أماني الأكرمي_دمشق
سبع سنوات من الحرب ومازالت المرأة السورية هي الخاسر الأكبر في هذه العاصفة الهوجاء التي اخترقت بلادنا،مازالت تعاني وتقاوم بكل ما لديها لتربية أطفالها،هي كالجبل المتين بالرغم من استشهاد زوجها أو ابنها أو اختطاف أحدهما أو كلاهما أو أنه عاد إليها مصاباً غير قادر على العمل،من منطلق المرأة هي الركن الأساسي أقامت المؤسسة السورية الحضارية برعاية وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل اليوم ندوة (ورشة) عمل في فندق الشام بدمشق حول تعزيز دور المرأة السورية بمشاركة الأستاذ علي شاهين ومجموعة من نساء المجتمع السوري بمختلف أطيافه،حيث تمّ مناقشة دور المرأة السورية في المشاركة بالشأن العام وسبل تمكينها على كافة المستويات واضعين مجموعة من الأولويات والمقترحات في سياق تعزيز دور النساء في المشاركة بمرحلة إعادة إعمار سورية،وفي تصريح خاص لموقعنا بيّن رئيس مجلس أمناء المؤسسة السورية الحضارية باسل كويفي أن الورشة تسعى لتعزيز دور المرأة السورية في ظل الأزمة وما بعدها وخصوصاً أن الإرهاب قد نال من المرأة ومارس تعنيفه عليها من تعذيب واغتصاب وأمور أخرى بعدما كانت تتمتع باستقلالية في حياتها العملية،وأوضح كويفي أننا اليوم بحاجة ماسة لإعادة التوازن والتنمية المعرفية للمرأة والتعليم بمنهج معين لأنها الأساس الذي يبني عليه الوطن فهي ربة الأسرة والأم والأخت والوالدة وأم شهيد وأخت الشهيد لتفعيل دورها بشكل مناسب في مختلف المجالات،
وأشار عضو مجلس أمناء المؤسسة باسل تقي الدين أن الورشة تأتي من منطلق أهداف المؤسسة في القيام بالخدمات التعليمية والتربوية والاجتماعية والثقافية والإنسانية مع الإسهام في التنمية البشرية،وذلك لتمكين المرأة السورية وتفعيل دورها في صنع القرار وخاصة في ظل مرحلة إعادة الإعمار من أجل تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية،وأكّد تقي الدين أن تعليم المرأة أساسي في مرحلة إعادة الاعمار للحد من التخلف والجهل ورفع مستوى العلم والحداثة والتنمية،فالمرأة هي اللبنى الأولى وحجر
الأساس لبناء مجتمع سليم متحضّر
،
كما أشارت رئيس مجلس أمناء جمعية بالميرا الأستاذة إخلاص غصّة أنّ الغاية من إقامة الورشة حول عمل المرأة السورية لإيجاد سبل تمكّن المرأة السورية وتعزز دورها للمشاركة بالشأن العام وصنع القرار وللإطلاع على أولوياتها في الوقت الراهن وخصوصاً في ظل الصعوبات التي تواجهها من نزوح ولجوء وخطف وخسارتها لأحد أقاربها للخروج بأجندة أولويات تعزز دورها عن طريق تضافر الجهود والتشبيك مع الجهات الحكومية وغير الحكومية،وبيّنت غصّة بأنهم يسعون لتحقيق غاياتهم من هذه الورشة بإصرارهم وثقتهم بأنفسهم بأنهم سيدات قويات قادرات،وفي النهاية لكل مجتهد نصيب،
وأوضحت عضو القيادة القطرية سابقاً الدكتورة شهيناز فاكوش أن المرأة أكثر من تعرّض للظلم،لذلك نحتاج إلى توعيتها وتأهيلها لتكون أماً واعية قادرة على بناء أسرتها وأجيال المستقبل الذين سيبنون الوطن،وأعربت فاكوش عن أملها في أن تكون الورشة قادرة على إنجاز أهدافها وتقديم ورقة عمل للحكومة حول إنشاء مراكز تنمية لتوعية المرأة بهدف الوصول إلى فكر متجدد،وتمنّت المهندسة رأيفة حيدر وهي إحدى النساء اللواتي تعرضن للخطف على أساس طائفي من قبل التنظيمات الإرهابية في مدينة عدرا العمالية وتمّ تحريرها بعد سنتين وثمانية أشهر في عملية تبادل الأسرى إلقاء الضوء على قضية المخطوفين الذين يخرجون من أقبية التنظيمات الإرهابية دون أي ورقة رسمية تثبت هويتهم،وأشارت حيدر بضرورة الدعم الحكومي لهذه الفئة من المجتمع وتقديم الرعاية الطبية والنفسية لينخرطوا في المجتمع من جديد ويساهموا في بناءه،وأكّدت على أهمية العمل على دعم الروح الوطنية
.
يذكر أن المؤسسة السورية الحضارية تأسست في أيلول من عام 2016 بهدف إيجاد تنمية فكرية إلى جانب العمل الخيري التنموي وتقوم بورش عمل تنموية وإيجاد مشاريع صغيرة ومتوسطة لتشغيل الأسر بواقع 50% من النساء و30% من الأشخاص ذوي الإعاقة والباقي من الشباب المتضررين بسبب الحرب.