الطفل في مفهومه البيولوجي والتربوي هو: الفرد الذي يقع في طور النضوج ، ابتداءً من مراحله الأولى حتى مرحلة البلوغ.
أما الطفل في علم الاجتماع هو: الإنسان مكتمل الخلقة والتكوين الذي لم يصل لمرحلة النضوج ، مهما امتلك ذلك الفرد من قدرات ومميزات عقلية وسلوكية وعاطفية..
ويقول "جاك روسو " : قبل أن أتزوج كان لدي ستة نظريات في تربية الأطفال ، أما الآن فعندي ستة أطفال وليس عندي نظريات لهم.
ويقول "رالف والد ايميرسون " أيضاً:
– نجد الهمة في جمال وسعادة الأطفال التي تجعل القلب كبير جداً على الجسد.
فالطفولة..قصة حلم وقصيدة أمل..
فحينما أقلب صفحات طفولتي من سجلات حياتي أراها..ضاحكة ، مشرقة ، مملوئة بالعنفوان..وبراءة الروح النقية..
أتذكر جدتي وهي تروي لنا حكاياها الشيقة ، ممزوجة بنصائحها ، وحكمها التي لاتنتهي..حرصاً علينا..
عالم الطفولة لايفهمه إلا من عاشه.. ماأجملها من أيام!
يقول "فرويد"وقد نختلف معه في كثير مما يقول: أن أول صدمة يتلقاها الفرد في حياته هي صدمة الميلاد(Birth Trauma ), إذ يخرج دون رغبته من بيئة ممتازة إلى بيئة سيئة.
– ومرحلة تكوين الطفل هي اللبنة الأساسية لتكوين شخصيته ، وبالتالي يغدو عنصراً هاماً في بناء المجتمع ، وللوالدان دوراً حيوياً و مهماً في نمو أطفالهما ويجب عليهما أن يوفروا لهم مجموعة من الحقوق ومنها: حق التسمية باسم جميل – حق التربية – الطعام والشراب – حق التعلم – اللعب والترفيه ، بالإضافة إلى التقدير والتشجيع لتحقيق الذات بدلاً من التأنيب أو الضرب، ..
تربية الأطفال ليست أبداً بالمهمة السهلة ، فالحب والدلال يساعد على تتمة أحاسيسهم وزيادة ارتباطهم بالوالدين ، بالإضافة إلى ، زيادة الثقة في نفوسهم من خلال مدح إنجازاتهم حتى البسيطة منها ، والتوقف عن مقارنتهم بغيرهم من الأطفال ، والصداقة أيضاً هي وسيلة للأمان والتقرب منهم ، فالتعامل يجب أن يكون متوازن مع الأطفال باللين والحزم ..
لذلك يمكن القول أنه لابد من ترجمة الحب على شكل مهارات تتحقق بالحوار والتواصل بصورة إيجابية وتعزز الاحترام المتبادل ، والأبوة المفرطة تؤدي إلى نتائج سلبية ومنها عدم اكتساب الأطفال للخبرات الشخصية وبالتالي الغضب والتمرد..
ومن خلال تجربتي الشخصية مع الأطفال اكتشفت بأننا نحن الكبار نكتسب منهم فن التعامل ونأخذ منهم نقاء القلب وصفاء النفس ، حيث.. لا أحقاد ولا تفكير إلا لليوم الذي يعيشه الطفل ، وليس هناك أجمل ولا أروع من مشاكسة الأطفال وحيلهم والحجج التي يقدمونها للتهرب من شيء ما ، مثل: شرب الدواء أو الغياب عن المدرسة…
كما قال مارك توين:
( تأتي أكثر المعلومات إثارة للاهتمام من الأطفال ، فهم يقولون كل مايعرفون ، ثمّ يتوقفون )
لاننسى دور المدرسة في تربية الأطفال وتنشئتهم وتثقيفهم ، وتشجيع الموهوبين منهم وتوفير الإمكانيات لهم قدر المستطاع..
إن الحماية الناجحة للطفل مهمة جداً ، بالنسبة لبناء طفل صحيح نفسياً وجسدياً ، لأن استغلال الطفل وإهماله قد يؤدي إلى العديد من الوفيات والإعاقات والأمراض التي تنشأ مباشرة من أعمال سوء معاملة الطفل ، إضافة إلى العديد من الإضرابات النفسية والجسدية التي لاتظهر إلا بعد سنوات عديدة من حدوث الاستغلال..-
وأخيراً إن حماية الطفل هي عنصر أساسي من حماية الأسرة وجزأ لا يتجزأ من حقوق الإنسان.. وهي حجر الأساس في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للمجتمعات
مكتب حمص والمنطقة الوسطى
فيحاء السيد علي