قراءة في نص بعض من بياض للشاعرة اميمة ابراهيم
* إرادة
نص" بعضٌ من بياض"..المنشور في صحيفة "بقعة ضوء"..للشاعرة أميمة إبراهيم، يفصح في بدايته عن حالة الحيرة والإنكسار النفسي :(أينَ نمضي / والخيولُ كَبَتْ / فبكتْ بلاداً / ماعادَت مورقاتِ الهوى.)، ويتابع النص نداء الاستنجاد بالشمس – وأرادت الشاعرة تصويرالشمس بالفعل النبيل للإنسان الذي يجب أن يكون فاعلاً لإحداث توازن بين المكان ومكوناته – لطرد العفن والرطوبة، لعودة الحياة :(يا أنتِ ياشمسَ الكراماتِ / تناثري ضياء / كي تبتعدَ أوجاعُ البلادِ )، ويرجع النص ليدوّن المواجع التي فاقت قدرة الإنسان على تحملها : ( يا للبلادِ / أرَّقَتْها المواجعُ / وفتَّتَ الحزنُ / حجارتَهاالسُّودَ)، لكن الشاعرة أصرّت رغم كل سيل المآسي على وجود بقعة أمل، التي لولاها لاستحالت الحياة إلى جحيم:( يا للبلادِ / مازالَ فيها – رغمَ السَّوادِ – بعضٌ من بياض.
هو نص توثيقي لصراع حقيقي بين الإنسان واللإنسان، ويصر النص على تحدي الإنسان الحقيقي لكل أشكال المواجع وأدواته وإصراره على رسم بياض مستدام.
(( بعضٌ من بياض ))
* الشاعرة أميمه إبراهيم:
إلى أينَ نمضي
والخيولُ كبَتْ
وابتلعَ الهواءُ
نشيجَها وصهيلَها
فبكتْ بلاداً
ما عادَتْ مورقاتِ الهوى
ولا صفصافَها
بحفيفِ خضرتهِ
زها
***
يا أنتِ ياشمسَ الكراماتِ
تناثري ضياءً
كي تبتعدَ أوجاعُ البلادِ
ولا يضلَّ النُّورُ
طريقَهُ عن قلبِ أحبابي
كي يسيلَ الحبُّ ماءً
تبتردُ بهِ الأرواحُ
صلّي معنا
للمطرِ البهيّ، يغسلُ القلوبَ
والحجارةَ السُّودَ.
***
يا للبلادِ
أرَّقَتْها المواجعُ
وفتَّتَ الحزنُ
حجارتَها السُّودَ
يا للبلادِ
مازالَ فيها -رغمَ السَّوادِ-
بعضٌ من بياض