من شهيد لأخته الدمشقية
ـ أدونيس حسن
لم ..أرحلْ
ألا تسمعينَ حديثي من لسانِ السوسنة
أغنياتي من ارتفاعِ أوقاتِ المئذنة
ألحانَنا في بطاقاتِ الدعوة
من أجراسِ الكنائسِ
واستغراقِ سكانِ الصومعة
أنا هنا …
في الغرفةِ ,,إلى حجرةِ المكتب
ومنازلِ أهلِنا والأصدقاء
في شرفاتِ الليالي الساهرة
أختاه…
وعنقودُ الدالية ؟؟ألا ينضجُ كلَّ صيفٍ
في كأسِ أمي ,,,ودنِ أبي
فوقَ الراحلة
أنا …
في خطواتِ الأطفالِ
على أغصانِ السراجِ
إلى الآتي من طريقِ المدرسة
وغاباتٍ ,,تشربُ عزيمةَ
ملاعبِنا العامرة
الحدائق,,,
ألا ترينَني بها
في مواعيدِ الصبايا والشباب
وأحلامِهم المزهرة
في ريشةِ شيخٍ
على أوتارِ مقاعدِها
يدندنُ سيرةَ أيامِه الماضية
وكهلاً في الزاوية
يبحثُ عن مرايا الفتوةِ
بوجوهِ أولادِه الدانية
هنا يا أختاه
في شموخِ مدنيتي
ساحتِها,شوارعِها ,
أزقةِ حاراتِها
أسماءِ أحيائِها
العاليةُ بجبهتي
العميقةُ بجسدي
بدمي
المسكوبِ رغيفَ خبزٍ
قميصاً , ومسكنا
يخبرُك قاسيون
من القمم
كيفَ بشراينِي ارتفعتْ
كيفَ ترسلُ من عينِيه
نوراً
يحرقُ نارَهم الموصدة
يمزقُ أوقاتَهم المظلمة
لا تخافي,,
قلبي بردى,, نبضُ دمشقَ أنتِ,
والرفاقُ ,, أخوةُ الخلودِ المردة
والغوطتان ..أنا
أشربُ كلَّ يومٍ
رحيقَ الشمسِ والقمر
بثغرِ زيتونةٍ ,بشفاهِ صفصافةٍ
بعناقِ الياسمينِ لنا
وقاماتُ الحورِ فيها
تظللُ أشياءَ الضياءِ
تتلوا آياتِ الأرضِ
بقلبِ عالمٍ وولي
ونبي
هنا .. معكِ
أُقلِبُ صفحاتِ الكتاب
أضعُ خطاً تحتَ احتمالاتِ الأسئلة
وبعزيمةِ الدعاءِ في قاعاتِ الامتحان
لصحيحِ الأجوبة
وأنا ,,,
بوجهِ صاحبِ الأمرِ مهللاً:
أهلاً بكِ,,, وسهلاً
في الطريقِ إليكِ
لكِ الأمرُ والأمنياتُ
أنتِ ,,, أنتِ
يا صوتَ دمي الرخيم
وأغنيةَ الدماءِ الطاهرة
إلى الشهداء وشهداء سوريا
نشرت في الديوان السوري المفتوح ج1