سمير عدنان المطرود .jpg)
من مجموعته ( تهويمات على مقام الاندثار )
خمسةٌ من ظلِّ كهلٍ ؛ ساعةَ الضوءِ اختيارُ ؛
كاد يقتله الحنينُ ؛ كالفراشةِ حين نارُ ؛
راح يفريه الجنونُ ؛ مثلما كان الحصارُ ؛
قال فيها صوموا عنّا ؛ لا تقوموا ؛
لا تلوموا ؛
..
إنما العشقُ الأخيرُ ؛ حين ينساه المصيرُ ؛
يذوي هذا القلب حتى ؛ ينطفئ فيه السعيرُ ؛
وهو يصرخ فينا قوموا ؛ يكفي أن قال النذيرُ ؛
إنه أمرٌ عظيمُ ؛
لا تلوموا ؛
..
إنما وعدُ القيامةِ ؛ قبلَ يقتلنا الهُيامُ ؛
ماذا نفعل بالسلامةِ ؛ بعدَ يطحننا الغرامُ ؛
إنه ألمُ الملامةِ ؛ يوم يمضي الانسجامُ ؛
قلب طفلٍ في العلامةِ ؛ حين يُبكيهِ الفطامُ ؛
لا تلوموا ؛
..
كان يسرقنا العبيرُ ؛ حين أدمتنا الصبابه ,
جُرْحَنا افترشَ الهديرُ ؛
الروحُ أمضتها استلابا ؛
من سيسأله الأثيرُ ؛ عنّا إن رُحنا اغتصابا ؛
نشتري الأوجاعَ نحن ؛ والسَقَمْ فينا مُقيمُ ؛
لا تبيعونا رِخاصاً ؛ غيرنا لا لا تسوموا ؛
لا تلوموا ؛
..
نركبُ الأهوالَ غصبا ؛ نارَ وجدٍ نعتليها ؛
نمتطيها فوق عُتبى ؛ فوق همٍّ نشتريها ؛
كلنا يقتله حُبّا ؛ إن يرى في الحبِّ فيها ؛
غيرنا كانوا يروموا ؛
لا تلوموا ؛
..
قبل نمضي في اغترابٍ ؛ كان يسكننا اغترابُ ؛
مدّلهمٌ في غيابٍ ؛ والغياباتُ احترابُ ؛
كم سهرنا في عذابٍ ؛ صار يبكينا العذابُ ؛
كنا يوما في هضابٍ ؛
صرنا وديانا تعومُ ؛
لا تلوموا ؛
..
بالمُقدّرِ والمنافي ؛ والليالي الموحشاتْ ؛
ضرّنا في الاعترافِ ؛ أن هذا القلب ماتْ ؛
قد وقعنا في الفيافي ؛ قل لي يا قلب بربك ؛
هل تقعْ حين تقومُ ؛
لا تلوموا