الضيفة ترسم خيوط بيان شخصيتها وعلاماتها الفارقة شعرا وعملا بطريقتها
ولها نترك التعريف في اللقاء الذي اجراه لنفحات القلم : الزميل فؤاد حسن حسن
السؤال الأول:من هي يولا حسن في كلمات.
_يولا محمد حسن،فتاة سورية تعشق الحياة،مواليد مدينة الدريكيش الجميلة 1990..مهندسة مدنية وأكتب الشعر وناشطة في مجال حقوق المرأة.وابنة مبدع من مدينة الدريكيش.
السؤال الثاني:هل كل شاعر هو قاص وروائي بطبيعته والعكس صحيح؟
_لا أعتقد..فكثير من الشعراء لا يكتبون القصة مع أنّ شخوصها وتفاصيلها تكون حاضرة في أذهانهم ،ولكن للرواية والقصة أدواتها المختلفة عن الشعر،ولكن أيضا القصيدة قصة بصورة ثانية.
السؤال الثالث:هل تكتب الشاعرة يولا حسن القصيدة عندما يزورها إلهام الشعر بغض النظر أينما كانت أو تكون أم لها طقوس خاصة.
_إلهام الشعر يهديني الفكرة ويرسمها في ذهني أينما كنت،لكن القلم لا يكون مطواعا" في يدي إلا في هدأةٍ من نفسي وصفاء في روحي خاصة في سحر الليل عندما أكون وحدي،فأكتب ما حفر في ذهني .
السؤال الرابع:هل للكتابة والشعر خطط منهجية وقوانين ثابتة كدراستك الهندسة؟ومتى يكون الشعر شعرا" ويصبح الشاعر رمزا".
_ليس للشعر خطة،بل هو فكرة وحالة تجتاح الانسان،من تجربة معينة،أو حالة عاطفية أو نفسية أو من تجارب الآخرين وبيئته والوضع العام المحيط به،فيكون قلمه بيده ليعبر عن هذا بفنٍّ هو الشعر..والشعر هواية وبصمة ورؤية للواقع من عدة زوايا وهو فن خالدٌ…
الهندسة أيضا فن ولكنه مضبوط بقواعد وخطط،جمال الشعر يكمن في حريته وفسحته التي تمرح بها الروح إلى عوالمها،والشاعر عندما يلامس مشاعر الناس ويطرب أرواحهم قبل آذانهم سيترك بصمته التي تجعله رمزا" بالتأكيد.
السؤال الخامس:ما هي المناخات المناسبة لإثبات الأدب عامة والشعر خاصة أم أنه ينمو في كل البيئات ومختلف الظروف؟
_المبدعون والأدباء موجودون في كل البيئات …وليس الشعر حكرا" على بيئة معينة،بل على العكس نرى من قلب المعاناة يولد الشعر الأجمل والأصدق ..من الفقر والجوع من الحرب والمعاناة. يخلق الإبداع،ولكن أيضا الحب والفرح والسعادة تشكل نوعا آخر من الشعر..
الثورات والحروب عبر التاريخ أفرزت آدابا" خاصة بها.فالشعر هو التعبير الإنساني الأرقى لكل حالات البشرية.
ويعود هذا إلى الشاعر وقدرته على نقل الواقع وتحويل التجربة والإحساس إلى إبداع.
السؤال السادس:هل تؤمنين بتصنيف الأدب أدب إمرأة وأدب رجل،أم أنها خرافة وبدعة لغوية.وهل تحتاج المرأة الى أدب خاص بها.
_أؤمن باختلاف أحاسيس ومشاعر المرأة عن الرحل،وأؤمن بالمساواة بينهما من الناحية الفكرية والعقلية.
لكن خصوصية المرأة التي جاءت من كينونتها كأنثى ميزّها الله بعاطفة الأمومة.فكانت أشد عطاءً بعاطفتها وتضحيتها لتكون الأمّ والحانية والطبيعة فلا بدّ أن يتميز أدب المرأة بزيادة العاطفة والتفاعل العميق مع الألم او الفرح أو تجارب الآخرين. وهذا نعم يجعل لها ادبا يختلف عن ادب الرجل،ومن ناحية أخرى فتمييز المجتمع نفسه بين للرجل والمرأة واعتبارها_للأسف _الأقلّ شأنا جعل لها مجالات أخرى للكتابة التي تطالب بها بحقوقها وفي يومنا هذا بدأنا نلحظ أن المرأة خلقت لنفسها المناخات الجميلة التي تخولها لتكون في مستواها الحقيقي جنبا الى جنب مع الرجل.
