
جريح وأديب ؛ تحمل سيرته جرحين عميقين ؛ لكن جرح الصديق يبدو أكثر إيلاما
من جرح العدو ؛ رغم أن هذا الأخير كان سيودي بحياته ؛ حيث استمر النزيف لساعات ؛ توقف
أديبنا ( المقاوم قلما وسلاحا ) عن الكتابة احتجاجا على شيء ما ؛ ناشد عبر صفحته على
الفيس السيد حسن نصر الله ؛ فأجرينا معه هذا الحوار بحثا عن الأسباب ورغبة بإيصال صوته
لمن يهمه الأمر ؛ إليكم نص الحوار بعد الترحيب الكبير بالأستاذ علاء درباج :
س١
/- أستاذ علاء بوصفك جريح أولا ومقاوم وأديب
ثانيا
– كيف تصف لنا العلاقة بين المقاومة والأدب ،
– و ما يمكن توظيفه لتعزيز الانتماء ومواجهة الاستكبار والطغيان ؟؟
– أولا أسمح لي أن أقدم شكري لك وبشكل رسمي كجريح ومقاوم لطالما نحن أمام حديث رسمي بعيدا عن الصداقة والمودة التي تجمعنا كأبناء ثقافة وكساعين للنهضة بكافة جوانبها ..
وأما جوابا لأسئلتكم بشكل عام فسأبدأ بمقولة ( كارثة أن يسألك من تحب وليس جوابك إلا ما يكره )
ولطالما نحن أبناء العقل فلن أدلي بالعاطفة إلا بمكانها الصحيح إن وجب ذلك
– ومنه لا نرى أي علاقة منظمة بين الأدب والمقاومة وتقتصر مقاومتنا كأبناء أحرار محسوبين بشكل أو بآخر على المقاومة
فيتم توظيف الأدب بسوق أهل المقاومة لابسوق ( أهل أدب المقاومة ) الذي من المفترض أن توفره لنا المقاومة ذاتها فيكون تنظيما رسميا عكاظيا .. وفي هذا السياق عندي مثال
أني كتبت نصا بعنوان ( ساعة الصفر ) مطلعه
اضرب فقد مل الحديد زفيرا
واسرج بدرب الظالمين حصيرا ..
فخصصناه ليحاكي معركة فتح إدلب ويكون طاقة عزم وعزيمة لجيشنا الجبار ، فمر النص مرور الكرام ولا من متبني لنقله وإذاعته ولاهم يحزنون ، بالرغم من كون النص يحمل ثقلا حماسيا وبلاغيا كما النص الذي أنشدته القديرة فيرور
،، خبطة قدمكم عالأرض هدارة ،، في حرب تشرين ، إلا أن نصي كسد بغير سوق كما ذكرنا .
س ٢ /- بالنظر إلى الانتصارات التي حققها محور المقاومة خصوصا الانتصارات في السنوات الأخيرة في لبنان و العراق وسوريا كيف تنظر لمستقبل المقاومة كمحور وكشعب وكدول قومية أو إقليمية إسلامية وأقصد هنا إيران حتما ؟؟
ج -/ لا شك أن ما تقصدونه بالنصر هو عدم الهزيمة وهذا أمر ممتاز مقارنة بأضخم مشروع قدم لهزيمتنا فلم يحصل ولم ينالوا مرادهم حتى الآن إلا في بعض المطارح
التي نريد أن ننظر لها جيدا فنقوي أنفسنا ونسترد منها ما أمكن ولا أقصد بقع جغرافية بل أقصد أمور أخرى تماما ،
وأما نظرتي المستقبلية للمحور فهي نظرة جامدة لا إيجابية ولا سلبية
بالرغم من كوني يحب أن أقول من معه إيران لا خوف عليه إنما خوفي من أذرع إيران الذين يبددون دورها وسعيها في دول المنطقة لا منها كدولة .
س ٣ /- ماهي وجهة نظرك للصراع الأمريكي الإيراني بملاحظة دور الدول العربية وبالخصوص الخليجية ؟؟
ج -/ بالنسبة لايران تحديدا عن باقي المحور فإنها دولة مرعبة لأعدائها هذا ما لا شك فيه أبدا ، مما جعل ويجعل أعداءها في قلق مستمر
وقد كتبت مقالا في فترة سابقة وضعت به مقارنات عسكرية ومعطيات أخرى ، رجحت تلك المقارنات والمعطيات كفة إيران على كفة أمريكا والخليج جمعا في شرقنا الأوسط ، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الكيان حصة سورية وحزب الله مع الفصائل الفلسطينية المقاومة ، هذا بالنسبة للحرب التقليدية
أما نوويا فلها حسابات أكبر مني ولا أفهم بها صراحة .
س٤ /- حسب بعض كتاباتك رأيناك تشجع توطيد العلاقة مع العراق أو فلنقل استعادة العراق واحتضانه فما المبرر لذلك وماهو المأمول ؟؟
ج / نعم ولم لا فأنا تحدثت وأتحدث عن سوراقيا وعن أمن قومي مشترك وقد رشحت العراق ليكون متنفسا لنا وجسر مرور وعبور ، ولأذكر بتشديد الكاف من رشح لنا تركيا لتكون سندا في محنتنا أن محنتنا منها وممن رشحها
أما العراق فكانت ولا زالت في قلب المقاومة فهي دولة لا يستهان بها لها مالها وعليها ما عليها بالرغم من كونها لا تملك قرارا سياديا مستقلا كبلد مقاوم ، لكن كشعب هي أم المقاومة وأبوها والتعويل في مثل هكذا دولة يكون على الشعب لا على الحكومات وقد رأينا بأم العين ماذا فعل الحشد الشعبي وكيف حشد الإرهاب وداعميه في زاوية ضيقة ، كما كان لهم دور عندنا نذكره للأمانة الأخلاقية .
