(حوض الكوم – بئر الهُمّل)
اعداد : د. سمير ميخائيل نصير
*- حوض الكوم :
– يقع في وسط سورية وفي منتصف الطريق بين وادي الفرات وتدمر.
– أظهرت التنقيبات أنه كان لهذا الحوض أهمية كبيرة في عصور ما قبل التاريخ حيث توفرت فيه جميع مقومات الحياة الضرورية من الحيوانات كالخيول والجمال والماعز والبقر، ومن النباتات كالقمح والموز وغيره.
– احتوت أيضاً منطقة الحوض على الكثير من الينابيع الارتوازية الغزيرة المياه، إضافة إلى توفر مقالع لأنواع مميزة من حجر الصوان مما سمح باستخدامه في تصنيع مختلف أنواع الأسلحة والأدوات.
– بدأ اهتمام علماء الآثار السويسريين بمنطقة حوض الكوم عام 1982 مع قدوم جون ماري لوتانسورر، الأخصائي في عصور ما قبل التاريخ ومدير معهد بازل لعصور ما قبل التاريخ وعلوم الآثار, الى المنطقة للعمل ضمن فريق التنقيب الفرنسي بقيادة جاك كوفان.
*- بئر الهُمّل :
– اسمه القديم: بير عنوزي.
– هو بئر ماء حفره البدو على هضبة, عمقه يزيد عن 25م, تراكمت داخله سلاسل حتاتية رملية تشتمل على أكثر من 25 طبقة أثرية.
– ترتفع الهضبة التي تحوي البئر عن جوارها بين 10 و12 م وتغطي ما مساحته 2 دونم (2000م²).
– مرت على موقع البئر حقب زمنية عديدة بدءا من العصر الحجري القديم (الباليوليت) بمراحله المختلفة والتي منها اليبرودي فالحجري الوسيط والحجري الحديث.
– يعتبر هذا البئر واحداً من أهم المواقع العالمية نظراً لما يقدمه من معطيات ومعلومات قيمة ومتتابعة توضّح تطور ثقافات عصور ما قبل التاريخ وبيئتها.
*- الاكتشافات الأثرية في بئر الهُمّل :
– ساعدت الاكتشافات على تفسير عملية الإنتقال من مرحلة الباليوليت الأدنى إلى الباليوليت الأوسط, حتى اعتبر أن هنالك حقبة أو مرحلة حضارية وثقافية هُمّلية (نسبة الى اسم البئر) تميزت منذ 250 ألف عام بصناعة أول نوع من النصال الطويلة الضيقة.
ملاحظة : الباليوليت الأدنى امتد من عام 1.5000.000 الى 250.000 ق.م وينتمي اليه أيضا موقع ستمرخو في اللاذقية والذي عثر فيه على فأس صوانية, و الباليوليت الأوسط امتد من عام 220.000 الى 45.000 ق.م.
– عثر في المستويات الأكثر عمقاً من هذا البئر على أدوات مصنّعة من شظايا صوانية سميكة بغزارة غير معهودة, أهمها المكشط اليبرودي الذي يعود لثقافة المرحلة اليبرودية المحددة بين 180.000 و 150.000عام ق.م.
– فوق طبقات المرحلة اليبرودية أمكن تمييز طبقات المرحلة الهُمّليّة التي تميزت بالنصال والحراب الطويلة المشذّبة والتي أُطلقَ عليها اسم الحراب الهُمّليّة وهي أول أدوات صيد فعالة.
– الجديد في هذا التقدم التكنولوجي لصناعة الأدوات… أن الإنسان في البداية كان يستخدم قطعة صوانية بوزن 1 كغ لصناعة قطعة واحدة أو قطعتي سكين او فأس بحافة قاطعة لا تتجاوز 10 او 20 سم. وفي العهد اليبرودي تطورت التقنية وأصبح يصنع من نفس الكمية ما بين 10 الى 20 أداة وبحافة قاطعة تتراوح ما بين 50 و60 سم. سنتمترا. أما في التقنية الهملية فقد تمكن الإنسان من تصنيع ما بين 20 و30 قطعة بنفس الكمية من الصوان وبحافة قاطعة تصل الى 4 م.
– أدت الحفريات أيضا الى اكتشافات ذات دلالات طبيعية وبيئية هامة للغاية, منها اكتشاف بقايا لانسان الهوموراكتوس (الإنسان منتصب القامة) وقطعة من عظم وحيد القرن، وفك سفلي لأسد.
*- الجمل العملاق أهم اكتشافات بئر الهُمّل :
– حمل القسم السفلي للبئر الذي يعود الى ما بين 1.500.000 و1.000.000 عام بقايا عظام جمال غير معهودة في عصور ماضية.
– بينت عمليات البحث أن في كل طبقة من طبقات هذا القسم توجد عظاما محددة من الجمال، غالبيتها من فئات غير معروفة حتى الآن.
– أهم الاكتشافات كان العثور على أجزاء من هيكل عظمي لجمل عملاق يفوق حجم الجمل الحالي بمرة ونصف أو بمرتين.
– اكتشاف الجمل العملاق الغى نظرية سادت لفترة طويلة, مفادها… أن تاريخ وصول الجمال إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لا يتعدى 10.000 عام.
– تم اكتشاف بقايا الجمل العملاق عام 2003 وقد تم العثور على 30 قطعة من هيكله العظمي.
– يقدر عمر الحقبة التي عثر في طبقتها على بقايا الجمل العملاق بين 120.000 و180.000 عام ق.م.
– قبل اكتشاف الجمل العملاق لم يكن أحد يعلم بوجوده, وهو النموذج الوحيد الذي تم العثور عليه في العالم.
– يعلق البروفسور جون ماري لوتانسورر على موقع بئر الهُمّل بقوله : هذا الموقع استثنائي وخارق للعادة.
* أخي في الوطن… تاريخ البشرية وحضارات الانسانية… لا تسرده سوى الأرض السورية.