أميمة إبراهيم في قصيدة و"يحدث"..تدون قلق ومواجع الإنسان.
* خلف عامر
(ويحدث ُأن يفيضَ نبعُ الرّوحِ
يحدثُ أنّ الماﺀ َيغورُ عميقاً
فكيف نسقي الحقلَ والزّهرَ
والفرحَ
وكيف أقطفُ قوسَ القزحِ
وكيف أقولُ أحبّكَ
وقد زرعوا لغماً في حنجرةِ القصيدةِ !؟.)
بدأ نص"ويحدث" بتكرار كلمة ويحدثُ مرتين، متأرجحة مابين الحلم واليأس، استخدمتهما الشاعرة "أميمة إبراهيم "في تصوير حالتين متعاكستين يمرُّ بهما الماء – يفيضَ – يَغورُ، آن يفيض نبع الروح يتغيّر وجه الأرض، ويرتسم الفرح على المكان ومكوناته . ويحدث أن يغور الماء، تصوّر حالة الجفاف المادي والروحي الذي دلّتْ عليه بغور الماء عميقاً لتؤكد الموت الحقيقي للحياة ومقوماتها، جاء رصدها لهذه الحالة متكئا على مقاربة تناصية ولتؤكد رؤيتها التي تستند في مقاربتها مع قول الله تعالى:( وجعلنا من الماء كل شيء حي )، وهذا ما يؤكد استحالة الحياة، وتصوّر تساؤلاتها المقلقة بـ "كيف " التي كررتها ثلاث مرّات فيما إذا تحقق غور الماء عميقاً بـ : (كيف نسقي الحقلَ والزّهرَ والفرحَ / كيف أقطفُ قوسَ القزحِ / كيف أقولُ أحبّكَ). وفي نهاية النص تتوضّح مواجع الشاعرة التي لا تُعد ولا تُحصى، لتؤكد على حجم القلق والخوف الذي خَلّفته حالة التناحر والتآمر التي يمر بها البلد، وأكثر شيء هو موت الهوية والوسم في عملية زرع اللغم في حنجرة القصيدة، فالحنجرة هنا ضفاف الصوت، وفي انفجار الحنجرة موت الصوت أي الحياة وختمت الشاعرة النص بإشارتي استفهام وتعجب، ما يدل على حجم الفجيعة لو استمرت : وقد زرعوا لغماً / في حنجرةِ القصيدةِ !؟.