س ٥ /- بالنظر إن أي عمل سياسي أوقرار سياسي يحتاج إلى أوراق قوة وطاولة ثابتة تحتمل ثقل القرار كيف نستطيع تقدير قوة المحور _ محور المقاومة _ في الجوانب غير العسكرية ( الثقافية والإنسانية -والعلمية والتكنلوجية ) بعد أن أثبت الجانب العسكري قدرته وفاعليته ؟؟
ج -/ هذا ماأضمرته في جواب سابق عندما قلت أننا خسرنا في بعض المطارح
وقد قصدت أننا خسرنا ( ثقافيا ” إنسانيا وأخلاقيا ) وأصبحنا خارج ماكنا عليه سابقا فتدهورت بنا الحال في هذه الجوانب وهذا المجالات لكونها غير مأجورة عكس الجانب ( العلمي التكنولوجي ) الذي نتطور به تدريجيا
والخلاصة أن خسارتنا للجانب الروحي ليست بالقليلة ولن تكون عابرة لذلك ناشدنا وسنبقى نناشد .
س٦ /- سوريا إلى أين أو دعني أقول ماهو مستقبل سوريا في نظرك بعد التي واللتيّا وماجرى فيها من هرج ومرج ؟؟
ج -/ ليتني أستطيع أن أنوم صراحتي وموضوعيتي إلى مابعد سؤالك عن بلدي الذي سقيته من دمي ولم يسقن ورفاق جرحي إلا السم الزعاف
سورية جريحة مثلي والجرحى يشعرون ببعض لكن لا يستطيعون إنقاذ بعض
س ٧/- ألم تفكر بالهجرة ؟؟
ج -/ أتتني الفرصة ورفضتها قبل عامين
لقد كانت لهولندا وكانت مهلتي شهر
ومضى الشهر دون قرار لذلك إحتراما لجرحي ولدم سقى أرض سوريتي
وقد كتبت قصيدة من ثلاثين بيت حينها
بدأتها
هل من عظيم على الأصقاع يحتمل
هذا الدمار وهذي الآه والعلل
عذرا دمشق فما من عشقنا حرج
عشق الجريح لترب فيه يكتحل
– وهل ندمت على ذلك ؟
نعم ندمت ، لكن بكل حال سيكون هذا الندم حافزا ودافعا لي لسعي جديد أضع عليه كل ثقلي بإذن الله
س ٨/ – علمنا بشكل أو بآخر أنك إختلفت مع مؤسستك التي تتبع لها وتوقفت عن متابعة العلاج عندهم
فهل مر خلافكم دون قاضي ودون حل ؟؟
ج -/ هم اختلفوا مع الجميع وليس معي فقط و تخيل أن يكلف قاضي لحل قضية بينك وبين من إختلفت معهم
فيقابلك في الشارع ويقابلهم في مكاتبهم
وبأول كأس شاي عندهم ستخسر نصف القضية وبفنجان قهوة لاحق ستخسر نصفها الثاني .
س ٩ /- بنظرة موضوعية ناقدة ماهي النقاط الإيجابية التي على المحور تعزيزها وماهي النقاط السلبية التي عليه علاجها وتحسينها أو حتى تغييرها لأجل الاستمرار في طريق النصر وتحسين موقعه الاستراتيجي المستقبلي ؟؟
ج -/ على المحور تعزيز وجوده في النفوس والتصالح مع نفسه ومع جمهوره بعد نفور والعمل على إعادة الروح العقائدية وصهر التآخي في بوتقة العمل
وعلى المحور حماية جمهوره قبل حماية نفسه بهم ونقصد بالحماية الجامعة وليست بجانبها الأمني فقط .
س ١٠/- لقد أعلنت توقفك عن الكتابة
وناشدت السيد حسن نصر الله في قضية خاصة
فما تستطيع إخبارنا به حول هذا ؟؟
ج -/ نعم فقضيتي قضية محقة كما حق الأرض بالمطر ، ومع ذلك لم تمطر أرضي
ومناشدة السيد حسن هي مناشدة مسؤولة ننتظر وصولها وجوابها ونتمنى ذلك قبل نهاية العام
س ١١/- هل تعتقد أن للفيس أثر نفعي
وهل يستطيع الأصدقاء مساعدتك
بكل تأكيد الفيس برنامج نفعي وصحافة شخصية تمنحنا صوتا وجوديا و أقله لمن ضاع صوته في ضجيج الواقع
وبالنسبة للأصدقاء تقتصر مساعدتهم
بالتربيت على وجعي والمساهمة في إيصال صوتي كما تفعلون أنتم وهذا يكفي
إلا في حال كان لي يقين بأن هناك من يستطيع فعل ماهو أكبر وأكثر عبر مكانته
أو موقعه
أجرى اللقاء لنفحات القلم – حسام خلف