتية من خلال تمظهرات تاويلية جديدة للقضايا الراهنة ونقد قضايا نقد الحداثة عبر ما بعد الحداثة .لان جمال الكتابة ياخذ صورة مضمرة في تشكيل هندسة الكتابة الشعرية التي هي عبارة عن نصوص تتفاعل فيها المتنافرات واللاتوازيات واستعمال التبئير لابظاع الماضي في صيرورة الحاضر لتشكيل هندسة نصية تتكون من اقامة علاقة بين الشيء واللاشيء عبر الخيال لنسج بنيات الموضوع تتحكم فيه عناصر ليست اعتباطية وانما معيارية تتحكم فيها الاحتمالية والنفي والوجع والاستمرارية والقطيعة والتواصل والشروط الفنية والتاريخية والنفسية والاجتماعية والتجربة ..
فالكتابة الابداعية بصفة عامة تحدث الصدمة والفجائية لدى القاريء حيث يتم تخييب افق انتظاره لان افق انتظار الكتابة انزاحت عن افقه فاحدث الخيبة والمفاجاة والتيه والتشويش في استراتيجيات بنية العلاقات النصية
وعن الكتابة الشعرية والكتابة النقدية يقول"
نعم او ما يسميها البعض بالازدواجية او تزاوج بين الكتابة الشعرية والكتابة النقدية في نظري ان بينهما تفاعل وتداخل فلايمكن للشاعر ان يكون شاعرا الا بدرايته للنقد وللثقافة عموما ولايمكن للناقد ان يكون ناقدا ان لم يكن عارفا باصول الشعر الذي هو سلمه صعب المنال.فليس بينهما انفصال وانما بينهما روابط وعلائق وتفاعلات ،وعلى هذا الاساس فالشعر في قلب النقد والنقد في قلب الشعر فهما وجهان لعملة واحدة كامنة في الثقافة الشعرية لاعتبارهما من اسسها، ومن هذا المنطلق فالنقد والشعر فنان ابداعيان لكل واحد منطلقاته حسسب خصوصيته،ولكن بالرغم من ذلك احدثا جسرا تواصليا وتناصيا حيا خلاقا ابتكاريا فيما بينهما لنبذ الافكار العصبية والتيارات المنحرفة المتولدة من الاحكام الانطباعية والقيمية لانهما كانا تشملهما علاقة التوافق والتطويع والتعايش وتقارع الافكار لسبكها في نسق رؤيوي عبر الحوار المفتوح.
فالنقد ينطلق من الشعر الذي يتجسد في اشكال شعرية التي بدورها مجسمة في نصوص وينتهي اليها ليولد من خلالها نصوصا التي هي نصوص استقبالية واصفة، تعتمد على اللغة الواصفة في دينامية ابداعية لاعتباره يقون بهنظسة ذهنية ابداعية مثله مثل الشعر الذي يرتكز على اللغة الابداعية الشعرية فالشعر ابداع تركيبي والنقد ابداع تفكيكي تحليلي كلاهما في حركة تموجية تفاعلية يصعب فكهما وابراز هيمنة كل واحد منهما على الاخر والاستحواذ عليه.
في موضوع الادب ووسائل الاتصال الاجتماعية يقول الدكتور "
كثر الانتاج وتقلصت الجودة مع التواصل الاجتماعي فاصبح الانتاج الشعري في نظري فعل وفاعل ومفعول بكل فروعه النحوية العربية، فحين يكون الانتاج الشعري فعلا فهو له ارتباك بالزمن وداخل الزمن تكون الحركة وتغيب الغاية وتتحول الثوابت الى المتحولات ويتم خرق النموذج ليتولد من معطفه التنويعات على النموذج. وخين يكون الانتاج الشعري فاعل فهو يدل على حدث دون حركة زمانية بذلك فهو كائن هوياتي انتمائي واع بذاته يحدث لنفسه كيانه واستقلاليته ومعياره لصياغة صناعته عبر القوة الرؤيوية.. وحين يكون الانتاج الشعري مفعولا فهو يستسلم الى فعل الفاعل الكامن في ظهور الفوضى والصراع بين القيم والمعارف والعلاقات وبين سوق الاستهلاك وقيمه بذلك فالانتاج الشعري في ظل التواصل الاجتماعي يتموج حسب السوق الثقافية ونا تحمله من رؤى ومواقف فالشاعر الواحد تجده يتقلب كالحرباء مابين المذاهب والتيارات والاتجاهات المتمحورة في الاراث والحداثة ومابعد الحداثة.
= الأدب المغاربي عموما ( إلا ما ندر ) حسب ما يقال بينه شبه خصومة مع أدب المشرق العربي .. هل هذا حقيقي .. وما السبب برأيك
ليس هناك خصومة بين الثقافة المغربية والثقافة المشرقية وانما هناك الاختلاف وبالرغم هذا الاختلاف فالتواصل قائم بيننا يعني هذا ان هناك تعايش بين الثقافتين وهذا التعايش يعني تعزيز التنوع الثقافي ونبذ التعصب ،فعلاان الاختلاف اعطى خريطتين ثقافيتين مختلفتين الخريطة الثقافية المغربية والخريطة الثقافية المشرقية التي تقلص فيها حضور الثقافة المصرية التي كانت مهيمنة في اواخر القرن19 وبداية القرن العشرين فالاولى عبارة عن علامات لغوية لفظية وغير لفظية مكونة في انساق سياقية مغربية الاي تكشف اغوار الذات مبينة باطن الانا المعاناتية الانسانية بعيدة كل البعد العصبية الايديولوجية ومبتعدة ايضا على التطرف في الافكار وفتح باب الحوار والتحاور والتعايش بينما الثقافة المشرقية يهيمن عليها الخط القومي الايديولوجي الملفوف بالخطاب الديني
ومن رائع ما اهدانا إياه الدكتور محمد الزلماط نبقى مع هذه النصوص
ساهدي لكم من انتاجي ثلاث نصوص شعرية:
عيون العشق
شاعر الدكتور محمد ازلماط
خجولتها..
