انتشرت مؤخراً بعض الأخبار حول وجود نوع سام من الأسماك في الشواطئ السورية والمياه العذبة, وللوقوف على صحة الأخبار واستيضاح حقيقة هذا الأمر التقينا الدكتور عبد اللطيف شعبان علي مدير عام الهيئة العامة للثروة السمكية الذي حدثنا بما يلي:
إن هذا النوع من الأسماك يدعى القط الثعباني المخطط (سمك القط المخطط) وهو مختلف تماماً عن سمك السلور المنتج محلياً في المياه العذبة, تضم هذه الفصيلة 10 أجناس يتبعها 35 نوعاً يعيش نصف أنواعها في المياه العذبة, وموطن سمك القط الثعباني المخطط الأصلي هو المحيط الهندي وعزب الباسفيكي في اليابان إلى استراليا وقد انتقل حديثاً من البحر الأحمر إلى البحر المتوسط عبر قناة السويس حيث سجل وجوده لأول مرة في المياه البحرية السورية عام 2014 من قبل الباحثين د. مالك علي ود. أديب سعد و م. محمد سليمان.
وأضاف د. علي أن هذه الاسماك تتغذى على القاعيات والقشريات والرخويات والديدان والأسماك وتستخدم اللوامس حول الفم للاستدلال على الغذاء ويعيش في تجمعات الشعاب المرجانية لكنه يوجد أيضا في السواحل المفتوحة وفي برك المد والجذر وفي مصبات الانهار في المراحل اليافعة منه, تجتمع أفراده في مجموعة كثيفة تأخذ شكل الكرة وتتألف من نحو 100 فرد بينما تكون البالغة منها منفردة أو ضمن مجموعات صغيرة.
وعن وصف الشكل الخارجي للسمكة ذكر علي أن لها جسماً ثعبانياً وذيلاً مستدقاً له أربعة أزواج من اللوامس ويعتبر من الأنواع الخطرة والسامة نتيجة امتلاكه أشواكاً حادة ذات حواف مسننة وخلايا عذبة منتشرة في طبقة البشرة المحيطة بقواعد الأشواك تنتج هذه الخلايا مواداً سامة حيث أنه بعد مهاجمة الإنسان ووخزه بأحد الاشواك أو أكثر واختراق جلد الإنسان تقوم السمكة بإفراغ المادة السامة في المكان المخترق هذا وتؤكد المراجع العلمية والطبية أن وخزة واحدة قد تؤدي في بعض الأحيان وفي حالات معينة إلى مشاكل خطيرة لدى الإنسان قد تؤدي للموت, وعندما تكون كمية السم المتسربة إلى جسم الإنسان قليلة يكون الضرر أقل لكن الأذى الناجم عن الجرح الميكانيكي المؤلم يستمر ألمه لعدة ساعات ( حسب إفادات بعض الذين تعرضوا لمثل هذه الإصابات) وهنا ينصح بمراجعة المشفى في اية حالة تعرض للإصابة.
وأكد د. علي أن الأهمية الاقتصادية لهذه الأسماك معدومة كونه يصاد بكميات وبأعداد قليلة جداً ولفترات متباعدة وحجم صغير غير مرغوب.
ويقوم الآن فريق من الفنيين في الهيئة العامة للثروة السميكة وجامعة تشرين بإجراء دراسات بيولوجية حول هذا النوع ومراقبة كمياته وأماكن تواجده يومياً لبيان مدى انتشاره وأثره.
وفي الختام: نصح مدير عام الهيئة العامة للثروة السمكية د. عبد اللطيف شعبان علي الصيادين بتوخي الحيطة والحذر عند التعامل مع هذا النوع من الأسماك تلافياً للإصابة, وبضرورة توعيتهم حول سمية هذا النوع مع التأكيد أنه لا داعي للخوف والمبالغة فالنوع موجود في المياه اللبنانية والفلسطينية منذ عدة سنوات ولك تذكر الدراسات أنه يهاجم الإنسان وخطورته محددة وتكمن عند الصيادين الذين يتعاملون معه بشكل مباشر.