المحامي محمد محسن كتب لنفحات القلم :
..سنوات سبع ونحن نواجه معسكر العدوان فلماذا تخيــفونا منه الآن ؟
……….هل كـان الأمريكـان ، وحلفــاؤهم ، يلعبـــون في السنـوات السبـــع ؟
……….لا نخـسر الحـرب إلا عنـدما نخـسر ثقتـنا بأنفسـنا وهذا من المحال ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتحدث البعض من المحللين ، والمحاورين ، والسياسيين ، في هذه الأيام وكأن الحرب بدأت اليوم صباحاً ، فيركزون وبتضخيم يمكن أن يكون متعمداً ، أو بسبب عدم ادراك أهمية الحالة النفسية للمواطن ، ويبدؤون بشرح خطورة الهجوم الذي تقوده أمريكا ، واسرائيل ، والأردن ، في منطقة الجنوب السوري ، بهدف خلق " كانتون " من حوران وجبل العرب والقنيطرة ، كحزام أمني لإسرائيل ، وكأن اسرائيل وأمريكا والأردن وكل العملاء والتابعين ، لم يسعوا لذلك منذ سبع سنوات ، ولم يتمكنوا ؟ !!.
ثم ينتقلون للاستفاضة في شرح ابعاد الحشد الأمريكي في الشمال الشرقي المساند للأكراد ، وان أمريكا بنت مطارات وثكنات عسكرية ، لإقامة كيان كردي في الشمال والشرق من البلاد ، وكأن هذا يحدث لأول مرة ، وأنها لم تخرج من افغانستان ومن العراق مذمومة مدحورة وستخرج من بلادنا بأكثر مذلة ، وتركيا تقصف الأكراد على الحدود وفي العمق ، واسرائيل تقصف بالصواريخ ، ويبدأ زرع الخوف مجدداً ، والتضخيم ، والتهويل ، بشكل يشعر فيه المواطن الصابر وكأنه يدخل الحرب لأول مرة .
كل هذا نعم وأكثر منه يحدث اليوم ، وسيحدث مثيله في غد ، وكان قد حدث أكبر منه وأصعب في السنوات السبع ، حتى الذين كنا نسميهم معارضة ، وانتقلوا إلى معسكر العمالة والتشفي ، ومن خلال التحليلات والتعليقات من محللينا الأشاوس على محطاتنا الوطنية ، والصديقة ، والذين يتناغمون مع المحطات العميلة ، والمعادية الكثيرة والتي لاتعد ولا تحصى ، في حملة التهويم والتخويف المفتعلة ، حتى هؤلاء المترحلين إلى معسكر العدوان ، والتي كادت أمانيهم وأحلامهم تتبخر ، ويزداد معها سعير أحقادهم ، ومن خلال تلك التهويمات ، والمبالغات ، باتوا يجددون أحلامهم وأمنياتهم ، بتحقيق انتصار على سورية التي كانت وطنهم ، معتمدين على حالات التضخيم والتخويف الذي وصل حد الارعاب ، من أقوال وتكهنات المحليين الوطنيين ، وغير الوطنيين وتضخيم ما يحدث ، وكأننا لانزال في بداية الحرب ، فهل كانت أمريكا وكل حلف العدوان يتفرجون على الحرب من على قمة جبل الشيخ ، خلال السنوات السبع ؟ ، أم كانت منخرطة بكل قوتها ، وجبروتها ، ، بسلاحها ، بمالها ، بعملائها ، في حرب الموت والدمار هذه ، بحيث لم تترك سلاحاً قذراً إلا واستخدمته .
.
نحن لسنا مع تبسيط ما يحدث ، أو نكرانه ، أو التقليل من آلامه ، بل يجب أن نضعه في حجمه الطبيعي ، ونعتبره استمراراً للحرب وامتداداً لها ، وقد يكون معسكر العدوان قد استخدم أساليب جديدة في حربه ، ولكن وفي جميع الأحوال والاحتمالات ، لابد وأن نضع نصب اعيننا دائماً ، وأمام أعين مواطنينا الصابرين الصامدين ، رغم كل ظروفهم الصعبة حد المرارة ، مطلوب منا أن نقوي من عزيمتهم ، ونزرع الأمل في نفوسهم ، بل يجب أن نؤكد لهم دائماً وعلى الأقل القناعة الحقيقية وبكل موضوعية ، بأن ما مضى من الحرب الوحشية الظالمة التي شنت علينا ، كانت الأصعب ، أي تجاوزنا المراحل الأصعب ، ومن واجه الأصعب لقادر أن يواجه الصعب والأقل صعوبة ..
.
هذا المنطق الذي أسعى لتأكيده وترسيخه ، هو قول موضوعي ، وصادق ، ودقيق ، وحقيقي ، ولا نبيع من خلاله وهماً ، بل نستند على تسلسل للأحداث المريرة التي مرت بها بلادنا ، والأهوال التي عان منها شعبنا ولا يزال يذكرها ، كأنها بنت الساعة ، فمراجعة بسيطة لشريط الأحداث عبر السنوات السبع ، يتبين لنا المسافة الطويلة التي قطعها جيشنا وشعبنا في مسيرتهما الظافرة والمظفرة ، والمكاسب التي حققاها على حساب قوى العدوان بكل اشكالها ، لكن بتضحيات تستحقها .
الجيش قدم التضحيات وتحمل أعباء الحرب وأهوالها ، والشعب صبر وصابر ، ورفد جيشه بكل اسباب التحمل ، الذي يقدم الدم رخيصاً على مذبح حرية الوطن ـــ ولكن هذا لا يجعلنا ننسى الفاسدين والمفسدين الذين يشكلون الطابور الخامس ـــ
.
