جريدة الأيام
في عام 2009 كان آخر مسح قام به المكتب المركزي للإحصاء حول معدل نفقات الأسر السورية، وحتى الوقت الحالي لم يجر المكتب المركزي للإحصاء مسحاً حول نفقات الأسر السورية، مع العلم أننا أحوج ما نكون لمعرفة كم تنفق الأسرة السورية مع ظروف الحرب وتراجع القوة الشرائية واختلاف العادات الاستهلاكية الغذائية وغيرها.
فحسب أرقام المكتب المركزي للإحصاء حول معدل انفاق الأسرة وفق مسح 2009– 2010 كان متوسط الانفاق يصل إلى 30,826 ألف ليرة، وحينها قامت الدنيا ولم تقعد على هذا الرقم علماً أننا كنّا بفترة استقرار ونمو اقتصادي وتضخم مقبول.
اليوم نقرأ يومياً أرقام مسوحات لبعض المراكز عن نفقات الأسر السورية، وصل آخرها إلى 320 ألف ليرة سورية، والسؤال كيف تم حسابها وعلى أي أساس؟ وإذا كان هذا الرقم صحيحاً في الأشهر العادية فكيف بشهر رمضان والمعروف عنه زيادة نفقات الأسرة بشكل مضاعف، إلى درجة أن بعض الأسر تقوم بإعداد ميزانية خاصة بالشهر، والبعض الآخر يضطر لإنفاق مدخرات كانت احتياطية لأمر طارئ.
"توجهنا أولاً للمكتب المركزي للإحصاء الذي شكك بتلك الأرقام، لكونها لا تحسب وفق طرق علمية وفنية، وهي تقتصر على بعض الأشهر وليس على مدار السنة كاملة.
مصدر خاص في المكتب المركزي للإحصاء قال: تلك الأرقام التي تنشر بين الفينة والأخرى لم تأخذ بعين الاعتبار اختلاف الاستهلاك بين محافظة وأخرى مع التغيير بالعادات الاستهلاكية، ومن الصعوبة بمكان إجراء مسح لنفقات الأسر السورية في الوقت الراهن نتيجة الظروف الراهنة وعدم الاستقرار، والمسح المذكور بحاجة لاستقرار وتمويل مادي للخروج بنتائج صحيحة.
وحسب المعلومات، فإن المكتب المركزي للإحصاء قام خلال سنوات الأزمة بمسح لنفقات الأسرة بشكل تقديري وعرض مسحه على الحكومة، لكنه لم ينشر وكان آخر مسح قد نفذ ونشر عام 2009- 2010.
بالمقابل قدر المكتب المركزي للإحصاء متوسط إنفاق الأسر السورية حوالي 200 ألف ليرة، منها 65 % للغذاء.
وتلك النسبة المتعلقة بالغذاء ستزيد خلال شهر رمضان، لكن ليس من الضروري أن تكون بكل المحافظات نتيجة التباين بين محافظة وأخرى من حيث استهلاك بعض المواد على حساب الأخرى، ومن الممكن أن تصل إلى 80 %.
المكتب المركزي للإحصاء رأى أن الأرقام التي نشرت منذ فترة لبعض مراكز الدراسات مضللة إحصائياً، والمسح الصحيح يحتاج لسنة كاملة للوصول لرقم أقرب إلى الواقع.
وأضاف: دخل نفقات الأسرة عام 2009 – 2010 حينها كانت 30،826 ألف ليرة، كان الإنفاق على الغذاء بحدود 45 % والباقي للحاجات الأخرى، لكن اليوم مع تغيير نمط العادات الاستهلاكية التي اختلفت 180 % أصبح الإنفاق على الغذاء أكثر من 65 % والباقي ذهب للاتصالات والنقل
لم يوافق مدير المكتب المركزي للإحصاء السابق الدكتور شفيق عربش على ما قاله المكتب المركزي للإحصاء، مشيراً إلى أنه كان بالإمكان إجراء مسح لنفقات الأسر خلال الفترة الراهنة من دون التمويل الذي يراه المدير الحالي عائقاً مع حالة عدم الاستقرار، موضحاً أن المسح الذي أجري عام 2009 كان بتمويل ذاتي من المكتب حينها ومن الاعتمادات المرصودة له.
عربش لا يرى أن هناك زيادة بالإنفاق خلال شهر رمضان لأغلب الأسر السورية لعدم توفر السيولة بل على العكس الإنفاق سيقل، ولن نرى حالات هدر كما كانت قبل سنوات الأزمة، موضحاً من جهة أخرى أنه عندما يصبح الإنفاق على الغذاء أكثر من نصف معدل الإنفاق ككل، فهذا مؤشر على حالة فقر كبيرة للأسر السورية، علماً أن نسبة الإنفاق على الغذاء عالمياً يجب ألّا تتجاوز ربع إنفاق الأسرة بشكل عام.
ولم ير أن الأمر بحاجة لمسح لأنه يمكن تقدير معدل إنفاق الأسرة حالياً بناء على معدلات التضخم والأرقام القياسية للأسعار والتي من المفترض أن تتراوح ما بين 275 إلى 290 ألف ليرة سورية.
الجدير بالذكر أنه في آخر مسح أجري منذ عامين مع منظمة الغذاء العالمية حول التغذية في سورية "الأمن الغذائي" كانت النتائج الأولية تشير إلى أن هناك 30 % معدمين غذائياً و50 % قابلين لحالة الانعدام الغذائي و20 % آمنين غذائياً.