سحر..
جاذبية العشق..
بخجولتها..
اعتلت عرش الانوثة في قلبه..
من عيونها..
تشع نعومتها منها..
تهمس بغمزاتها على رسالة العشق..
عيونها..
عيون المها..
جاذبة الهوى..
من حيث لا ادري
هل للعيون ..؟؟
لسائل جواب عن اعراض العشق..
ام هل لها لغة حديث العشاق..
عيون مزن..
تبكي على مملكة العشاق..
لا ترى الا مافي داخل الفؤاد
تداعب المشاعر بالانجداب والاعجاب
تميل الى ما تراه وتظنه ملذة..وانفعال
العيون تزور الحبيب في هودجه
حاضرة في الغياب..
تراه يسمع لهمسات نبضات الفؤاد..
العيون تلمس في ارواحنا..
روح نغمات العشق..
العيون تحلم بعشق الحبيب..
لو اضحى سرابا
بقلمي شاعر الدكتور محمد ازلماط
التعذيبانية
توقيع الشاعر الدكتور محمد ازلماط
الرياح ثكلى بعواصف الاحزان..
والغيوم حالكة..نعت بحرق سيد الانساب..
هولاكو سن في دار السلام ..صحف التعذيبانية..
هي سلوك عماء وغباء..
ولا عماء ولا ضرر لكرامة ذات الانسان..
سبحانه خلقه على صورته..
سما واعتلى في مقام العزة..
نصه في الوحي سيدا كريما..
تكريمه كامن فيكينونته..ووجوديته..
لكونه كائن خلاق عند تشكيل صورة الانسان..
قيمه المثلى..شجرة طيبة..اثيلة مؤثلة..
اصيلة مؤصلة اغصانها في الفضاء..شامخة..
تمارس فعل العفو في الكون مع الناس..
تنبذ الشحناء..والبغضاء..والفضاضة
بمكارم قيمه يشرب الكون ماء التسامح..
فاظلم مسيلمة البغدادي في غلوه وتطرفه..
فارخي الظلامةالغاسق سدوله.،
فخيمت الفتنة..
فمن رحمها نمت التعذيبانية..
ومن بين اضلع القهر..والانظمة الجائرة. .واوكار العنف
اكتست التعذيبانية شرعيتعا..
فاصبحت فنا من فنون الاجرام..
ابتكرت لغة التنكيل والتعذيب..
فسنت قانون الغاب..ومدونة الطواريء
لتجريد الانسان من انسيته..
نائية عن الرحمة والشفقة..
برعت في إبداع نبرات ايقاع الاذى والعذاب على ابناء جلدته
الوان طيف التعذيب مزركشة
مابين ..
الخصي والرجم والنشر والحرق..
مابين..
الحرمان..والتهجير والاجبار..
التعذيبانية. .فيروس الحضارات ..
سادت فيها ثقافة التعذيب والتمييز..
لمحو شبح التعذيب ..
نلقح ذوان الانسانية..بمضاد حيوي..
لبناء حزام المناعة..
توقيع الشاعر الدكتور محمد ازلماط
لروح معاذ الطيار الاردني
ميثاق عشق ماما افريقيا
الشاعر الدكتور محمد ازلماط
ليت لليمامة الزرقاء عيونا..
لترى الحفاوة..واللقاء..والعناق..
من ماما افريقيا..
كلها حب .. وعشق ..وام خصب..
لم يكن منسيا لديها..
لو انها حاولت ان تنساه..
حط على فؤادها..ميثاق عشق ماما افريقيا
جسر وصال العشق ..لن ولم ينهار..
رغم بناء حصار الحقد والكيد وخيانة الميثاق..
ظلت تمده بروح الهيام..
والسنة العشق تزغرد في رحم فؤاد ماما افريقيا..
عشق ماما افريقيا انساه في الجرح الخفي..
خلفه خونة ميثاق عشق ماما افريقيا..
عشقه لم يك ن حلما..
بل رسمه في محيا ماما افريقيا..
يلمع بين الخصال الذهبية..
محملة بتناغم ايقاع عشقها..
اعادت الاعتبار لميثاق عشق حرية ماما افريقيا..
عهد نسجه الابرار..في بيت حفظة رسول السلام..
بيته مزار لكل افريقي..
فتح حضنه لكل حامل حمامة الحرية والانعتاق..
اكرم اللئيم..فامنه من خوف واطعمه من جوع..
فتمردااااااا
فاكرم الكريم..
فاعترفاااااا
ان رسول السلم والامن والنماء
لن ولم يوقظ الفتن..
ولن ولم يؤجج النعرات
في قلب ماما افريقيا..
بقلمي الشاعر الدكتور محمدازلماط
وفي الاخير اشكركم على وفاء تواصلكم وتفاعلكم من اجل التعرف على كيف يتامل ويتالم المثقف العضوي واشكركم على سعة صدركم الذي تحمل مشاق الاستصغاء الى انة واهات المثقف الاليم