…………….بتحالــــفهم مع أمريـــكا يتحالفــــون مـع عــــدو ســــــورية الأول ……
……………وقوفـهم في وجــه الجيش العربي السوري يؤسس لعــداوة تاريـخية ……
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 2ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المحامي محمد محسن
.jpg)
……………………" جواب على رأي صديق كردي غيور "…………………..
حتى الجاهل وغير المتابع وخلال السنين السبعة ونيف من الحرب على سورية ، بات متيقناً أن أمريكا [ قادت أكبر تحالف عدواني في التاريخ وبأبشع صوره ضد سورية ] ، وكان هدفها تدمير سورية ، وتشريد شعبها ، وقتل أبنائها ، بذلك تكون قد احتلت موقع العدو الأول للشعب العربي السوري بكل مكوناته ، " ويجب أن تأخذ ذات الموقع عند المواطن الكردي السوري الغيور أيضاً " [ أمريكا عدونا الأول هذه ] لم تستخدم في حربها ضد سورية الأسلحة التقليدية المستخدمة في الحروب عادة .
.
بل جهدت وصنعت أسلحة بشرية على شاكلة انسان الغابة المتوحش في العصر الحجري ، عندما كان الانسان يأكل لحم أخيه نيئاً ـــ ليس في هذه مبالغة ـــ ، وهو سلاح جديد وفتاك لا يوجد له مثيل في الكون ، وكانت قد جربت نموذجه الأول في افغانستان ضد الاتحاد السوفييتي ، فحقق نجاحاً باهراً ، لذلك كان السلاح الأهم الذي استخدمته أمريكا في سورية على أوسع نطاق ، بعد اجراء تعديلات جوهرية على الصنعة ، ليكون أكثر توحشاً وذلك من خلال اضافة أنياب وأظافر أطول ، واطلقت على الاختراع الجديد اسم " داعش " ، وتم كل ذلك على يد مخترعين من الاستخبارات الأمريكية ومكاتب أبحاثها العلمية ، وبمال سعودي وبعقل مزود بفقه سعودي ظلامي متوحش ، وشكلوا من تلك الوحوش قطعاناً مدججة بالسلاح الفتاك حتى أسنانها ، ووزعوها على / 1700 / جبهة غطت جميع أراضي الجمهورية العربية السورية ، وراحوا يعيثون في مدننا وقرانا ذبحاً ، وقتلاً ، وحرقاً ، وتشريدا ، وتدميراً ، نعم هذه أمريكا القاتلة ، ومع ذلك بقي الأكراد إلى جانبها كحلفاء وتابعين ؟!! .
هذه أمريكا التي دمرت سورية والتي كانت وباتت ضمن كل المعايير العدو الأول لسورية ، هذه الدولة كانت وستبقى حليفة اسرائيل ، فمن يتعامل مع هذه الدولة المعادية ، يكون حليفاً لإسرائيل ، وبالتالي يعتبر عدواً لسورية ولا شفيعاً له تحت أي تبرير .
.
………………….فهل يدرك الأكراد السوريون هذه الحقائق المرة ؟
.
أليس من البداهة أن يدركوا أن أمريكا التي يحتمون بها الآن تستخدم ضد وطنهم كل شياطين الأرض لتحقيق مصالحها ومصالح حلفائها ، والتي لا تجد حرجاً في استخدام تجار المخدرات ، والجواسيس والعملاء ، حتى الطابور الخامس تضعه في مرحلة الاحتياط إلى حين الحاجة ، كل هذه التشكيلات الاجرامية العدوانية لا تتورع أمريكا عن استخدامها ، ضد بلدهم الذي لم يقبل الخضوع لسياساتها ، ألم يوقظ كل ذلك مشاعر الأكراد السوريين ؟
وبأن الهدف الأهم عند أمريكا هو منع الاستقرار والتحولات السياسية والاجتماعية التقدمية العقلانية في أي دولة من دول العالم الثالث ، ولم ولن يكن هدفها أبداً السماح بإقامة دول ديموقراطية ، أو مساعدة أي شعب من الشعوب على حل مشاكله ، بل كانت دائماً تسعى لتمزيق الشعوب وتفتيتها ، لأن الحروب مطلب بنيوي تتطلبه مصلحة شركاتها الاحتكارية ، ولا تستطيع الاستمرار في وصايتها ونهبها للعالم بدون اثارة الحروب ، وخلق التناقضات بين الدول والشعوب ، والدليل الصارخ على صحة هذا الاستنتاج ، حمايتها ورعايتها لأعتى الرجعيات في العالم ألا وهي السعودية المملكة القادمة من أعماق التاريخ ؟ ، والدولة التي تقف مع السعودية الظلامية ، لا يمكن أن تكون صديقة للشعوب الساعية نحو " الحرية " !!
.
هذه هي أمريكا أكبر دولة معتدية في التاريخ ونعود فنذكر صديقنا وأصدقاءنا الأكراد السوريين ـــ أنني كنت ولا أزال صديق الأكراد فأنا المحامي الوحيد الذي دافع عن / 77 / سياسي كردي أمام محكمة أمن الدولة مجاناً ، ويعرف ذلك كل قادتهم ومنهم صالح مسلم ـــ ( وليس لي منة بل كان واجباً ) ، وآمل أن لا يقعون في نفس السقطة التاريخية التي سقط فيها أكراد العراق ، لأنهم المجموعة الوحيدة في العالم التي كرمت الجنود الأمريكيين في العالم ، وأقامت لهم نصباً تذكارياً .
.
