لم يقترن السوري المقاوم مع السمو جراء صراعه مع الأوهام ولم تجثو المستحيلات أوتخضع له بفعل التخيلات أوتقديس الشعارات بل كان ومازال السوري يصنع التيجان والعروش لأبناء أمته ففي كل سوري هناك ملك سيد .إن الحرب اليوم هي بين العبيد والملوك إذ أن الأعظم من الحرب أن تعلم بأنك تحارب لأجل قضية أخلاقية والأشد خطورة من الحرب أن تلج المعركة الوجودية محاربا وأنت تعتنق قضية ولدت من تزوير الحقائق وتتجلى هذه الحالة في أقبح مفاعيلها لدى الإخوان.. فمن يملك الحقيقة سوف يقيم الحجة الصارخة بالحق وكذلك فعلت عندما أظهرت هزالة المعتقد الإخواني في أبحاث عدة وأهمها السنة الفرعونية والوطن في إعتقاد سيد قطب وتم خسف كل ما جاء به قطب بالدليل القرآني حيث تمت المواجهة العقلية مع هذه المرجعية الإخوانية عبر إثبات إنعدام العقلانية والفكر الأخلاقي الصحيح لديها. إنني لا أقود مسير الحجج كي أستجدي رأي عنصر إخواني ولا أقتحم معارك الفكر كي أعمل على إعادته إلى ماقبل عهد الإخوان وهو في الحقيقة عنصر لا يقبل بالعودة و هذا يؤكد حق التساؤل هل كان قبل الإخوان مسلما أم من بعد أن” تنزلت” عليه صحف “سيد قطب وحسن البنا ؟؟ عند هذه الحقيقة نود أن نعلمهم بأن الإسلام كان قبل الإخوان ولم يأت بعدهم و أن سقوط الإخوان في مصر لم يؤثر على الإسلام فقد بقي الإسلام وسقط الإخوان وإن بقاء اردوغان في حكم تركيا لم يقدم أي شيئا للمسلمين في فلسطين والعالم وهذا مايدعونا للبحث في غاية وجودهم.. على الإخوان أن يتمعنوا بما فعله التوأم الوهابي سابقا محمد بن سلمان وهو السوبر إسلامي اليوم والذي قفز عبر الزمن من معابد الوهابية إلى قاعات الديسكو بعد أن نزع مذهبه الوهابي عبر عملية تجميل ماتزال قائمة لكيان ولد مشوها .الوهابية لم تنحدر من الملكوت الأعلى وكذلك الإخوانجية ومايتبقى هو الإسلام المقاوم بجميع مكوناته ولهذا أنا لا ابارز الإسلام الذي أعتنقه بل أواجه من يتاجرون به وبهذا نفض الإشتباك مع من يريد أن يقيم علينا الحد وبأننا كفرة بالإسلام لا بل نحن كفرة بكم وليس بالإسلام ..
لن اغوص في الحديث عن نشوء الإخوان ولا عن تاريخهم الدموي الذي يشهد لهم بأنهم إخوان كل مشروع غربي استهدف المنطقة وليسوا إخوانا للمسلمين ومن يحصي ضحايا جرائمهم ويعود إلى (ملاحم بطولاتهم ) لن يجدها إلا ضد المسلمين والعرب. ولكنني سوف أرصد دلائل صحة معارك الفكر ضد هؤلاء من الواقعية التي نحياها إذ أننا لا نحاربهم لأنهم يريدون السلطة ولا لأنهم يختلفون معنا بالرأي بل هم يريدون منا أن نسير خلف مجانين متدينين وأن نختفي من الوجود بأي وسيلة ولهذا سوف نقرأ الإخوان من حدث قد وقع مع موت الرئيس مرسي يفسر لنا لماذا نحن ضد هؤلاء من الجهة العقلانية الواقعية..
لن أبحث في رسالة مرسي الشهيرة إلى شيمون بيريز ليس هذا هو المراد فمن يقف ضد سورية أدان نفسه وهو من فعل هذا أثناء مرحلته القصيرة في الحكم كما أن كل أخونجي مدان لمجرد أنه اخونجي وهذا مايتفق عليه عقلاء العالم .لقد أزاح مرسي أعباء العداء لسوريا عن كاهل من جاء من بعده وأنا على يقين بأن مجيء مرسي ماكان سوى توطئة لمجيء السيسي وهذا كي لايظن أحدهم بأننا أيضا مع حكومات كامب ديفيد أي أن شيئا ما لم يختلف جذريا بل شكليا ولكن الخطير الذي نريد التحدث عنه هي حالة نفوق العقل لدى أتباع الإخوان وكما في كل مرة أبحث فيها عن الحقيقة سوف أكون المراقب الذي يرصد لهذه الحالة مسافة أعاين من خلالها الخطر الحقيقي الذي نواجهه ..