ما قضية الحشد العدواني في الجنوب .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليس هناك أي هامش من الشك ان أمريكا و" اسرائيل " والأردن وممالك الخليج كلها ، سعت ودأبت ولم توفر أي جهد خلال السنوات السبع ، لتحقيق شريط " أنطوان لحد " في سورية ، ذلك الحلم الذي يراود الدولة الصهيونية قبل الحرب وبعدها ، وكذلك يفيد منه الأردن بحسب تقديراته الغبية ، المليك القزم الذي يلعب بالنار هو لا يعلم أن الدائرة ستدور عليه ، وأن الحركة الاسلامية السلفية في الأردن تنتظر الفرصة لتنقض عليه وعلى ملكه الهش ، وذلك سيتم برضى أمريكا الدولة الحامية ، وهذا ما سيكون عليه مصير مملكة بني سعود الغبية ، كما أن تمزيق سورية إلى كانتونات يريح جميع مكونات معسكر العدوان ، وعلى رأسهم اسرائيل . ولكن السؤال هل هذا الطرح جديداً ؟ أم أنهم كانوا ولايزالون يعملون على تحقيقه منذ سبع سنوات ؟ بل ومنذ الساعات الأولى للحرب عندما شكلت غرفة " موك " لإدارة الحرب القذرة في منطقة الجنوب ، من الأردن العميل ، وكان قد اشترك فيها ذات الأطراف المتحالفة الآن ، وما لم يستطيعون تحقيقه خلال السنين السبعة ، بات احتمال تحقيقه أضعف على الأقل .
……………………………….لماذا ؟؟………………………………
لأن أهلنا هناك في حوران وجبل العرب لا يقبلون هذا فقط ، بل سيحاربونه بأسنانهم ، واهم من يعتقد أن أهلنا الأماجد في جبل العرب وحوران سيقبلون هذه الجريمة ، هو في حالة أقرب لضياع الوزن ، !! صحيح أن عدداً من المجرمين ، والمتعصبين ، توحشوا ، من الوهابيين والاخوانيين ، والأغبياء ، من الذين باعوا ضمائرهم للشيطان ، يتحكمون برقاب أهلنا في حوران ، ويهددون بالقتل من لا يسير في ركابهم ، لكن عندما يحين الاستحقاق سنرى من البطولات ما يتناسب وشهامة أهلنا هناك .
يعرف الجميع أن الفتنة الكبرى الأولى ، والفرية الأولى التي اعتبرت سبباً لإشعال الحرب انطلقت من حوران ، وأن العدوان بدأ من هناك ، وجيشنا البطل ومنذ اليوم الأول ، والاشتباك الأول وهو يقف بوجه أولئك الوحوش ، الذين يتحركون بأوامر أمريكا وحلفائها و" اسرائيل " ويحول بينهم وبين تحقيق ذاك الحلم الشيطاني ، ومن أوقفهم عند حدهم ، وحقق انتصارات على حسابهم هو جيشنا البطل ، ومن لم يتمكن من تحقيق الغايات التي جاء من أجلها في سني الحرب السبعة ، لن يتمكن بعد اليوم من تحقيقها ، لأن جيشنا اكتسب الخبرة ، وشعبنا هناك يطلب الخلاص من ويلات وحوش التعصب والغباء .
.
الكانتون الكردي وأمريكا وتركيا .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المحزن أن بعضاً من مواطنينا الأكراد المتعصبين ، ـــ الذين كنت قد دافعت عن/ 777 / كردياً منهم أمام محكمة أمن الدولة في الثمانينات من القرن الماضي ومجاناً وبدون اي مقابل ـــ استُخدم بعضهم ومنذ الأيام الأولى من العدوان ، أداة بيد أمريكا ، التي منتهم بالمن والسلوى ، وأن كانتوناً كردياً سيتحقق من القامشلي حتى عفرين ، متناسين بنية العمق الديموغرافي ، والامتداد الجغرافي ، ولكنهم الآن أُسقطوا في ايديهم ، وأعتقد أنهم باتوا يدركون حجم خيباتهم ، فتركيا تحاصرهم وتقصفهم في الشمال ، وأمريكا تحاول التهدئة ، ولكن كل من يعتقد أن هذا الحلم سيتحقق هو صديق الوهم .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
واستكمالاً للموضوعين الهامين الذين تناولناهما ، يبقى أن نقول أن تحرير الرقة لن يتم إلا على يد الجيش العرب السوري وحلفائه ، لأن الأكراد في الرقة ليس لهم حظوة ، عند السكان العرب هناك لما عانوه من تجبر الأكراد وتطاولهم في المناطق التي سيطروا عليها ، والتغيير الديموغرافي الذي نفذوه بحقد ، كما أن أمريكا لا تستطيع تحمل وزر الحرب من جنودها ، لأنها ومن أول عشرة توابيت لجنودها سترفع قلوعها وترحل ، نعم هناك محاولات أمريكية كردية لتحقيق مكاسب سياسية ، ولكن واعتماداً على المنطق الذي سقناه ، شعبنا هناك لن يقبل إلا بوحدته الوطنية ، كما لن يقبل باي كانتون كردي ، ولعل بعضاً من عقل يمسك بمقدمة تفكيرهم ويعيدون النظر في كل ما ورطوا أنفسهم فيه .
وما أكدناه بالنسبة لأهلنا في الرقة ودير الزور يمكن سحبه بالتأكيد على أهلنا في ادلب المخطوفة ، ولا يجوز إلا أن نؤمن أن ما مر هو أصعب ألف مرة مما تبقى .
………….ولن نخسر الحرب إلا عندما نخسر ثقتنا بأنفسنا ، وهذا محال .
………….فليس أمامنا إلا الصبر والثبات والثقة بالنصر وسننتصر ….