الشاعر
جمال الكناني:
مدرسة النهضة الادبية الحديثة – العراق
(الضّفَّة ُ الأُخرى )
في هَجير ِ الرّوح ِ غَدوْت ُ مُغترِباً
مَشحوناً بِذاكِرة ِ النَّفْيِ
مُسَمَّراً أمام َ غد ٍ يَئوسٍ
عِند َ الشّرفَة ِ أَرقَب ُ تَشييعاً للوجود ِ
عَلى أكتاف ٍ واهِنةٍ
وَمَحاجِرَ بِلاعيونٍ
خُطىً تَجرُّ مَآسيها في مَوكب ٍ
صَوب َ جِسر ٍ لايَعرف ُ الايابْ
هُناك َ تَلويحة ُ قبر ٍ وتُرابْ
إنْ التَفتْنا يُبصرُنا الفَناء ُ
فَتَسلّلْنا عبْر َ الّلوعَة ِ
أومأتْ إلينا الحُفَر ُ :
مَقاييسُ بِحجم ِ الكيان ِ بانتظار ِ مَجيئِنا
مَساقِطُ الحُفر ِ تَتعهّد ُ بالاقامة ِ
هُناك َ يَنتظرُنا الصَّمت ُ المُطبَق ُ
حَيث ُ غُرِس َ لَنا
وَحان َ القطاف ُ
سارَعنا الخُطى
لِمحوِ خارِطةِ الذّاكرة ِ منَ المَأخوذ ِ عليها
أَنبَجِس ُ مِنْ مَلامِحي مُرتَحِلًا صَوبَهُ
وَمَعي جَمرات ٌ مِنْ لَوني
لاحَنينَ يُمَزِّق ُ القَرارْ
لاطَلاسمَ تُنشِدُنا لتَفُكَّ مَكْمَن َ الأسْرارْ
في الضّفَّة ِ الأُخْرى
وُضوح ٌ يَتَصدّر ُ طابور َ الإنتِظارْ
دَلالَة ً
لِمَن ْ ضَيَّع َ زُقاقَهُ
مابَين َ فَناء ٍ وَتَلاشٍ جِسْر ٌ يَحمِل ُ نعوشا ً
كَكَفٍّ عَلى مُلتقى
خُطوطِه ِ
شِعاب ٌ صال َ وَجال َ بِها المَجهول ُ
وَالامتِثال ُ يَحمِل ُ لِلطّين ِ وَجعَه ُ وَإخفاقَه ُ
أقاصي النُّبوءةِ جاءَت ْ
بِرَبيعٍ واهِمٍ مَلْقاهُ الجَدْبُ
تَخَلَّتِ الخَطَواتُ وَصَدأَ اليَقين
إنتَهتْ رَقصَة ُ المَطرِ
وَلمْ أشمْ رائِحةَ التُّرابْ
الشاعر /جمال الكناني