أقول : أما من بكى الرئيس مرسي فمن حقه أن يبكيه وإن كان هناك فاجعة قد وقعت حقا فهي قائمة فيما حدث من أعاجيب ونكبات عقلية تلت موت مرسي ولهذا سوف يستوقفنا العقل في حضرة أعاصير التعظيم التي خلفها رحيل محمد مرسي والتي ضربت صفحات أتباعه على مواقع التواصل الإجتماعي ومنابر إعلامهم كافة والتي تشير إلى أن الإخوان فقدوا رئيسا أفنى سويعات وأشهر حكمه القصيرة في العمل القيادي الإستثنائي وغير المألوف في عوالم قيادات الأمم إذ توحي الإنفعالات التي شيعت موت مرسي بأنه قائد غير عادي قد خاض مع أتباعه الإخونجيون ملاحم غيرت خرائط العالم وألزمت الأمم في الغرب على الإنحسار خلف متاريس الحذر المهيب بعد أن خرقت جيوش مرسي عرض الأرض وطولها وأحال اليهود المحتلين إلى العدم وإقتلعت قواعد الأمريكان من المنطقة وقذفت بهم إلى أقاصي المجهول وحلق مع علماء حزبه الذي (يقدس العقل والعلم) إلى قباب السماء وغرس رايات الإخوان على أكتاف الأفلاك .. هذا ماتدل عليه مواقف الإخوان من موت مرسي ؟؟ إلا أن الحقيقة غير ذلك فهو لم يفعل أي تأثير وجودي يجعله يخلف ولو زوبعة ولدت متهالكة في قعر حفرة تعثرت بها أجنحة نسمة تائهة ..ياصاح : عند مرسي الذي لم يقدم أي شيء يذكر للإسلام والإنسانية في الداخل المصري و حتى لأتباعه تستوقفنا محكمة قضاء العقل كي نقرأ كيف يشاهد الإخوان وأمثالهم القادة وكيف يتم تنصيبهم في مرتبة ((الأنبياء )) نعم لقد رفع مرسي من قبل الصف الأول من الإخونج إعلاميون وغيرهم إلى مرتبة رسول وقائد أقلع بالأمة من جحور العبودية إلى قلاع السمو. من دون فعل أي شيء لقد نال مرسي مكانة و حصانة الرسل وإجتازوا به عالم البشر وقالوا بحقه مالم يقال إلا عن الأنبياء هكذا صور لنا مثقفو الإخوان مرسي فكيف الحال لدى بقايا الإخوان من أتباع إنها المغالاة بالوهم فكيف لو كان مرسي يمثل حقيقة قائد ؟؟ عند هذه النظرة يحق لنا أن نخشى على وجود الأوطان ومخطئ من يظن بأن هذه المواقف الشاذة فكريا سوف تعبر الأذهان النقية من دون أن تحلل في مختبرات العقل فقد تبين لنا ضراوة الجهل الإخونجي الذي يلهث للوصول إلى حكم سوريا كي تذوب دمشق بين تل ابيب وأنقرة فكيف نتلافى وصول من يجهر بجهله الفاحش إلى الحكم إنها جريمة لاتغتفر؟؟ إذ أن تقييم القائد بالنسبة إليهم تحكمه العاطفة المحمومة بالتطرف المزدوج تطرف ديني وتطرف الجهل اللذان يحكمان النظرة إلى قادتهم وبخاصة من قبل الصف الأول من الإعلاميين..
إن هذه النظرة العمياء للحقائق من قبل الإخوان هي أسباب تعظم من شأن موقفنا وحربنا ضد الجهالة ولهذا لانستطيع أن نثق بمن يعظمون السراب ويسلمون قيادة الأوطان إلى المجهول فإن مشكلتنا معكم أيها الإخونجيون هي مشكلة عقل قبل أن تكون هناك أي مشكلة أخرى فلا نستطيع أن نسلم الأوطان لسلاطين السراب ..ذات الجحود العقلي يمارسه الإخونجيون مع أحد سلاطين السراب وهو أردوغان وماكلمات أردوغان وأفعاله سوى أطنان من السيوف الورقية المصقولة بالكذب والمعدة للذهاب في مواجهة مع مارد من نار ..فمن لم يستطع العبور إلى القدس بحجة الجغرافية بمستطاعه أن يرسل إليها ما أرسله إلى ليبيا وسورية ومن لايعلن عداء تل أبيب بالحديد والنار لن يخرج خطابه رصاصا من فوهات البنادق ليستقر في صدور اليهود بل ستبحر أساطيل كلماته في رحلة إلى العدم .
بمستطاع صليات تصريحات أردوغان أن تزمجر وتدوي في أذان المسلمين بدوي إنفجاراتها ولكن بكل تأكيد لن تكون بنادق وصواريخ بيد المقاومة الفلسطينية ..نحن اليوم نحيا عصر سلاطين السراب وهي الحرب بين الحقيقة والعقول السرابية التي تتوهم القادة والكبرياء والشرف نحن في مواجهة مع أعقد الحروب الفكرية على مر التاريخ .أيها الإخونجيون بمستطاعكم أن تختاروا قادتكم ولكن ليس بمستطاعكم أن تفرضوا على أوطاننا ما إخترتموه .اليوم نحن في زمن الجيش العربي السوري المقاوم أي في زمن الحقيقة ولسنا في زمن عشرات الفرق المتناحرة تحت راية واحدة (الله أكبر) نحن في زمن قائد تنحى عن عرش الطائفية التي صنعتها طائفيتكم والتي أصرت على جعله أمير طائفة ولكنه أبى إلا أن يكون قائد أمة ..نحن في عصر قائد تنحى عن كل العروش الخاوية التي صورتموها في خيالاتكم القبيحة إلا أنه بقي ملكا على عروش قلوب السوريين الأشراف واعلموا انه عندما تكون المواجهة بين سلاطين السراب وقائد حقيقي فإن الحق منتصر للحقيقة العليا واليوم نحن لسنا عاطفيين ولسنا متطرفين اليوم نحن مع العقل مع جلالة الفلك المقاوم الرئيس بشار حافظ الأسد .هل عرفتم اليوم لماذا نقف مع الأسد ليس لأنه مقاوم و و وطني بل لأنه قبل كل هذا إنسان منصهر بالعقل والحكمة فمن يواجه جهلكم المهول يستحق أن يكون اعظم من رئيس بل هو فيلسوف في علم القيادة وإدارة الحروب الوجودية فسلام على العقل في مواجهة عبيد السراب ..