…حــــــــــــرب معــــــــــــــلنة ضــــــــــــــد العـــــــــــــروبة…………
………………تقـــــودها أمـريـــكا واسرائــــيل والعــــــملاء والأغبــــــياء ………..
………………مـن أراد تمـــزيق ســورية يريــد تفتيـــت اللحـــمة العــربية ………..
المحامي محمد محسن
عندما تريد أن تختبر مدى صحة موقفك من قضية ما ، ابحث عن رأي ومصلحة عدوك فيها ، وخذ الموقف الذي يناقض موقف عدوك بالمطلق . فهل عدونا [ أمريكا ، واسرائيل ، والملوك العملاء ] مع أي شكل من أشكال تقارب الدول العربية مع بعضها ؟؟؟ .
واتكاءً على هذه القاعدة نجد أن عدونا المثلث الرؤوس ، عندما يخطط لشن حرب بمستوى حروب [ الربيع العربي الأسود ] ، وبقيادة أمريكا أقوى دولة في العالم ، والتي تقود القطب العالمي الأوحد ، لم ولن يكون الهدف تدمير سورية البلد المهُاجَم ( بفتح الجيم ) فقط ، بل سيشمل تفكيكها وتفكيك علاقاتها مع جميع الدول العربية ، ومع جميع الدول الصديقة لها أيضاً ، ولن تكون الحرب حرباً عسكرية فقط ، بل ستكون حرباً اعلامية ، ثقافية ، اقتصادية ، جغرافية ، تاريخية ، وصولاً إلى دفع البلد إلى الاستسلام ، وتقديم الولاء والطاعة ، للدولة الوحش .
.
فكيف إذا أدركنا أن الحرب ضد المنطقة العربية من قبل الغرب الاستعماري ، هي حرب قديمة ، ومستمرة ، ومعلنة منذ قرون ، لأن الغرب كان معنياً دائماً بهذه المنطقة ، لأنه يعتبرها قلب العالم والمنطقة الأهم جغرافياً ، وسياسياً ، ولقد عبر عن ذلك بوضوح ( نابليون ) الذي قال إن أهم دولتين في العالم هما سورية ومصر ، لذلك هو أول من قرر زرع اسرائيل كجدار فاصل بين البلدين .
[ استناداً على ما تقدم ( وبصريح العبارة ) وانسجاماً مع القانون الذي ثبتناه ، من يحارب فكرة العروبة ، والتقارب بين الدول العربية ، إن كان يدري أو لا يدري ، هو يخدم موقف العدو الثلاثي من العروبة ويخدم من حيث المآل اسرائيل ، صاحبة المصلحة الأكبر في ذلك !!، ] .
.
فالكثير من هؤلاء المغرضين ، أو العملاء ، او الجهلة ، يستخدمون مواقف وأدوار ملوك العرب ضد الدول العربية الأخرى ، سبباً لمهاجمة العروبة ، بدون أن يدركوا أن هؤلاء الملوك والأمراء ، لم يكونوا يوماً مع توحيد كلمة العروبة ، لأنهم ملوك أجراء عند دول الغرب الاستعماري ، وعلى رأس أدوارهم المسندة لهم ومنذ تأسيس ممالكهم ، تفتيت المنطقة العربية وزرع وتوسيع التناقضات بين مجتمعاتها ، مرة عن طريق نسج المؤامرات وشراء العملاء ، ومرات ومرات من خلال تسعير الصراعات المذهبية ، وجعلها التناقض الرئيس بين شعوب المنطقة ، كحربنا الأخيرة هذه ، التي استخدمهم الغرب أداة لتدمير الدول العربية التي لا تقدم الولاء والطاعة لأمريكا .
.
لكن علينا أن ندرك أيضاً أن الغرب وقبل استئجار الملوك وزرعهم بقرون أيضاً ، حاربنا تاريخياً ، وكانت حروبه التاريخية هي الحروب الأكثر فاعلية ، والتي لانزال محكومين بنتائجها ، وذلك من خلال بعثاته الاثارية والتاريخية ، التي كان همها التأكيد على أن العرب ليسوا امتداداً للحضارات التي تتالت على منطقتنا الجغرافية ، من السومريين ، والباليين ، والآشوريين ، وصولاً إلى التدمريين ، والأنباط ، والفراعنة ، وحتى الآراميين والسريان وغيرهم ، مع أن جميع هذه الحضارات عاشت في بلادنا وعلى أرضنا ، وكل منها ورث الحضارة التي سبقته وأضاف لها ، ولكن العرب جاؤوا من الربع الخالي ، ولا يحق لهم الادعاء أنهم أبناء تلك الحضارات وورثتها ، هم فقط ورثوا الجغرافيا خالية من الحضارات وحتى من البشر !!؟ ، وما حروبنا السابقة وحربنا هذه إلا عقابيل تلك الحرب التاريخية ، التي أغلقت عقولنا ، على قناعة أن العرب هم المسلمون فقط .
.
وجاء ( الفقهاء ) المسلمون الأغبياء ليؤكدوا هذه المقولة ، وبأن العرب قبل الاسلام كانوا يعيشون في عماء جاهلي ، فلا بابل ، ولا اهرامات مصر ، ولا أوغاريت ، ولا تدمر ، ولا البتراء ، لا علاقة للعرب بتلك الانجازات الحضارية على وجه الاطلاق ، والتي علمت الدنيا وأنارت عقول البشرية ، حتى تلك الابداعات الحضارية التي شعت على العالم ، لا نُدرسُها لأطفالنا على أنها حضارات تتابعيه ، أبدعها أجدادنا القدماء ، قبل جميع حضارات الدنيا ، عندما كان العالم لايزال يعيش في عماء حضاري .