ليس هذا فحسب ، بل على أصدقائي الأكراد أن يعلموا أن الوجود الأمريكي في أي موقع لابد وأن يوجد الاسرائيلي إلى جانبه لأن المصلحة واحدة ، أي بات الأمريكيون والاسرائيليون هم أصدقاء الأكراد العراقيين كما ظهر سابقاً ولاحقاً ـــ مع الأسف ـــ وهم الذين شجعوهم على اجراء الاستفتاء ، تمهيداً للانفصال عن الدولة المركزية الأم العراق ، وعندما اطبق الحشد الشعبي على كركوك تخلوا عنهم ، بل وراحوا يحملونهم مسؤولية ما أقدموا عليه ، وعرضوهم للعزلة ومن ثم الاستسلام ، وأمريكا واسرائيل لم يتورعا في استخدام أكراد العراق في التجسس على ايران وحتى بلدهم العراق ، وعلى جيرانهم ، فهل يدرك صديقي الكردي ماذا يعني ذلك ؟
.
……………. هل توقظ هذه الحقائق المحزنة أكراد سورية ؟
.
ويكونوا حمقى إن اعتقدوا أن أمريكا ستقف إلى جانبهم إلى آخر مدى ؟ ، وهي الدولة المعتدية التي دخلت سورية بدون موافقة الدولة السورية ، وأنها ستغامر بعلاقاتها التاريخية مع تركيا لتكسب ودهم " ولتنصفهم !!" ، وهي الدولة التي لا يهمها إلا مصلحتها من حيث النتيجة ؟ وهل يقبلون أن يكونوا بضاعة تقايض بهم أمريكا تركيا بعد لأي ؟
.
نحن ومن مواقع الإيجاب : ننتقد وبشدة الموقف الغريب الذي يقفه الانفصاليون الأكراد السوريون ونتساءل : هل من المنطق ازاحة العلم السوري من جميع المناطق التي يسيطرون عليها ؟ ويرفعون بدلاً عنه علم الانفصال ، أليسوا بذلك يقطعون جميع أسباب الوصل والتواصل بينهم وبين مكونات الشعب العربي في سورية ؟ ألا يثير ذلك روح العداء والحقد مع جيرانهم العرب في ريف الحسكة والرقة وحتى حلب وغيرها ؟ لماذا لم يحسبوا حساب مشاعر العرب المتواجدين تاريخياً في المدن والبلدات والقرى التي يسيطرون عليها بمساعدة أمريكا وهم يشكلون أكثرية السكان من حيث النتيجة ؟ وهل يعتقدون أنهم سيقبلون الانضمام إلى كانتونهم ( الحلم ) ؟ .
عليهم أن يعلموا أنهم في وضع لا يحسدون عليه ، فهم الآن في حالة عداء واضحة وجلية مع العرب الذين يعيشون في قراهم ومدنهم ، وألحقوهم بركبهم بالقوة ، كما هم على عداء مستحكم مع الدول الأربع المحيطة بهم ، وليس لأي دولة من الدول الأربع مصلحة في التصالح معهم ان بقوا على غيهم ، فكيف سيتدبرون أمورهم بعد خروج أمريكا من المنطقة ، وهي لن تبقى لألف سبب وسبب ، وهم في حصار مطبق ، هل يمكن أن يتذكروا ما حدث لأكراد العراق عندما حوصروا من الدول الأربع التي تحيط بهم كالسوار ؟ ، .
.
كل هذا رغم أهميته القصوى سنضعه جانباً ونؤكد على : هل يمكن للجيش العربي السوري وحلفائه ، ان استمر أهلنا الأكراد في موقفهم المعادي وفي دعوتهم للانفصال ، وبعد الخلاص من داعش وأخواتها ، أن يتركونهم بدون عقاب ؟ ، نعرف عندها ستتوكؤون على القوات الأمريكية ، التي ستقصف الجيش العربي السوري كما فعلت في السابق لأكثر من مرة ، ولكن عندها وبعد أن تسيل دماء الجيش العربي السوري من قبل ألد أعداء سورية ألا وهي أمريكا ، قائدة معسكر العدوان بكل صنوفه ، بالتعاون مع قوات " قسد " قوات سورية الديموقراطية ؟!!
.
…….عندها تقطعون حبل السرة بينكم وبين البلد الذي كان بلدكم . ولا عودة !!
.
على كل العقلاء من أصدقائي الأكراد أن يدركوا هذه الحقائق ، ومن لا يدركها عليه أن يدركها قبل فوات الأوان ، فدماء الجيش العربي السوري ان سالت على الأرض السورية من الأمريكيين أو من قبل الانفصاليين الأكراد ، تصبح حتى مطالبهم المحقة في خبر كان ، وما لم يحصلون عليه بالسلم لن يحصلون عليه بالحرب ، فضلاً عن روح العداء التاريخية التي تصبح مستحكمة .
…………….هـــــــــــــــل من حلــــول عقـــــلانية ؟
.
هو سؤال محير ولكن نأمل ان يكون الجواب عليه بالإيجاب ، وأعتقد أن كل العقلاء من أصدقائنا الأكراد السوريين ، يضعون الأمر في موقعه الصعب الأقرب للمستحيل كما نحن ، لسببين :
لأن الأمريكان يرغبون دفعهم للحرب ، وهذا دأبهم في كل بلاد الدنيا ، لتوسيع الشقة بين مكونات الشعب الواحد ، كما أن الانفصاليين الأكراد الذين يسيطر عليهم الحقد والحلم ، سيدفعون الأمور بهذا الاتجاه ، والأماني والنوايا الطيبة ليس مجالهما هنا ، عندما يتوحد الحقد والحلم مع رغبة أمريكا سيدة الحروب وراعيتها ، ولكن سنبقى محكومين بالأمل كما قال : [ المثقف الكبير سعد الله ونوس ]