تونس – منى الماجري

كأس على الطاولة
وقارورة تشد حزامها
يتضور شعرها عشقا إلى رقصة
على سطح الماء ..
ويتضور خصرها إلى سندباد
يراقصها حتى ،
يلفه ثوبه ويلفها حتى يصاعدا بخورا نحو السماء
كتاب على الطاولة
ينتظر مخطوطه
عنوانه لا يغري
حمل يرقد في الشتاء
من له بربيع عاشق
يهب للكلمة لقاحها
ولا بأس أن تلد بعد قرن
بعد عام ،على الأرض
أو بين أحضان السماء ..
هناك لن تسقط
يتلقفها بساط سحري
لرجل يدعى علاء
وعلى الكنبة لا أحد ،
وحدها الروح تتكور في بردها
تقرأ أورادا على روحها كأن ،
شهيدا عاد للتو من حفلة غدر في كربلاء
كأن ملاحا انتظر على حافة البحر ،
عروسا لبحره حتى المساء
ثم كحل عينه بالزبد ثم بالماء
وجاد منه على التراب حتى ارتوى ..
كأن عجوزا خلفت قطارها
ثم انتظرته ليلة كاملة
وعند الصباح قيل لها ،
إنه تعطل على شاطئ الطوفان ولا قدرة له على هدير الماء
حذو الباب ناقوس أثقل عينه معطف الكرى
وعلى ظهره صدأ ،
مرهق هو من المتكأ ودهر من الاتكاء
وفي القلب قصائد لم تكتب
لا تمت بصلة إلى الشعر
تقول أنا قددت من آخر القلاع
من آخر لوح في السفينة التي غاب عنها صوابها
لما خانتها ثقوبها واجتاحها الماء
واللوح كان كريما أوفى هو من جوقة الهاربين من الخلاص
حمل الروح على صفحته وألقى بها في البحر
الماء يفتح ثنية في الماء
م..م