من صفحة نعتز بها وستكون لنا اطلالة مع كل جديد لها مع شكرنا الجزيل لصاحبة الفكرة
انها صفحة سيدات الساحل السوري
وحرصا على المصداقية سننشر المادة تماما كما وردت في الصفحة معها سيكون موقعنا نفحات القلم
السيدة رقم -2-
التي سنتكلم عنها اليوم هي سيدة عظيمة رائعة هي واحدة من آلاف نسائنا القديسات اللواتي قدموا لهذا الوطن العظيم وبكل فخر واعتزاز أغلى ما يملكن فلذلت أكبادهن -ماذا تملك الأم أغلى من فلذة كبدها لتقدمه للوطن وهي التي تفدي ولدها بروحها – ماذا أقول عنك يا سيدتي والعين تدمع في حضرتك البهية والثغر يتوق أن يلثم الجبين الشامخ واليد ترتعش لتمسح دمعتك الغالية آه كم قهروا أمهاتنا وأبكوا مدامعنا ماذا أقول وقامتي تنحني أما تضحياتكن لم أنهار يوما وأفقد رابطة جأشي إلا أمام الأمهات ليس أصعب عندي من أن أذهب لأعزي أم بابنها فتربت على كتفي وتقول لي بصوت أجش تتصدع منه طبقات السماء السبعة – كلو فدا الوطن أغلى من تراب الوطن مافي -أكاد أغص وأنا أكتب هذه الكلمات تجرحني قبل أن تجرح الورق.
يسعدني أن أرحب بأم شهيد من شهدائنا الأبطال الذين ضحوا بحياتهم لنحيا نحن بكرامة
إنها ابنة لواء الاسكندون المحتل الرائعة سهام ديب
هي انتسبت للوطن أولا ولمؤسساته الدفاعية أولا قبل أن ينتسب شهيدها هي انتسبت الى الشرطة لتخدم هذا الوطن ضد المجرمين القتلة منذ صباها فكيف بها عندما لم يبقى مجرم على وجه الأرض إلا وأتى ليذبح السوريين وينهش لحمهم كان لا بد أن ترسل الابن والصهر ليكملوا المسيرة التي بدأتها -لن أنسى تلك القشعريرة التي سرت في جسدي لحظة سأتها عزيزتي سهام هل أنت أم شهيد أجابتني بكبرياء زنوبيا وشموخها وعظمتها نعم أم شهيد وأفتخر .-…تقول لنا سهام :
كان ابني جعفر رحمه الله رجل دونه الرجال ولد الشهيد المجاهد البطل جعفر معين مهنا بتاريخ 10-11-1990في قرية حوران البودي التابعة لمدينة جبلة واستشهد بتاريخ 8-12-2016كان جعفر جميلا محبا وكنت أرى فيه وفي شبابه كل حياتي جعفر كان تؤام روحي كان في اجازته يعمل بالباطون ليعيلنا انا واخوته البنات الى جانب راتبه العسكري الذي لا يسد جوع رغم أنه أصغر اخوته الأربعة شهامته كانت تدفعه ليقدم لنا كل مايستطيع ولا نحتاج إلى أحد ولكنها مشيئة الله وحكمته فقبل أن ننسى حزننا على استشهادصهري زوج ابنتي وهو الشهيد سليمان كاسر خيربك ولد بتاريخ واستشهد بتاريخ 17-4-2017في قرية دورين ولديه ابنة واحدة عمرها تسعة اشهر حفيدتي الغالية بالكاد كنت أحاول أن أرمم جراح ابنتي باستشهاد زوجها جاءني خبر استشهاد جعفر فداء لنا ولسورية الغالية استشهد مع ثلاثة من رفاقه في حقل الشاعررحمهم الله .ولم يزل عندي ولدين في الجيش العربي السوري وهما أيضا قطعتان من قلبي ولن أبخل بهما فداء لهذا التراب الطاهر المقدس
لن أقول أن قلبي لا ينفطر حزنا على ولدي ولكني فخورة به فخورة أني أم الشهيد وأرفع رأسي عاليا وأباهي بأني قدمت أغلى ما أملك لسورية الحبيبة سورية هي أمنا التي قدمت لنا الكثير والكثير ولم تبخل علينا يوما بشيء كان واجبا علينا أن نرد لها الدين ونزود عنها بالدم لست الوحيدة التي قدمت ولدها للوطن لا يكاد يخلو بيت من شهيد كلهم أبناؤنا وكلهم كانوا ضوء عيوننا ونبض قلبنا لكنها إرادة الله أن نبتلى بهذه الحرب القذرة التي غيبت جيلا كاملا من زهرات شبابنا قدر الله وماشاء فعل والأمر لله من قبل وبعد عزائي أنه شهيد الآن عند ربه مع العليين والصديقين يشفع لنا عنده بإذن الله سأختم بأني أم الشهيد وأفتخر رحم الله شهداءنا وحفظ لنا قائدنا وسورية الحبيبة كلنا فداء للوطن