أحمد يوسف داود
…………هل أنتَ وحدَكْ؟!………….
كم كنتَ وحدَكَ في هذا الجَحيمْ..
فهلْ أنتَ مازلتَ وَحدَكْ؟!..
تلك حالٌ كالحَبسِ في (المُنفرِدةْ)..
وليس لكَ أنْ تَنتظِرَ أحداً يَوماً
ياأيُّها الغريبْ!.
أيُّها العاثِرُ في العُبورِ من هُنا
إنّ صُراخَك لايُجدي..
فلا أنتَ قد توقِظُ المَوتى..
ولا الأحياءُ مُستَعدّونَ لغَيرِ ماهُم فيهْ!.
لاتقلْ إنّكَ في حِدادٍ على شَيءْ
فهذا الأسودُ لايليقُ بِكْ..
ولو تَوقّفتَ كي تَتأمّلَ العالَمْ
لرأيتَهُ غارِقاً كلُّهُ في سّوادٍ مُقيمْ!.
وإذاً أنتَ ياصاحبي الآنَ وَحدَكْ:
ضالعٌ في الأسى والألمْ..
ضالعٌ في أنّكَ كَومةٌ من رَمادْ..
فاتركْ حَقيبةَ روحِكَ في هذهِ العاصِفةْ
عَسى أنّ رياحَها تَذروكْ..
وعَسى أنَ في تلكَ الحَقيبةِ بِذرةْ
قد يُنبتُها المَطرُ ذاتَ رَبيعْ!.