ما كان ليعترفَ
بسر ذاكَ الهوى
الطاعن ِ فيهِ
لولا خوفُه اصفرارَ الأحلامِ
وسقوطَها أخاديداً
في وجناتِ خريفهِ
لولا
احتلالُ التصحرِ
جزرَهُ المنسية
آنَ الفراقُ
هدمَ جدارَ الصمتِ
وبعثَرَ النجوى
شهباً وضياء
تجاوزَ ألم البوحِ
غسلَ الجراحَ بمطر العبارة:
أنتِ راحتي
والكونُ عناء
عيناهُ تجوسُ
أسرارَ الملامح فيها
تروي ظمأ الفصولِ
فالفصلُ ارتواء
تُمسِكُ بلبِ هوىً
تعلقَ في الأهدابِ
مرتعشاً خشيةَ السقوطِ
دمعة
الصمتُ أبلغُ
والبوحُ
نهايةُ الأشياء
ليعد إلى ماكان
لرتابةِ حاضرهِ
تحاصره نجومٌ خافتة
وغيمٌ من بخارِ حرائقهِ
ليعد إلى مركبِ الأمواج
باحثاً عن كفنٍ بارد
يشبهُ أيامه
يهمسُ صوتٌ من فناء:
هاتِ جمر َ يديكِ
لمي أطرافَ كفني
فأُشوى حدّ الثمالةِ
واذرِ رمادي مياسةَ القدِ
تجنُّ أحلامي خريفاً
أولها احتراقٌ وأنتِ موقدي
وتاليها انتشاءٌ بسمرةِ الجسدِ
وربُّ أحلامي البعيدة
خمرٌ أتوق له
ولك الشّواء.
*حمص – إنعام عوض