الشاعرة ربا مسلم َ
– لهفة عاصية –
سألتك َ
هزّ بابتسامتك َ
غصن وطني الموجوع
تسقط رايات ودموع
يعود زمان القمح والنبيذ
ويزهر حب ممنوع
بفتوى تتلوى بين ثديي حورية
تشهيتُ الوطن فيك َ
مذ عروا أول فراشة
وساقوها سبية
في شوارع الحرية
تنزف زمان الشرنقة
تشهيت ُالوطن فيك
مذ نحروا القمر
تحت أقدام ربيع ٍ من سقر
آه على دم ٍ
ريحه مسك
رخامه مزارٌ يشفع
لم أدر ِ قلبي أم قلبك َ
من صدري وقع
لما كان ثمننا رصاصة
وحد سكين
أحتسي نبيذ الأمس
كأني عابرة ذكرى
اسبح في نهر من الأغاني البعيدة
التي ابيضت جفون ظلالها
كأن كل تلك الحرائق
لم تشعلها دموع أمي
وهي تتعمد بتراب أبي
تشهيت ُالوطن فيك
وأريدأن أشرب من يديك
عنفوان بردى فلا تتعب
كي لا تضيع مني في طابور الغياب
فأمسي نهرا بلا ضفاف
يبكي الحجرفوق ظل الوتر
لماذا هذا السفر
والموت لا جهة له
ينسلخ البحر عن جلده
لماذا تحلبون السراب
ولبن المنفى عطشان
سألتك َ
حلق بي واهبط
لأنام فوق قطن الغيم المسيج بأهداب أمي
تجعد الوقت حولي
لما المآذن كبرت بذبح الحمام
كنت أطعمه خبز روحي كل صباح
كنت أفتح له في أغاني فيروز نافذة
ليتسلل إلي منها يهددني بقبلة
ويطعنني بغزالة
سألتك َ
خبئني لهفة عاصية خلف غيمة تشبهك
خذني ولو وهما اليك
أطلقني إليك
لكم أساءالفراق إلي
وكم خذلتني القصائد
وانا أحاول أن أصور الهواء فوق أصابعك
سألتك هبني ما يكفي من النسيان
كي أتذكر
أن ثمة وطناً يستحق أن نعيشه
هبني أجنحة أرفرف بها فوق حطامي
أنقض بها على النهار
من ثقب أغنية
أين يمتحن الحب …؟
في الحرب …..
أم تحت ظل قبلة…..؟؟
سألتك اسحب ظلك من طرق
تتلوى من وقع خطاك
يا رجلي يا لوزي وسكري
مات الذين أحبهم
وعزائي
سيعيش وطني
ربا مسلم