بين رهان اللحظة وتحدي التاريخ ; يتأهب الوعي الوطني بإرثه الزاخر بتراكمية التجربة المضخمة بدماء وتضحيات السوريين الخارجين تواً من لحظة التحولات الكبرى إلى معركة جديدة ، إنّها معركة إثبات الحضور الذي لم يغب أصلاً عن عقل وعقيدة كلّ مواطن سوري برغم تلك الرياح العاتية التي أفرزتها متغيرات اللحظة التي تٌعد مفصلية ومهمة في تاريخ الوطن الذي يقف على عتبات مرحلة سياسية انتقالية جديدة تكتسب أهمية من صخب المخاض وهوله ،قد تصعب اللحظة الحالية التي تموج بالمتغيرات والتحولات السياسية والاستراتيجية والمجتمعية في الغالب الأعم التي حاول البعض اللعب على وترها بقصد او دون قصد لبث مشاعر الإحباط واليأس والضعف الوطني .
من الصعوبة بمكان المواجهة وتعقدها لجهة رفع شدة التوتر وحدّة شراستها واحتدامها ،لكن بمجرد استحضار التاريخ بتجاربه ودلالاته البالغة في التأثير والمعنى والفعل من شأنه أن يحسم المعركة حتى قبل أن تبدأ بتفوق واضح لصالح الوعي الجمعي للسوريين بانهزامية مطلقة لكل متغيرات اللحظة وتحولاتها الطارئة والهامشية التي أوشكّ التاريخ أن يلفظها كما لفظ غيرها .
إنّ المحاولات المسمومة التي لايزال أعداء هذا الوطن من خلالها يجهدون طيلة سنوات الحرب الماضية لتفكيك بنية الوعي الوطني ونسيجه الاجتماعي لم تثبت فشلها فحسب ، بل أعطت نتائج ومفاعيل عكسية رفعت من منسوب الوعي لدى السوريين لجهة التمسك والتعلق أكثر بحبّ الوطن والاستشراس في الدفاع والذود عنه ،ولعلّ الصمود الأسطوري للشعب السوري طيلة السنوات الماضية يعكس هذه الحقيقة ويؤكدها ويجزم بدوامها .
هذا الوعي الجمعي الذي ولدته مفصلية وأهمية اللحظة لايدعونا إلى التفاؤل بمستقبل الوطن بل يدعونا إلى الوثوق ثقةً مطلقة بقدرة السوريين على التعاطي مع المتغيرات المرحلية القادمة بشفافية وأمانة أخلاقية ووطنية وتاريخية ، وانطلاقاً من أهمية وخطورة المرحلة التي يتعرض
فيها الوطن لأشرس المخططات والمؤامرات الاستعمارية التي تستهدف قيمه وأصالته وحاضره وتاريخه ومستقبله ووجوده ، وطناً متكاملاً يحتضن كل مواطنيه على اختلافِ مشاربهم ودياناتهم ………
.بقلم /عادل الذنون