أحمد يوسف داود
……………من كِتابِ الغَرابةْ*……………….
مِثلَ آخرِ حُزنٍ أدوِّنُها في كِتابِ الغَرابةِ:
(كانَ لها جَسدٌ من غِناءٍ
وحَنَّ إلى طينِهِ فاستقامَتْ مراثِيُّهُ..)!..
صَرختْ بي: (توقّفْ)!..
توقّفْتُ..
قالتْ: (تأمّلْ)!..
تأمّلتُ..
كانَ حَريقٌ وكانت يَداها تَقودانِ قافِلَةً
من خَرائبَ..
والريحُ تَطمُرُ عُصفورَ أيامِها
في الغُبارِ العَتيقْ!.
قُلتُ: (أكسِرُ هذا الهباءَ)..
ولكنّني لم أكُنْ واثِقاً!..
كيف أشرَحُ ما لا يُفسَّرُ؟!..
كيف أُديرُ التّفاصيلَ عن غِيِّها أنْ تُباشِرَ مَوتاً؟!..
أشارتْ: (رأيْتَ؟!.. وَداعاً)!..
كَبوْتُ كمُتّهَمٍ:
(لنْ أُبعثِرَ آلامَها في الرِّوايةِ)!..
يكفي..أنا لاأُفتِّشُ عنْ بَطلٍ فيَّ..
لستُ أريدُ سِوى أنْ أدُلَّ..
لماذا إذاً أتَهجّى خِيانةَ أوقاتِها؟!..
ولماذا إذاً سوف أَفتتِحُ النارَ
إنْ لم أكنْ ضالِعاً
في نُشوبِ الحريقْ؟!.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* من ديوان: (طُرقٌ بلا عُشّاقْ)..
يصدُرُ قريباً عنِ الهَيئةِ العامَةِ
السُّوريةِ للكتابْ.