لا يمكن ان يرى الانسان السوي ظاهرة التدين في مجتمعاتنا وتمظراتها وان يمر عليها مرور الكرام اطلاقا الا ويدينها بكل قوة ويتساءل لماذا اخذت هذه الابعاد المرضية. والادانه لا تعني الوقوف ضد الدين كما قد يفهم البسطاء وفقراء العقول والمعرفة وانما ضد الفهم الخاطيء والقاتل للايمان اولا والفهم الاكثر خطأ لهذا الايمان للدين على اعتبار انه من اعراض الايمان والتدين من الاعراض الاعراض. وهي مسالة تتعلق بمفهوم"التقربن" في الديانات القديمة وترحلها للديانات التوحيدية عبر التضحية بالذات من اجل الاله!!! الى الوصول الى مفهوم"الاضحية" وان كان"التفربن" انهاء الذات الانسانية الفردية فيزيائيا وماديا وروحيا في الحياة. فان التدين يعني انهائها حضوريا في الحياة والانسحاب منها وتحدياتها وفهمها والصراع معها والعمل والانتاج والابداع والاكتشاف والعمل على ترسيم واقع ضمن امتداداته الواقعية في ابداعات وخرائط ذهنية نرى ما يلي:
الكسل والخنوع والخضوع والهلوسات والتخريفات والتفاهات والقصص التي يتم ترديدها والتي تزيد العقل بؤسا على بؤس وفقرا على فقر. هذه الظاهرة لم تكن اطلاقا للمجتمعات على المستوى الفردي او الشخصي على مستوى كاهن دولاما بوذي او كاهن في ديره او حاخام في كنيسه او كاهن في معبده.غير ان محاولة فرض تلك التمظهرات على الجميع وعلى كل العقول نكون امام حالتين الرفض وبقوة من كل العقول النقدية على اعتبار انها مسالة شخصية بين الانسان وخلقه ولا يسمح لاي جاهل اخرق تاجر كاذب ان يتدخل فيها ومن هنا الصدام مع المتدينين والسلفيين وتجارتهما الشكلية والفارغة والبائسة او نكون امام حالة نفاق واكاذيب من قبل العامة والعوام والغوغاء والرعاع وهؤلاء مثلوا دائما جيش كل ناعق في تاريخنا الاسلامي حيث لا خيرا يرجى منهم الا التخريب والتدمير حسب توجيهات صاحب الحظيرة. حيث فيها يرقصون وهم لا يعرفون رؤوسهم من مؤخراتهم.
فؤاد حسن حسن