بعض هذه الحضارات العمرانية نسب للرومان ، وبعضها سود تاريخه كالحضارة الفرعونية ، حتى بتنا لانعرف عن الفراعنة إلا أنهم قوم من الكافرين وجاء ( سيدنا يوسف من حضارة الرعي وعمل على أنسنتهم ) ، ولا نذكر عن تلك الأوابد إلا ظلم الفراعنة وجورهم ، وأن من أنجز تلك الحضارات العمرانية ، والثقافية ، ومن كتب باللغة ( الهيروغليفية ) هم شعوب جاهلة ، كافرة ، وجاء الاسلام فهداها إلى طريق الإيمان ونورها .
.
ألا يحق لنا التساؤل عندما جاء الاسلام إلى مصر ، ودول المغرب العربي كلها ، ما هي اللغة التي كان يتكلم بها المصريون ، وشعوب المغرب العربي ؟؟ أليست العربية ؟؟ ألم تكن قيمهم متشابهة ومتقاطعة مع قيم سورية ودول الشرق العربي مع الشعوب العربية شمال أفريقيا ؟؟، ألا تجمع فلسفات العالم القديمة والحديثة أن [، اللغة ، والثقافة ، والتاريخ المشترك ، والجغرافيا ، والعادات والتقاليد المشتركة ، والمصالح المشتركة ، من مقومات الأمة ؟؟ ] ، وفق جميع الفلسفات العالمية القديمة والحديثة ؟؟ . لذلك تم نشر الاسلام بسهولة ويسر ، إلى جانب المسيحية التي كانت تنتشر في المنطقة . فأصبح المسلمون يعيشون جنباً إلى جنب مع اخوتهم المسيحيين العرب ، كما هو عليه الآن ، [ مع احتساب انغلاق وتشدد رجال الدين المسلمين ، الذي نفذ منه الغرب ، وقال للعرب المسيحيين ، أنتم غربيون ولا علاقة لكم بالعروبة ، فالعرب هم المسلمون فقط ، وانطلت الفرية على غالبية كبيرة على العرب المسيحيين ، فمنهم من هاجر ومنهم من لايزال يؤمن بهذه الخدعة ، كما هو الواقع العربي المسيحي في لبنان ] أليست اللغة العربية هي اللغة التي ينطق بها المشرق والمغرب العربيين منذ ما قبل الاسلام ؟؟ .
.
اذن كانت الحرب مديدة وقديمة ، ليست ضد تمزيق الجغرافية العربية ، بل مع تزوير تاريخها وتقذيمه ، والعمل الجاد والأهم طمس دور العرب الحضاري في التاريخ العالمي ، وأن العرب نزلوا على المنطقة ( بالبرشوت ) ، ولا علاقة لهم بالحضارات القديمة التي تتالت على أرضهم ، وهذا الفهم المحرف ــ مع بالغ الأسف ـــ هو السائد بأذهان الكافة مثقفين وعوام ، حتى مدارسنا لا تدرس تاريخنا وفق هذه الحقيقة .
لذلك ولما كان اهتمام الغرب ، واسرائيل ، وملوك العرب العملاء ، قبل هذه الحرب وبعدها ، يجهدون لتمزيق سورية أيضاً ، كما مزقوها في ( سايكس بيكو ) والعمل على خلق الصراعات وليست التناقضات بينها وبين الدول العربية الأخرى .
.
بالرغم من أن المصلحة الاقتصادية تعتبر الركيزة الأساسية ، التي تقوم عليها ، بنية التشكيلة الاقتصادية الرأسمالية في الغرب ، والتي ترضخ لمشيئتها كل العناصر الأخرى السياسية وغيرها ، لذلك فإن المصلحة المشتركة الاقتصادية ، بين الدول العربية ، من خلال توحيد طاقاتها البشرية والاقتصادية ، هي من أهم العناصر التي يجب أن نسعى لتحقيقها ، والدولة الكبيرة بشرياً ، وجغرافياً ، وبالتالي اقتصادياً ، تبقى قوية مرهوبة الجانب ، ولا تتجرأ اسرائيل على الاستفراد بكل دولة على حدة ، وتشن حربها متى شاءت ، كما لا يجرؤ الانفصاليون الأكراد وغيرهم ، في تلك الحالة من التجرؤ على المطالبة بالانفصال . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نحن لا ندعوا لوحدة على شاكلة الوحدة بين مصر وسورية ، بل ندعوا إلى توحيد الطاقات العسكرية والاقتصادية العربية ، التي من خلالها تتمكن شعوبنا من نسف ملوكها العملاء ، وبخاصة بعد افتضاح دورهم وعمالتهم في هذه الحرب التدميرية ، التي ساهموا بجهدها الرئيس ، مالاً ورجالاً وفقهاً ، لصالح أمريكا واسرائيل ، بل لصالح الشيطان .
ونحن نؤكد أن الانتصار القادم ، سيغير الواقع بل سيقلبه رأساً على عقب وسيتيح لأول مرة ، لقاءً بين الشعوب العربية ، بعيداً عن التبعية والخوف من الملوك العملاء وحتى من اسرائيل .