إحداهنَّ تحظرُني
من أجلِ ملصقٍ
والأُخرى من أجلِ قصيدهْ
تباً لكَ أيُّها ( الفيس بوك )
علَّمتَنا المرواغةَ والمناورةَ
وعلَّمتَنا كيفَ تُصاغُ المكيدهْ
شتَّانَ ماببنَ الذئبِ والطريدهْ
لم أكنْ يوماً ساذجاً
ولم أكنْ شخصاً أهوجاً
ولم تحكُمْني سيدةٌ عنيدهْ
لكنني كنتُ طفلاً وكانتْ
نساءُ القبيلةِ تُصلِّي وتركعُ
في محرابِ الأخلاقِ الحميدهْ
شتَّانَ مابينَ الذئبِ والطريدهْ
جئتَنا من خلفِ المسافاتِ
من بين تلالِ الخوفِ
من رحمِ الأيَّامِ البليدهْ
حاملاُ معكَ أبشعَ الحكاياتِ
وأسوءَ العناوينِ والظروفِ
وحاملاً معكَ تراتيلاً وليدهْ
شتَّانَ مابينَ الذئبِ والطريدهْ
للهِ درُّكَ سيِّدي الماضي
كم كنتَ مهذباً وجميلاً
وكم كانتْ لياليكَ سعيدهْ
كم عانيتَ وتحملتَ منَّا
وكم حزنتَ عندما كبرنا
وألبسنا الحاضرَ حلةً جديدهْ
شتَّانَ مابينَ الذئبِ والطريدهْ
للهِ درُّكَ سيِّدي الماضي
كم كانتْ أحلامُنا بسيطةٌ
وكم كانتْ نوايانا مجيدهْ
وفجأةً كلّ شيءٍ تمادى
والنَّبضُ وحدهُ فقطْ تهادى
وتعالتِ الصيحاتُ والتنهيدهْ
شتَّانَ مابينَ الذئبِ والطريدهْ
للهِ درُّكَ سيِّدي الماضي
بعدكَ ماتَ نصفُ القلبِ
وتجاهلَ الحرفُ الجريدهْ
بعدكَ ماتَ نصفُ الحبِّ
ولم يعترفْ خٍلُّنا بالذَّنبِ
وأصبحت مشاعرُنا شهيدهْ
شتَّانَ مابينَ الذئبِ والطريدهْ
__________
______
___
جمال عبد الحميد البكور
___ مر من هنا__