السوريون على المريخ .. السيدة موللر والشعب السوري "الشقيق" ..
——————————————————————–
لن نستغرب قريبا اذا صدر تقرير عن الأمم المتحدة يدعي فيه أصحابه أنهم أوصلوا المساعدات الى السوريين الذين يعيشون على المريخ .. وبعضهم وصل الى عطارد .. فالسوريون وفق تقارير احصاءات الأمم المتحدة كلهم خرجوا من سورية .. وجميعهم يتلقون مساعدات من أصدقاء سورية .. أما من بقي في سورية فهم محاصرون من قبل النظام ..
أنا على يقين أن كل من استمع الى مداخلة الدكتور بشار الجعفري في الأمم المتحدة كان يحس بأنها مداخلة تزخر بالسخرية السوداء اللاذعة لأن تقارير الأمم المتحدة عبر (الأوتشا) حدثتنا عن بطولاتها في ايصال المساعدات الى 8 ملايين سوري .. ولكنها غفلت عن أهم حقيقة وهي أن كل برنامجها لم يكن ليتحقق لولا مساعدة الحكومة السورية لها .. وكأن الأوتشا كانت توصل الغذاء والمساعدات للسوريين في المريخ حيث لاحكومة ولاتسهيلات رغم أن كل استعراضاتها كانت عن السوريين داخل سورية .. أي أن 8 ملايين سوري وصلتهم المساعدات دون الحاجة لدعم الحكومة السورية وتسهيلها لعمل الأوتشا ..
تقارير الامم المتحدة تخشى حتى من الاشارة الى حقائق بسيطة وهي أن يساعدها لمساعدة السوريين هي الحكومة السورية ذاتها التي تتهمها ماكينات اعلام الغرب والامم المتحد بأنها تحاصر المدنيين وتضغط على حياتهم اليومية بلا رحمة .. ولكن كيف نسيت الأوتشا مساعدة سكان كفريا والفوعة فيما وصلت الأوتشا الى 8 ملايين سوري فعلمه عند الراسخين في علوم الأمم المتحدة .. وكيف تحول رقم 48 قافلة انسانية سيرتها الحكومة السورية لخدمة نصف مليون سوري الى مجرد قافلتين اثنتين فقط حسب تقرير الأمم المتحدة فهو سر من اسرار الكون العجيبة .. وأما كيف تجاهلت عيون الأمم المتحدة حقيقة أن عشرات آلاف الأطنان من المواد الغذائية وجدت في مستودعات الارهابيين في حلب والتي حرم منها المدنيون رغم علم الأوتشا بهذه الحقائق .. فانه أمر يستحق أن يرسل موظفو الأمم المتحدة لاجراء فحوص النظر والفحوص النفسية لاثبات أهليتهم لهذا العمل .. خاصة ان الحكومة السورية رصدت ظاهرة غريبة وهي أن موظفي الأوتشا يتلكؤون في تسيير القوافل الى مناطق تحتاج المساعدات بشكل اسعافي بينما يصرون على تسيير المساعدات الكبيرة وبسرعة الى المناطق التي يتركز فيها الارهابيون حيث يقل عدد المدنيين ..
أما النكتة الجديدة في تقرير الأمم المتحدة فهي أنها صارت متأثرة بخطابات الراحل أبو متعب (الملك عبدالله) الذي وصف شعبه بـ (الشعب السعودي الشقيق) .. ويبدو أن الوصف قد راق للسيدة موللر التي كتبت تقرير الأوتشا وأعجبت به أيما اعجاب فقالت في تقريرها ان (الأوتشا والشعب السوري يطالبان مجلس الأمن بحماية المدنيين) ..أي أن موللر اتخذت قرارا بالحديث باسم الشعب السوري وكانها صارت ممثلة له وربما أغرتها المعارضة بأن تصل الى السلطة وتجلس في قصر الشعب لخدمة الشعب السوري "الشقيق" .. على رأي الراحل أبو متعب ..
وقد كان الدكتور الجعفري حاسما في تقريعها وتوبيخها بأنها لاتملك الحق في التحدث باسم الشعب السوري .. وأن عليها أن تعرف حدودها المهنية .. بل ان الحقيقة التي يجب أن تعترف بها هي أن المساعدات الأممية كانت توجه لدعم المقاتلين الارهابيين حتى أن الدولة السورية اضطرت احيانا الى تقليص بعض القوافل لأن حجم المساعدات كان يفوق كثيرا ماتحتاجه الكتلة السكانية في بعض المناطق وتبين لها أن المخصصات الكبيرة كانت متوجهة الى المقاتلين لامدادهم بكميات كبيرة من المؤن والغذاء والدواء لتأمين احتياجاتهم لأشهر طويلة لتمكينهم من الصمود في وجه الجيش السوري رغم ان تصنيفهم الدولي هو أنهم مقاتلو القاعدة او تنظيمات ارهابية ..
بل ان الأوتشا في تقريرها حاولت زرع الشك بممارسات داعش نفسها عبر قولها بأن هناك مزاعم للدولة السورية في أن داعش يستخدم المدنيين كدروع بشرية .. فيعد كل الفضائح عن الدروع البشرية التي لجا اليها االرهابيون في حلب وحمص والرقة والموصل في منع المدنيين من المغادرة لاتتجرأ الأوتشا على ذكر هذه الحقائق الا على انها (مزاعم) ..
الغريب أن الأوتشا أغفلت تماما دور الولايات المتحدة عبر طائرات التحالف في تدمير الجسور والطرقات ومخازن الغذاء والحبوب والصوامع وابار النفط ومحطات المياه والكهرباء .. ناهيك عن عمليات الحصار التي تمنع استيراد الكثير من السلع الضرورية للشعب السوري ..
المثير للدهشة أن تقارير الأوتشا لاترحب بالمصالحات بين السوريين وتشكك بها وكأنها ترسل رسالة الى المتمردين بأن يستمروا في تمردهم لأن الأمم المتحدة لاتوافق على هذه المصالحات وعليهم انتظار مبادرات أممية .. رغم ان مبدا المصالحة واضح جدا وشفاف وهو أن كل من يتخلى عن السلاح فهو آمن .. وعائلته آمنة .. وهو حر في أن يبقى أو أن يغادر الى أي مكان يشاء .. المهم أن يخرج السلاح من الصراع ..
من يستمع الى انتقادات الدكتور الجعفري اللاذعة لتقرير الأوتشا حسب هذا التقرير لايداخله شك أن الأوتشا منظمة تابعة لجبهة النصرة .. وأن الشعب السوري الشقيق للأوتشا لايعيش في سورية بل على المريخ .. فليبحث كل منكم عن أرض على المريخ لأن الأوتشا وجدتنا بعد أن فقدتنا نفترش المخيمات في المريخ .. فساعدتنا والحمدلله ..