أحمد يوسف داود
……………إلى أمّنا الأرضْ!…………….
آهِ ياأمَّنا الأرضَ كم زَعموا أنّهم قَتلونا..
وفاضَتْ بَياناتُهم بدِمانا..
ولكنّهم أدْركوا أنّنا قد نُصابُ
ولكنّنا لانَموتُ!.
نحنُ ياأمَّنا عندَ ظَنِّ الحَياةِ بِنا:
قد زَرعْنا تُرابَ البِلادِ بقاماتِنا..
وبِنا يَكبُرُ الزرْعُ..
والشَّجرُ الحيُّ يَعلو على الرّيحِ..
والوَردُ من دمِنا يتبرْعمُ حُرّاً..
وتعلو إلى ما تشاءُ البُيوتُ!
نحنُ ياأمَّنا الأرضَ نَملِكُ أرواحَنا
وبها ستَظلّينَ أمَّ البَقاءِ
وأمّ النّقاءِ..
وبعضُ الصِّغارِ أرادوكِ ألّا تكوني..
ونَعرِفُ كم هم أذِلَاءُ ليس يُغطّي مَذلّاتِهم
ذَهبٌ في عَباءاتِهم أو يُخوتُ!.
فاتَهم أنّ ماشيّدوا من حُصونِ مَلذّاتِهم
ستكونُ مَعابِرَهم في الهَلاكِ
إلى ما قَضى اللهُ فيهم..
فكلُّ حُصونِ المَلذّاتِ أَوْهنُ مِمّا يُشيِّدُهُ
العَنكبوتُ!.
رِمَمٌ كلُّهم في ثِيابِ المُلوكِ
ولكنّهم يَحمِلونَ الإتاواتِ مثلَ العَبيدِ
إلى عاهرٍ..
وهْوَ يُمطرُهم بالهَراءِ البَغيِّ
وهم: خَيرُ ما يُتقِنونَ السُّكوتُ!.
نحنُ ياأمّنا سنظَلُّ على ماخُلِقنا لهُ
من إباءٍ وحَقٍّ..
وهم راحلونَ بلا شَرفٍ نَحوَ أقدارِهم
في الأُفولِ
ومَوعدُهم قائِمٌ قادِمٌ لايَفوتُ!.