الوديان العالية
ـ
أدونيس حسن

أبحثُ عن قممٍ أقلَّ ارتفاعاً
عن أشياءَ أصغر
أريدُ مساحةً أكبر
وأنْ أرى حولي عدداً أكثر
ولكنْ
كيفَ إلى طريقٍ
من وحدةِ
تحملُني إلى أرضٍ
قبلَ أنْ أصعد
أصبحتُ أمضي إلى وادٍ
مثلَ جدولٍ تاه عن قَطْره
استقرَّ في عمقِه نقطةً
من جسد
ففي الحباتِ جنينُ الحقول
من أول الخلقِ حتَّى آخر الرغيف
وفي كوزِ صنوبرةٍ غاباتُ العالم
من أول البراءة حتى آخر الورقة
لم يتوقفِ الغيمُ عن تلبيةِ النداء
ولا الخبزِ عن غرس الطفولة
لم تتجمدِ النارُ في الخشب
الماءُ
لا يطيقُ الابتعادَ عن أعوادِ الثقاب
من يحمله من سجنهِ إلى رحابة الفضاء
غيرُ أجنحةِ الشمس على جسدِ الهجير
من يعيدُني إلى الألعاب
أعيدُ تحطيمها من جديد
إلى الحدائق
أغتسلُ بظلها كلَّ يومٍ
دونَ انتظار النهار
إلى العبثِ بالأشياء
وكلًّ اليقين أنني
أرتبُ الكونَ على المقاس
الكبير