الدكتور محمد رقية
مقدمة
الطائرة المسيرة هي طائرة توجه عن بعد أو تبرمج مسبقا لطريق تسلكه حسب الهدف الموضوع لها , وتحمل على متنها الأجهزة والمعدات اللازمة لتنفيذ مهامها
أول ماشاهدت الطائرات المسيرة بدون طياركان في مؤسسة بناء الآلات الروسية المخصصة لإنتاج التقنيات والصواريخ الفضائية وكان ذلك عام 1996 وهي مخصصة للأعمال العسكرية والتجسسية
. تعتبر الطائرات بدون طيار من بين الأجهزة الأكثر تقدما في مجال الطيران والالكترونيات والبرمجيات والذكاء الصنعي على حد سواء، وجلها تصنع من مواد مركبة خفيفة مختلفة من أجل زيادة القدرة على المناورة أثناء الطيران وتقليل الوزن وخفض التكاليف، وبها محرك او اكثر واجهزة للتحكم في الطيران وللتحكم في المحركات وجهاز الإرسال والاستقبال والمراوح، والبطاريات أو أي مصدر آخر للطاقة، ويمكن تجهيزها بمجموعة متنوعة من المعدات الإضافية وخاصة الكاميرات، والتوجيه بنظام تحديد المواقع العالمي وأنظمة الملاحة والمجسات وأجهزة الاستشعار عن بعد ومعدات الهبوط وما إلى ذلك، ويمكن أن تكون بدون محركات أيضا". يختلف الوزن من بضع جرمات الى مئات الكيلوجرامات أو أطنان ومن تلك التى تقطع مسافات بالامتار الى الاخرى التى تقطع مئات وآلاف الكيلومترات، ومن تلك التى تبقى في الطيران لمدة دقائق الى الاخرى التى تبقى عشرات الساعات.
. تأتي الطائرات بدون طيار في مجموعة واسعة من الأشكال والأحجام من النانو الى الصغيرة الى المتوسطة الى الكبيرة ذات الأوزان الكبيرة، ولكل منها وظائف مختلفة، ومنها ما يمكن اطلاقه يدويا والبعض الآخر من خلال غرف التحكم الارضي. أو من على الطائرات
لمحة تاريخية
أول التجارب العملية لهذا النوع من الطائرات كانت في إنجلترا سنة 1917 وقد تم تطويرها سنة 1924 كأهداف متحركة للمدفعية
وكان أول استخدام عملي لها في حرب فيتنام , ثم استخدمت في حرب تشرين التحريرية عام 1973 ولكن لم تحقق النتيجة المطلوبة فيها لضعف الإمكانيات في ذلك الوقت واستخدمت بشكل فعال من قبل العدو في معركة البقاع اللبناني بين سوريا والعدو الصهيوني
وقد تطور انتاجها وتعددت أنواعها وأهدافها وتحسنت مزاياها بشكل كبير وأصبحت تصنعها الكثير من دول العالم
ففي عام 2010 فاجأت الصين العالم بالكشف عن 25 موديل جديد من الطائرات دون طيار.
وفي عام 2011 تم إحصاء680 برنامج بحثي لتطوير الطائرات دون طيار والتي تقوم عليها الحكومات أو الشركات أو المعاهد البحثية في العالم.
أما في عام 2012 فقد أظهر تقرير الكونغرس الأمريكي أن هناك ما يقرب من 76 دولة تعمل على تطوير وتصنيع 900 نظام من نظم الطائرات بدون طيار، وأن العدد قفز من 41 دولة تمتلك طائرات دون طيار في 2005 إلى 76 دولة في 2011 وسبب هذا الإقبال هو النجاح الذي أظهرته الطائرات خلال حرب أمريكا على العراق وإفعانستان ، فقررت الدول الاستثمار في هذا النوع من الطائرات للمنافسة العسكرية والاقتصادية، ومنها الدول العربية, مصر والجزائر وسوريا وتونس والإمارات والسعودية بالإضافة الى إيران
تعمل السويد وإسبانيا واليونان وإيطاليا وسويسرا وفرنسا على برنامج بحثي مشترك لصناعة طائرة حربية بدون طيار عالية التقنية.
وقد صمم مجموعة من الباحثين في جامعة وهران الجزائرية أول نموذج لطائرة بدون طيار بأيد جزائرية بشكل كامل
في التسعينيات من القرن الماضي، سعى البنتاجون لتوفير متطلبات الاستطلاع الاستخباراتي والمسح الجوي على مسافات قريبة عبر نماذج مختلفة منها ما يغطي مسافة 50 كليومترا و200 كيلومتر ونموذج آخر يعرف باسم "إنديورنس: التحمل" يغطي مسافة أبعد من السابقتين.
ثم جرى دمج النموذحين في نموذج واحد أطلق عليه اسم "شيبورد"، وهو النموذج التكتيكي العملياتي لنموذج "إنديورنس".
ولعل من أهم الأنواع التي عرفتها صناعة طائرات الاستطلاع بدون طيار , الطائرة "بايونير" التي بدأت في الثمانينيات وكانت معدة للمسح والاستطلاع الجوي على مسافة تمتد لـ185 كيلومترا.
أما النوع الثاني منها فهو مخصص لخدمة القادة الميدانيين للحصول على صور مباشرة لأرض المعركة وعلى مسافة تمتد مائتي كيلومتر.
وتم تطوير نوع ثالث يعرف باسم "هنتر" أو "الصياد" كطائرة استطلاع معدة لتوفير المسح الجوي والاستطلاع الاستخباراتي للقوات البرية والبحرية معا بدقة عالية، مع قدرة سريعة على بث الصور مباشرة عبر محطة تقوية إلكترونية