( جيش حبك )
بعضُ العبادةِ كفرٌ في . . مذاهبنا
وليسَ كلُّ أديبِ القَولِ مُحتَشِما
بعضُ المشاعرِ رجسٌ في مراجعنا
وليسَ كلُّ رقيقِ الحسِّ مُعتصما
في داخلي جَذَلٌ يقتاتُ مِنْ . . أمَلِي
وجيشُ حبّكِ جاءَ اليومَ . . مُقتَحِما
أباحَ قتلي وقتلَ النبضِ في كبدي
واجتثَّ أوردتي واغتالَ . . وانتقما
لا تُسرِفي في الأماني ثم . . تنتفضي
فربَّما عادَ لهاثُ الحبَّ . . وانتظما
حبيبتي أجْهدَ الحِرمانُ . . أنسجتي
ومزَّقَ الدَّهرُ زهوَ الوقتِ وابتسما
تشيطنَ الذنبُ وصارَ الدَّربُ يُرهقني
والحلمُ في مُدنِ الأحلامِ قد هَرِما
أحتاجُ جداً إلى الإبحارِ في غرقي
فربَّما موجُ ذِكراكِ ارتقى . . القِمَما
كمْ خانني وَلَهِي كم عضني شجني
والليلُ قد فطمَ الأوزارَ . . والسَّقَما
محطَّمٌ ورياحُ الصَّمتِ . . تَعصفُني
وفي حنايا ضلوعي ماردٌ . . جَثَما
أُعِيدُ ترتيبَ أوراقي . . . وأسئلتي
فإنَ أوردتي تستعمرُ . . . الألما
ماعادَ زهري كما كانت . . . نضارتهُ
ولا لساني يُجيدُ النُّطقَ . . . والحِكَما
ماعادَ نهري كما كانت . . . غزارتهُ
قد صارَ خطَّ رمالٍ يرسمُ . . النِعَما
جوفاءُ مِثلُ قِرابِ الماءِ . . حنجرتي
والسَّيلُ بالصابرِ العطشانِ . . ماعَلِما
ماذا أقولُ لهذا الظلمِ . . يا سندي
حتى نقاءُ نقائي منكِ . . ما سَلِما
حضارةُ العشقِ جهلُ البوحِ يهدمُها
مهما تمادى رعافُ الشوقِ واحتَدَما
جلالةُ الحرفِ تغزو عطر . . أمنيتي
وميلةُ الردفِ تسبي الحِبرَ . . والقَلَما
_
جمال عبد الحميد البكور