الاستهلاك والترف يؤديان إلى إشاعة السلبية والتواكل ووصف مؤسس علم الاجتماع ابن خلدون الترف بأنه ……جرثومة الحضارة .
وماهو ملاحظ في عصرنا هذا القفزة الهائلة من التقدم التكنولوجي الهائل والتخلف الحضاري الواضح على مستوى العالم
قد تم نشر ثقافة استهلاكية عالمية أدت إلى :
-توحيد السوق الاستهلاكية
-دخول مرحلة التغيير الدائم والاختراعات المتواصلة وتمركز ثقافي
-تدمير البنى التقلدية للمجتمعات النامية والمتخلفة وإلحاقها بها وتحويلها الى شعوب مستهلكة لثقافة استهلاكية قد انتجتها الدول الاكثر تقدما وإعادة رسم خارطة استهلاكية مناسبة لمقاسات الربح المنشود .
وهذه الخارطة الاستهلاكية التي ترسمهاالثقافة الاستهلاكية العالمية قد هدمت بلدان واوطان واستهلكت عقول وزهقت أرواح وبشكل جماعي من خلال استهلاك مصطلحات انسانية مثل الديمقراطية والعدالة والمساواة ووصل تأثيرها الى أصغر المجتمعات بفعل أجهزة الاتصالات وسنذكر من بعض صفات هذه الثقافة الاستهلاكية:
-التركيز على الجسد وخاصة جسد المراة وتحويله إلى رمز أساسي تجري الاستفادة التجارية منه عن طريق استغلاله كمادة ثقافية استهلاكية مباشرة لاثارة الغرائز (الجنس والعنف والجوع )
-تضخيم الانا الفردية إلى الحد الأقصى وصولا إلى النرجسية ابتداءا من الفرد العادي الى المسؤول عن جماعة ما وذلك بهدف إعاقته عن تحمل مسؤولياته مهما بلغ حجمها من خلال تشجيع ظاهرة النجومية الفنية والثقافية والسياسية والعسكرية .
-تشجيع النزعة الشهوانية لدى الفرد وما تنطوي عليه من مقولات تجمد اللذة الجنسية والمتعة تحت شعار إن الحياة قصيرة والانسان لا يعيش مرتين وتمركز الاهتمام بالجسد وبالمظهر الخارجي .
-انتاج ثقافة آنية معدة للاستهلاك اليومي وترفض كل تصنيف ثقافي .
لنمعن النظر قليلا في سلوكياتنا …وسلوكيات أبنائنا وبناتنا وكم هم ضحايا ثقافةالاستهلاك العالمي .
لقد تم طمس للحاجات الحقيقية للإنسان بما فيها روح انسانيته وتم خلق حاجات وهمية لامتناهية تستدعي الربح السريع واللهاث المكثف لاقتناء منتوجات عصرية ويشعر الفرد بانها اكثر من ملحة وهي عبارة عن سلع معنوية لا تلبي حاجة حقيقية عند الفردبل هي استهلاك مظهري لبعض السلع المعنوية مثل السيارة والموبايل ولباس الماركات العالمية لأنها تضع الفرد في مستوى مخملي مادي معين .
وأشير هنا إلى تعريف الاستهلاك الحقيقي : بانه السيطرة النسبية على الموارد الاقتصادية والطبيعية والاستفادة منها في حدود الحاجة ، وكل ما يعد زائد عن الحاجة لا يعد استهلاكا .
وللأسف الاغلبية من الافراد ابتعد عن عقلنة الاستهلاك واصبح يسعى لاقتناء السلع المعنوية التي تميزه عن غيره ولو كان ثمنها ……الانسان أو الوطن ….وهنا نتساءل لماذا أصبحت الوطنية سلعة استهلاكية عند البعض ….ولماذا أصبحت الدماء سلع…..والصراع بين الافراد والشعوب هدف وحتى الصراع ايضا بين الرجل والمراة بحجة العدالة الاجتماعية وتوظيف الشعارات الى شعارات مستهلكة ..بهدف الربح فقط
وغاب الاستهلاك الحقيقي .والاهتمام الجدي بحقوق الانسان .وفقدان التحكم بالموارد الاقتصادية والبشرية للوطن من خلال الصراع .
.
.
والاستهلاك المتحكم فيه والمتلاعب به يتطلب ايجاد أسواق جديدة تثقف الجماهير وتجعلها جماهير استهلاكية …تمجد الفردية والانانية وتلهث وراء السلع الوهمية بحجة التطور ….
ليمعن كل عاقل النظر ….في الحركة السكانية وفي الحركة الاقتصادية وفي الحركة السياسية لكل من البلدان المنتجة للثقافة الاستهلاكية والبلدان المستهلكة لهذه الثقافة .
د: فتاة محمد صقر