الباحث الجيو سياسي المهندس عبد الله أحمد
ما يجدث في العراق من حرق صناديق الانتخابات هو مؤشر خطير وهو بداية مخطط من أجل اعادة انتاج الفوضى لتبرير الوجود الامريكي ، وهو مرتبط الى حد كبير بما يجري في سورية والمنطقة ، حيث تسعى الولايات المتحدة الى عرقلة الانتصار السوري وتمديد الازمة ، حيث أن طرد الولايات المتحدة من العراق سيؤدي بالضرورة الى تحرير الشرق السوري من الاحتلال الامريكي بشكل سريعا .
في المجال السياسي ، تعتقد واشنطن أن العراق الآن هو الساحة المركزية،. اللاعب الرئيسي هنا على الجانب المؤيد للولايات المتحدة هي النظام السعودي التي يستخدم كأداه في نشر الفوضى والتطرف!
لقد كان السعوديون يتنامون بهدوء في العراق في الأشهر الأخيرة ،حيث تعتبر محافظة البصرة النفطية ،محور النشاط السعودي ، وأرضية لاعادة انتاج الفوضى في العراق من خلال اعادة الصراع الحاد واغتيال رموز سياسية واتهام ايران اذا دعت الضرورة .
وفي سورية يبدو أن الأتراك يعتقدون أن "دمشق وطهران ما زالتا عازمتان على تحقيق انتصار عسكري في بقية أنحاء سوريا – وهو سيناريو لا يمكن أن يمنعه سوى التعاون بين الولايات المتحدة وتركيا".
المرحلة خطيرة وتحتاج الى حسابات دقيقة وفق رؤيا استراتيجية لمواجهة المخاطر التي تستهدف ليس سورية فقط وانما المنطقة …غياب الوعي والغرائزية في هذه المنطقة هو عنوان الانقسام والصراع الذي يدفعنا مجددا الى الفوضى،ولا بد من العمل على مواجهة حرب الافكار بالتوزاي مع المواجه على الجبهات …
هل قدر هذه المنطقة هو التشرد في التيه الابدي ؟ اما أننا نملك الفرصة التاريخية للخروج !
أين الفكر الديني المتطرف مما يحدث ؟ وأين الكهنة مما يحدث …وهل يبرر الحصول على مكاسب تدمير الانسان والاوطان؟
العراق في خطر …المنطقة في خطر ….وهل تدرك هذه الدول الى أن ترسيخ الاستقرار يستدعي العمل على الوعي الوطني والعدالة الاجتماعية ويستدعي ارسال الكهنة الى مكانهم الطبيعي ….وتحريم المتاجره بالدين ….نأمل ذلك مع أن الامل وحده لا يغير الواقع .