بعد قرابة عقد على ما عرفناه بالربيع العربي و ما يقارب العقدين على غزو العراق نلحظ ان مجتمعنا المشرقي و الناطقين بلسان الضاد في شمال إفريقيا يعانون من ازمة معرفية حقيقية ،و من اهتزاز في،كثير من القناعات و الثوابت ،القيمية و الاخلاقية ،في ظل عجز الاحزاب عن جذب الشباب كما فعل الفيس بوك و اخوته من مواقع التواصل الاجتماعي ،فنرى الجيل الحالي بين مطرقة التعصب و سندان اللا انتماء ،فشباب متطرفون يذهبون بافكارهم اقصى اليمين واخرون لا مبالون يقضون اوقاتهم بالتعليق وصور السيلفي ،هنا تجدر الإشارة إلى اننا انتقلنا من امية القراءة والكتابة الى الأمية المعرفية و مواكبة التطور التقني و الفكري الحاصل على مستوى العالم ،المطلوب اليوم مخاطبة الجيل بما يحب و محاولة الذهاب اليهم بدلا من المحاولات البائسة لجلبهم الينا وبدلا من تعليب الجيل بحزب أو منظمة بقوة الدولة و سلطتها يجب ان يؤطر الجيل ضمن منظومة فكرية توصل طاقاته الابداعية إلى ما يساهم في نهضة الأمة و ليس،مجرد سيرها نحو مستقبل مجهول المصير
هل يمكن للانترنت ان تعيد رص صفوف الشباب و تجعل من لقاءهم على ارض الواقع أمرا ممكنا اذا ما أخذنا مثلا لعبةpubg تجمع الملايين من الشباب و لساعات طوال في حين تعجز منظمة أو حزب عن جذبهم لاجتماع لا يزيد وقته عن ساعة،ربما حان وقت تغيير نمط اللقاء بهذا الجيل فحتى البدلة الرسمية لم تعد كما كانت في السابق مع انها لم تخرج من سوق الموضة،كذلك الامر بالنسبة لتأطير الجيل و الاستفادة من طاقة التغيير الكامنة فيه .
و كما ان الميديا حرفت الكثير من الشباب عن جادة الصواب بالمواقع الاباحية و الدينية على حد سواء ،فإنها قدمت للكثيرين منهم كما هائلا من المعلومات المجانية التي كان يشكل الحصول عليها حلما ،فاصبح لدينا جيل يحلم بالتطوير و التغيير و جيل رافض للفكرة ،مع قدرة من يحلم بالتطوير على التأثير بالرافضين اذا ما وجدت البيئة المناسبة للتواصل و اللقاء لبناء أرضية مشتركة و الانطلاق نحو الغد بخطى اكثر ثقة.
فاطمة ملحم