د .م . عبد الله احمد
الكل يقرأ التاريخ وكأنه صفحات منفصلة ، يتم ابرازها عند الحاجة …ولكن التاريخ لا يكون ، الا اذا تمت قراءته بشكل كلي …
الاشكالية تحصل عند تحديد الموقف مع التعارض الحاد والتناقض بين الرمزية التاريحية والرمزية الفكرية والاخلاقية من جهة اخرى ، وبين الرمزية الدينية الاخلاقية ، والرمزية الدينية السياسة .
والامثلة كثيرة …منها :
معاوية رمز سياسي ورجل دولة من الطراز الاول من جهة حسب البعض ، تكفيري ، يتبني "الجبرية " ،وساقط اخلاقيا للجرائم التي قام بها ضد من يخالفه من جهة أخرى بنظر البعض ايضا .
دولة المماليك وصلاح الدين وقطز والظاهر بيبرس جميعهم من أصول غير عربية "مرتزقة" حكموا المنطقة ، وقاتلوا بعض من اجل السلطة ، دافعوا عن المنطقة ضد الغزو الاجنبي يقول البعض ، ألا انهم وبالاخص صلاح الدين قام بتصفية الخصوم على اساس طائفي ، وقتل ما يسمى الاقليات …وكثير مما نسب اليه غير صحيح وبالاخص تحرير القدس .
أبن تيمية ، إمام التكفير والقتل على اساس طائفي ، يقول بتقديم النقل على العقل ، ويرى في النص كما هو الحقيقة الكلية ، وينكر الصورة المجازية عند تفسير النص القرآني ، هو المرجع لكل التنظيمات التكفيرية في المنطقة ، اي للاسلام السياسي ، كتبه في الحب والدولة تقلب الحقائق ، الا أن البعض يعتبره شيخ الاسلام ومفكر عالمي استفاد منه الغرب ! لا أعرف كيف ؟ الا أذا كانت الفائدة هي تقسيم المنطقة العربية عموديا وافقيا .
الاشكالية أن البعض يعتبر الاسلام "قومية " ، ويبنى على ذلك من خلال شخصيات محددة من أجل تعميم فكر واحد كدستور لهذه القومية التي يجب أن تسود على أنقاض الدول الحالية من خلال ما يسمى الخلافة الاسلامية، وهذا بحد ذاتة اشكالية كبيرة لا يمكن أن تحل الا من خلال مراجعة وتصفية المقدس التاريخي (الصحاح والاحاديت وغيرها ) والعودة الى الجوهر كعمق اخلافي وديني جامع ..وهذا يحتاج الى جهود جبارة وسيلقى مقاومة عنيفة من قبل البعض ، وقد يكون الحل هو فصل الدين عن الدولة بالتزامن مع رؤية شاملة للمستقبل في المنطقة العربية.
وهكذا فإن الطائفية هي تعبير عن كبت فكري ، وعدم تقبل الاخر او الاستماع اليه ومناقشته للوصول الى قاسم مشترك وحقائق جامعة ، ظهرت مع نهوض الدين السياسي والصراع على السلطة …
إنها الاشكالية التاريخية …صحيح أن لدينا صفحات ناصعة في التاريخ القريب والبعيد، الا أنه لا بد من التفرغ لبناء المستقبل وعندها لن تشكل الاشكالية التاريخية مابين الاخلاقي والسياسي اي متاعب