على شفا جرح
هُوذَا أنا
أتربّعُ اليَأسَ المُقَنّعَ بالأمَل
أتوسّدُ الأوهَامَ والحَلُمَ المُشَوّهَ
وَ" بِقِيعَةٍ" أطَأُ السّرابَ
وَأُعيدُهُ مُتَأمّلاً مُتَألّماً ذَاكَ الشّريط
شَرِيطَ مَواجِعي وفَجَائِعي
وعلى شَفا جُرحٍ
أعُدّ هَزَائِمي وأُعِيدُها
مُتَنَكّرَاً في زِيّ " صُعلوكٍ "
تأبّطَ حظّهُ ومَشَى بِهِ دَهرَاً
في زِيّ " قيّافٍ" تَنَكّرَهُ الدّلِيلُ
وخَانهُ بَصَرٌ فأوْجَسَ خيفَةً مِنْ حَتْفِهِ
ومَشى بِهِ " آلٌ" تَرَاءى خِلْسَةً علّ الدّلِيلَ
يَقُودُهُ نَحو الدّلِيلْ
2
وَ ذا أنَا
أشْدُو لِنَفسِي بَعْضَ أوهَامِ السّبيل
وبَعضَ بعضِ خُرَافَةٍ
عَايَشْتُها زَمَناً أُعَاقِرُ خمرَها
على جَمرٍ توقّدَ مِن غضَا الليلِ الطّويلِ
وأعودُ مُتّكِئاًعلى جرحي
مُتدثّراً عُقْمَ المَسافاتِ الحَبَالى
بالأمَانِي الزّائِفَاتِ
وطَعْنَةِ الحِملِ الثّقيلِ
" أقيموا بنِي أمّي بَني أبي
صُدورَ مَطِيّكم
ولتَحفَظوا سِرّي النّبيلْ
3
هُوَ ذَا أنَا
وَجَعُ الرّمالِ اللاهِباتِ بأضْلُعي
سعْفاتُ نَخلي عَادَ سُمّاً " رَطبها"
وشُموخُ صبّاري اعتَرَاهُ تطرّفٌ
والحَنْظلُ الدّهرِيّ مَلّ مرَارَة الصّلبِ البَريء
وَنَاقَتي العَجْفاء مَلّتْ ضَرعها
وسِهَامِيَ الشّوهَاء بَاعَتْ قوسَها
بِكِنَانَةٍ مِنْ جِلدِ سَبْعٍ أغْلَبٍ
حَكَمَتْ عليهِ " جَلِيلَةٌ"
بِالموتِ ظُلْمَاًكيْما تُورّثُ " جرْوهَا"
مُلْكَ القَبيلْ
4
هُوَ ذَا أنَا
" الشّنْفرى" جَدّي
وخَاليَ " عُروَةٌ " و" رَبيعَةٌ" قومي
وأبْنائِي يُطارِدُهَا الطّوى
عَبْرَ السّبَاسِبِ والفَيَافي لَمْ تَزَلْ
أصدَاءُ جوعِهُمُ الكريمُ تَعضّهم نَهَمَاً
وتُعيدُ أنغَامَاً لـِ" حاتمِ طَيّءٍ"
" أمَاوِيّ إنّ المَالَ غادٍ ورَائِحُ "
عَلّ الذي في أذنِهِ وقرٌ
يثوبُ لرَبّهِ شَبَعَاً فـ"كُليبُ" ولّى
و" المُهَلهِلُ" مِنْ جَوىً
عَافَ الكؤوسَ ورَاحَ يكتُبُ لِلمَدى
عَنْ مِحنَةِ الثّأرِ الطّويلْ
5
هُوَ ذَا أنَا
قَهرٌ تناسَلَ أمّةً كانتْ
ومَازالتْ : تُخبّئ جَهلهَا
بعَبَاءةِ" الكَانَ" الذّلِيلْ
هِي أُمّة كَانتْ ومَازالتْ تُنَافِقُ جُهرَةً
وتُعلّمُ الأجيَالَ مِنْ عُهْرٍ بِها
طَعْنَ القنَا ورِمَايةَ الرّمحِ الصّقيلْ
هُوَ ذَا أنَا
فَلْتَفرقوا هَذَا القتِيلَ
عَنِ القَتيلْ
شِعر الإعلامي
مُهنّد علي صقّور
سوريا