أتظنّ أنّي في حصاركَ أركعُ ..
حاصِر .. فبَعدَ الموتِ لا أتوجّعُ
فالموتُ حاصَرَني حصارَ مشيّعٍ ..
هل بعدَ تشييعِ الأحبّةِ أخضعُ
من قال في فَقدِ الوقود أذيّةً ..
ودماؤنا فيها الوقودُ الطّيّعُ
امنع إذا ماشئتَ نورَ سمائِنا ..
فالنّور من أضلاعنا يتوزّعُ
وامنع هواءك عن شهيق عروقِنا ..
فالصبحُ في أعطافنا يتضوّعُ
أغلق قناتَكَ أن تجودَ بِريّها ..
هلّا رأيتَ البحرَ يوماً يجزعُ
فأنا البحار بطبعها إن أزبدت ..
يفنى بها سيلُ القناةِ الأشنعُ
وأنا بمعراج البسالة طائرٌ ..
فوق الثريّا نجمهُ يتربّعُ
وأنا بِرُقْمِ اللاذقيّة سِفرُها ..
وليَ المعالي والمكان الأرفعُ
فينيقُ جدّي والإرادة شرعهُ ..
وجناحه يذرو الرّمادَ وينزعُ
روحي تَخَطّفَها المماتُ بنابهِ ..
وتقمّصَتْ في صبرها تتنوّعُ
روحٌ بأسراب اليمام صداحها ..
وسنابلٌ فيها الربيعُ الأروعُ
روحٌ بصبّارٍ تَعَوسَجَ ضلعُها ..
وبِعَينِ باغٍ تستدير وتقلعُ
وأمام أرواحي تهالَكَ عزّكُم ..
أزلامكم يحلو عليها البرقعُ
فلتثأروا إنّ الهزيمة مُرّةٌ ..
وأمرُّها .. أحلامكم تتصدّع
وأنا البداية والنّهاية موئلي ..
لسبابتي كلّ الأوامر ترجعُ
حاصِر وحاصِر .. ثمّ حاصر .. إنني
جملٌ حقودٌ للخيانة أصفعُ
حاصر إذا ماشئتَ فَلّ عزيمتي ..
خسئ الحصارُ أنا الجهاتُ الأربعُ
___________________________
منى الخضور / درة الشرق
18/4/2019