نعمى سليمان
وتشتاقني بقايا القبلِ الهاربةِ من أحلامنا
حمّلتني البلادُ مواجعها؛
فتركتُ الشعر يرفلُ بالهدوء
اليوم
سأحمّل الشعرَ آلامي وآمالي؛
قلق القصيدة لن يبارح مخدعي،
والوقت مايزال رهين الأملِ
تساءلتُ ذات شتاءٍ ما الحبُّ؟
وهاهو الربيع يقفز على بوابة الصيف
والسؤال أخطبوط تمتد أذرعه
فيتوه الجواب!
تركتُ الشعر ذات صباحٍ
رنَت إلي الحقيقة
ارتداني الواقع، وسمعتُ بكاءَ الأحياء المتعبة،
قدمي الممزقةُ خطت فوق أقدام الحالمين َ
والعاشقين والمتعبين
هل خبرتم كيف يرتكب الألم آماله؟
وكيف ترتكب البلاد حماقاتها؟
نعم
حمقاء تلك البلاد
حين تنفث النار في وجه العشاق
حين تجعلُ أبنائها بين فكي العدم والوجود؛
حمقاءُ حين يحلم البسطاء بمساحةٍ من الهدوء بلا أغلال
أيها الأطفال ماذا تنتظرون؟
لم تعرفوا بعد أي خذلان يُكتب لكم
لم تصغوا لقهقهة الحقيقة
كنتم تمارسون الحياة كما تشتهون،
لكن الواقع يُكتب كما تشتهي الريح
غدٌ غدٌ غد
أين قصيدتي ألوذ بها من عتمةِ الدّرب
أين الأزرقُ الذي سرقته من بحرٍ وسماء
لأتشح به عند هبوب الحزن
تعالوا يا أحبتي
تعالوا نقسم هذا الرغيف
مائدة اليوم تتسع لنا ولأحلامنا
أيها الحبيب
تعال نتلُ على خيبتنا صلاة الجنازة
تعال نعمد آمالنا بماء الأعين
ونمسح الأجسادَ بملحِ المقلِ
تعال أكتبك قصيدة
وأنام على ذراعها حين يهلّ البكاء
#noma
20-5-2019