جوليا علي

كم صرختَ ؟
كم استغثتَ ؟
وكم .. لم نبالِ !
كم تتالى وعلا صراخُك
ألماً بقدومك إلينا ؟
وكم هلّلنا له وزغردنا !
كم توسّلتنا ألاّ نقطعَ حبلَك السّرّيّ؛
كيلا تأتي؟
وكم قَسَونا بقطعه !
كم آساكَ قدومُك إلينا؟
وكم سرّنا !
مذ تلك اللحظة بدأ أسْرُك وظلمُك.
كم كرهتَ قدومَك أسيراً إلينا؛
نشكّلك ونصوغك ونفعل بك ما نشاء ؟
و كم أحببنا أسْرَنا لك !
فأنت في مملكتنا؛
ستكون دوماً كما نريد
لكننا ..
لن نكون أبداً من تريد
أين مفرُّك ؟؟
حتى إن كبرتَ وتمرّدتَ وتحرّرت
فلا ملاذ لك سوانا
أتفرُّ إلى آخر ؟!
هو أيضا خبيرٌ بالأسر مثلنا؛
سمع صراخاً واستغاثاتٍ
وهلّل لها وزغرد
ولم يبالِ..
تماما مثلنا
وكلّ آخر أيضا مثلنا !
أنت ذاتك؛ ستهلّل يوماً
وربما أكثر
لصراخ واستغاثات أسيرٍ جديد
لذّةُ أنك الآسرُ
ستُنسيكَ ألمَ يوم كنتَ الأسير
ولن تغيثه..
وستقطع حبله السّرّيّ بقسوة المالك للمملوك !
مذ تلك الصرخة يا وليدي
مذ تلك الصرخة يا أسيري
بدأ استعباد الروح و الجسد.
جوليا..