ان وثائق اوغاريت اعطتنا نظرة جزئية جداً عن الوظيفة الملكية اننا نعرف دور الملك في العلاقات الدبلوماسية..إننا نملك وثائق مكتشفة تتعلق بطلاق الملك عميشتمرو الثاني من “بنت شينا “الأميرة العمورية ..ان عمليات الطلاق كانت شبيهة بعمليات الزواج التي ترتبط بالعلاقات الدبلوماسية ..فملكات اوغاريت كن غالباً من اصل اجنبي ..وبالتالي فإن زواجهن يرسخ العلاقات والتحالفات بين البلاطات الملكية..
ولم يكن يحمل لقب الملكة سوى زوجة ملكية واحدة كانت تحتفظ به طوال حياتها حتى بعد موت زوجها ..ولم تستطع زوجة الملك الجديد ان تحمل هذا اللقب إلا بعد وفاة الملكة الأم ..وهب الملكة ذائعة الصيت في أوغاريت “أحت ملكو”
وهكذا كانت السياسة الخارجية الأوغاريتية لا تعود لملكها وكان على هذا الأخير ان يمتثل للقوانين الدولية ..في المقابل كان له السيادة على أراضي مملكته وكان من حقه ان يوزعها بحسب مشيئته..
إن الملك حاضر في كل مكان في الإدارة الداخلية لأوغاريت ..اذا كان الملك قد جعل من نفسه يمثل عرين “بعل ” فان الاله الأكبر إيل كان هو الذي بدا كضامن لديمومة السلالة الملكية ..كما نرى ذلك قي مقطع من أسطورة “كرت ” يقول:
“هلكت أسرة الملك ..
في حلمه هبط إيل..
في رؤياه أب البشر “لقب ايل في النصوص الأوغاريتية “
اقترب ..وهو يسأل كرت ؟..
كي يدمع عليه ليطل ايل الممتاز؟..
هل طلب ملك الثور أبيه..
السيادة مثل تلك التي “ل أب البشر”؟..
..أقول :لا يزال هناك الكثير من الاسرار تخفيها مدينة أوغاريت في باطنتها ربما الايام أو السنوات القادمة تكشف لنا عن حقبة تاريحية هامة من تاريخ سورية القديم والعلاقات التي كانت تسود بين الممالك خلال الالف الثاني قبل الميلاد .لم تكشفها لنا المكتشفات الحالية…وهي لن تخيب آمالنا وآمال علمائنا
..عاشق أوغاريت ..غسان القيّم..