السؤال السابع:هل تتلف القصيدة أو تهرم،وهل تحتاج إلى تجديد لمواكبة التطور،وهل هناك خطوط حمر لا يمكن للشاعرة يولا حسن تجاوزها أثناء الكتابة؟
_الإبداع لا يتلف ..وهو خالد مابقيت الإنسانية.بملاحظتنا الشعر والأدب من الجاهلية إلى يومنا هذا فالقصائد الجميلة نحفظها جميعا" ونرددها وصالحة لكل مناسباتنا،فهي تطرب السمع وتلهم الروح في كل وقت.ولكن مع التطور الحاصل وتقدم التكنولوجيا أصبح للحياة أدواتها الجديدة وأجيالها الجديدة ومن الطبيعي أن يواكب الأدب التطور ويتغير أسلوبه مع بقاء جوهره الخالد وهو الإبداع الإنساني،وأنا مع التطور والتجديد على أن نبقي التراث الراقي حياّ"..
ونعم هناك خطوط حمر لم أستطع بعد تجاوزها في كتاباتي،أتمنى مع تطور تجربتي الأدبية أن أستطيع تجاوزها بحيث أوصل فكرتي بطريقة أدبية راقية.
السؤال الثامن:كثر يهاجمون قصيدة النثر ولا يعترفون بها كحالة إبداعية.ما رأيك بهذا الهجوم.
_لست مع هذا الهجوم،فالنثر أيضا حالة تعبيرية إبداعية،ولاحظت أن جيلنا يميل إلى القصيدة القصيرة او المحكية أو النثر،لسرعة إيصال الفكرة والابتعاد عن تقييد القوافي والوزن والالتزام بها،بل يفضّل الانطلاق الى حرية التعبير الشعري ..بعيدا عن الابتذال والكلام الذي لا طائل منه..
وتبقى للقصيدة التقليدية مكانتها التي لا ينكرها أحد في أدبنا.
السؤال التاسع:الأزمة والحرب الكونية على سوريا والدم والدمار..ما الجدوى من كتابة الشعر إن لم تستطع القصيدة صدّ رصاصة عن جسد عن مواطن في حالة الحرب،ولا يمكنها تغيير بنية مجتمع في حالة السلم؟
_كثير من القصائد عبر التاريخ حرّكت شعوب،ألهبت حماسة،ورفعت معنويات أو أحبطتها.لطالما كان الفن دافعا ومحركا لفكرة عامة كالاغاني والقصائد،فرفع معنويات في زمن الحرب هو سلاح ايضا،وتمجيد بطولات كبطولات جيشنا الباسل هو سلاح ايضا،والافتخار بانتمائنا الى وطن صامد ك سوريا والتغني بها هو احد أساليب الدفاع عنها والإشارة إلى مواطن الصح والخطأ في زمن السلم هو واجب لأدباء المجتمع.
في البدء كانت الكلمة وستبقى السلاح المعنوي في كل زمان.
السؤال العاشر:ماهدفك من كتابة الشعر وهل لك رسالة معينة مثلا؟
_الشعر هو جزء من روحي أعبّر به عمّا افكر أو أشعر ووسيلة تواصلي مع الحياة والناس،قصائدي أعتبرها ك أولادي . ستخلّد اسمي بعد مماتي.أهدف إلى نشر الفرح والوصول إلى حياة أفضل. .بالتأكيد استمرارية الإنسان تبقى بذكراه وأعماله..
عدا عن أنه رسالة حبّ لبلدي ولناسي ..شعري كحالة عشق أعيشها دوما".
السؤال الحادي عشر:ماذا حققت الشاعرة والمهندسة يولا حسن إلى الآن..وماهو مشروعها القادم
_أعتقد آنّي مازلت في بداية طموحاتي..ولكنّي خطوت بضع خطوات في،مشروعي في الحياة،في الشعر أسعى أن يكون لي مطبوعات وأن أنثر قصائدي عبر منابرنا الثقافية لأوصل رسالتي…
في الهندسة أسعى لأكون من المهندسين الذين سيعيدون إعمار سوريا الحبيبة.
السؤال الثاني عشرة:كلمة أخيرة تودين قولها.
_شكرا موقعكم وإدارته الكريمة على هذه الإضاءة.
أمنيتي السلام لبلدي الحبيب والرحمة لأرواح شهدائه. وأهدي أبياتي هذه إلى جيشنا العربي السوري:
_بيانك لا أحلى وذكرك عاطرُ
فلا عجبا" إنّ خلّدتك الضمائرُ
_ولا عجبا" إنّ ضمّك القلب حانيا"
وأصدق حبٌّ ما تضمُّ السرائرُ
_كشفت عن الإرهاب وجها"كريهاً
فبانت قبيحات الرؤى..والمناظرُ
_علوت إلى صفّ النجوم فرائدا"
ونقّيت أبهاها وذوقك وافرُ
_رسمت على صدر الزمان بريشةٍ
عقودا" بها تحلو الحسان الحرائرُ
_وضمّخت من عطر الشهادة موطناً
وفاضت بأزكاها طيوبٌ وعاطرُ
هو الوطن الخلّاق شعرٌ وريشةٌ
وملحمةٌ من عنده وبشائرُ
حوار : فؤاد حسن حسن