ولد الشاعر محمد الحريري عام 1922 في حماة في أسرة عريقة اشتهرت بحب الأدب والشعر، وتلقى دراسته الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدارسها حتى نال شهادة الدراسة الثانوية عام 1946، ثم حصل من جامعة دمشق على الإجازة في اللغة العربية وآدابها عام 1953، و عين بعد ذلك مدرساً في إحدى ثانويات النبك ، انتقل بعدها إلى ثانويات مدينة دمشق ، وظل يدرّس في مدارسها حتى عام 1972، حيث ندب للعمل في تحرير مجلة «المعلم العربي» بوزارة التربية، واستمر يعمل فيها حتى وافته المنية يوم 27 آب 1980 ونقل جثمانه في اليوم الثاني من مشفى حرستا العسكري بدمشق إلى حماة، حيث دفن في مقبرة (سريحين).
ويذكر الأستاذ عيسى فتوح في مقال له بجريدة البعث أن محمد الحريري ( تفتحت مواهبه الشعرية وهو فتى في العشرين، فأخذ يلقي قصائده في الحفلات الجامعية منذ أواخر الأربعينات، وكان يتمتع بموهبة إلقاء الشعر، وجذب الأسماع بقوة نبراته، وحسن أدائه، يواتيه في ذلك شعر جزل وقوي، قوامه الديباجة الفنية، والصورة الجميلة، والتصوير البديع.
كما كان يتمتع بروح مرحة، وظل خفيف، ودعابة محببة، وكانت الابتسامة العذبة لا تفارق محياه ) لم يطبع الشاعر محمد الحريري أي من أشعاره في حياته ، وبعد مضي خمس سنوات على وفاته قام اتحاد الكتّاب العرب الذي كان عضواً فيه، بتكليف الشاعر شوقي بغدادي بجمع ديوانه وقصائده المبعثرة هنا وهناك وطباعتها، وقد صدر الديوان عام 1985 .
إعداد : محمد عزوز