الكتابة شيء من الوحي والإلهام هو ما تؤمن وتعبر عنه ضيفتنا الشاعرة علا عبدالله التي حاورها لنفحات القلم : فؤاد حسن حسن
خريجة لغة عربية… دبلوم تأهيل تربوي من محافظة طرطوس من منطقة الدريكيش… تعمل في مهنة التدريس تنتمي لعائلة صغيرة من أب وأم وثلاث بنات..
مقدمة المحاور فؤاد حسن حسن : أتمنى أن لاّ تكون الأجوبة تقليدّية
-نعم ..إحتراماً للسادة القرّاء ولوقتهم فمن غير المقبول أن أطلّ عليهم بالأسئلة نفسها والإجابات نفسها بالإضافة إلى أنني أفضل أن يكون الحوار تفاعلياً لأنني أحبّ أن أعطي من روحي في كل شيء
* مع أنك مقلة بالإطلالات الإعلامية .
**لا أعد نفسي مقلّة ..ينبغي أن يكون هناك فترة زمنية بين اللقاء والإخر لنطلّ بجديد دائماً
*: لندخل في الشعر تكتبين الشعر العمودي والزجل ..أيهما أقرب إلى روحك .
** الشعر شعر بصرف النظر عن القالب الذي تختار أن تكتسبه القصيدة ..النوّع..شكل خارجي كلاهما ولادة روحي وسكبة نفسي… كلاهما نتاج انفعالي بالأشياء ولكنه ربما تقصد أيهما أقرب إلى نفوس الناس؟
* إذن أيٌّهما أقرب إلى نفوس الناس؟
** المتلقّي يتلقّى الزجّل بإقبال أكثر ..ربما أنه يتذوّقه بشكل أسرع وربما أنه يداعب في نفسه أصالة وارتباطاً واعيا بالتراث
*: هل البيئة التي تعيشين فيها غنيّة بالتراث؟
**نعم… غنيّة هذه البيئة بتراثها كما هي غنية بأدبائها وشعرائها…
* إلامَ تعزين غنى الدريكيش بالأدباء؟
**الدريكيش ككل مناطق هذا الساحل الجميل إن أرضاً تصحو على تسبيح الندى وتغفو على صلاة الينابيع ..ترتاح لشدو الطيور وعلى مرأى الزهر وتتعّشق
رائحة التراب المبلل بالمطر من الطبيعي أن تنجب الأدباء والشعراء المعطاءين
* تجبيبن بأسلوب شاعري يحرّضني لطلب مقطع شعريّ.
**ياريت عندي ع القمر غرفة
بلكي بقرب ياصبح منك
تسكب انت ألوان ع الشرفة
واكتب أنا شعر بخبر فنَك
* جميل يبدو في هذا المقطع أنك تستلهمين نور القمر للكتابةهل تخرجين (تقصدين) الطبيعة للكتابة أو بصيغة أخرى ما طقوس الشاعرة علا عبدلله للكتابة ..أين تكتب ؟
** في الحقيقة تهاجمني القصيدة في كلّ مكان … البيت -المدرسة – الشارع أثناء العمل لا تستطيع أن تخصص مكاناً وتضرب موعداً للكتابة ..هي أكبر من أن تحدد لها موعداً..تأتي وقت تشاء وحيث تشاء وعليّ أن أكون جاهزة لأذوّن ماوليت للتو أو أن أكرره لأحفظه ريثما أصل إلى ورقة وقلم.
* إذن أنت مع أن الكتابة شيء. من الوحي والإلهام؟
** نعم… هذا الكلام صحيح. ودقيق أنت تعيش أنفعالاً معيناً يعمل في نفسك… يتخمّر نعيش فترة معه من الزمن ثمّ فجأة يترجم هذا الإنفعال إلى شعر.. تأتي القصيدة جاهزة ولكن هذا لايعني أن الشاعر إذا تعمّد الكتابة لايستطيع أن يكتب..
يكتب ولكن هناك فرق بين قصيدة جاءت جاهزة بصدقها وعاطفتها و فنَيّتها وقصيدة صنعتها صناعة .
*: تحدثتي عن هذه الحالة في إحدى قصائدك وقد نالت إعجاب الناس وتٌطلب منك في كل أمسية
** نعم… أقوله:
بلمح قصيدة مرنّحة من بعيد
بتّرقب الإحساس والصورة
بقول الهوى ميرتّب مواعيد
وجاي الفرح ع جناح عصفورة…
* تناديك أويخاطبك الناس ألقاب مثل( فراشة الشعر) -ظبية الشعر أو ظبية المحكي.. . ماذا تقولين في ذلك ؟
**شكل من أشكال التعّبير عن أنفعالهم بالقصائد أو عن مودّتهم وأنا أطرب لهذه المحبّة التي أحطاط بها وأعيش بها..
* مادمت تحدّثت عن الحب … أين الحب من حياة علا ؟ما الحب لديها؟وماذا كتبت له. ؟
-** الحبّ هو الحياة وهو الوجود ..لا أعرف كيف يمكن أن يحيا الإنسان بلا حبّ أنا شخصياً أحيا به وأعيشه مع كل نفس وكل ماكتبت كان للحب.
* ماذا سنسمع منك في الحب ؟
**أراهٌ إذا تنهدت القوافي
وإن أغمضت جفني ألتقيه
وآعجب من فؤادٍ ذاب شوقاً
لمحبوب يقيم العمر فيه
* برأيك ماسبب قلة الجماهير التي تتردد على المهرجانات والملتقيات الشعرية.. هل هو ابتعاد الشعر عن الناس أم أبتعاد الناس عن الشعر أم أن الذائقة الشعرية للجماهير أصبحت متدنيّة ؟
**من الظلم والإجحاف إتهام الناس بتدنّي الذائقة الفنية… بالعكس تماماّ فوجئت بكمّ مجبَي الشعر ومتذوقيَه وإن كان على الشاعر أن يأخذ على عاتقه دوماً رفع سوية هذه الذائقة
الكلام. عن عدم اهتمام الناس بالشعر ليس دقيقاً… .ففي كل أمسية شعرية أٌفاجأ من بين الحضور من قطع مسافة ساعتين ليحضر هذه الأمسية… وعندما آعتذر عن أمسية أعاتب بشكل يشعرني بآنني مذنبة .
*: ما المشكلات التي تواجهك كشاعرة؟
**كل مايقف في وجهي أسميّه دوافع. وحوافز وليس مشكلات فما يعترض طريقي يدفعني إلى الإصرار آكثر ..
كلمة آخيرة للضيفة :
أتمنى أن يكون هذا اللقاء خفيف الظل على السادة القرّاء…. أشكرك وأشكر صحيفتكم الموقرة /نفحات القلم / وللإعلامية منيرة أحمد
ولكل القرّاء مودتي وإحترامي.
حوار: فؤاد حسن حسن