نقول للمفتونين بالغرب، ولعملاء الغرب، لا تقدم، ولا حرية، بدون اسقاط زمن الاستعباد الغربي
من يتعمق في دراسة الواقع الإنساني في الغرب، يدرك إلى أي درك يأخذ الغرب إنسانية الانسان
بقلم المحامي محمد محسن
حاولوا (التملص) من ثقافة الغرب، التي تمسك بتلابيب وعينا لدقيقة واحدة فقط!!
وفكروا:
فيما إذا فقد العالم (البناء الأسروي) ماذا سيحدث للبشرية؟؟
في الغرب يتحول الانسان إلى فرد، لا أب له، ولا أم، يعيش ليأكل، ويشرب، ويمارس غرائزه، وعند شيخوخته لا مناص له من (بيت العجزة)، فالكل مآلهم هناك، لأن الانسان الأوروبي يعيش وحيداً ويموت وحيداً، فالأولاد ليسوا مسؤولين عن خدمة الوالدين في كبرهما.
ألا تسألون أنفسكم:
لماذا قل الاهتمام بتكوين الأسر في الغرب؟؟
ولماذا شرعت (المثلية الجنسية) في الغرب؟؟
لأن الشاب أو الشابة بعد البلوغ، لا يحق للأب أو للأم أن يسألهما، عن سبب غيابهما عن البيت لأشهر؟ وقد يغادران بيت الأسرة نهائياً، ويعيشان بعيداً عن الوالدين، وقد تقتصر زيارة أي منهما، ليوم أو يومين في السنة، وقد يتقاسم نفقات الطعام بينه وبين والديه.
بإقرار (الفاتيكان) المثلية الجنسية، مع بالغ الأسف، يكون قد استسلم للفلسفة الرأسمالية، التي تحول الانسان إلى فرد، إلى أداة تتحرك، تمارس غرائزها مع جنسها، المضاد للطبيعة للحياة، وتعمل لتعيش، فيتحول الفرد ذكراَ كان أم أنثى، إلى كتلة شاذة من الغرائز، إلى شيء، إلى مجتمع (ألا أسرة).
لذلك يسأل الرجل أو المرأة نفسيهما: لماذا أجهدُ لبناء أسرة، وأنجب أولاداً وأصرف جل عمري، من أجل الانفاق عليهم، ما دمت في المستقبل سأبقى وحيداً؟؟
وبسبب إقرار جميع دساتير الغرب المثلية الجنسية، سببان رئيسيان لتناقص عدد سكان الغرب.
ليس هذا فحسب، بل كل انسان في المجتمع الرأسمالي، حتى مدير الشركة، هو عبدٌ يعمل في شركة، مقابل مبلغ من المال، فالكل لا يملك في الشركة إلا راتبه.
توصف الدول الغربية (بالديموقراطية)، وهي أبعد ما تكون عن الديموقراطية، بل هي دول عنصرية.
تبيح وتبرر لحكوماتها تدمير أي دولة تعارض الوصاية عليها (استعبادها)، وسرقة خيراتها، والأمثلة لا تعد ولا تحصى منها:
تدميرهم للعراق وقتل الملايين من شعبه، وكذلك فعلوا في ليبيا، وقتلوا رئيسها بوحشية لا تليق بالبشر، وماذا فعلوا في اليمن، في سورية ولا يزالون، هل اعترض حزب غربي أو نقابة؟؟
لكن قتل شابة في إيران أقام الغرب ولم يقعده، والويل والثبور لإيران لأنها بلد يقمع الحريات!!
وفي الوقت الذي تقتل إسرائيل، يومياً شخصاً أو أكثر ، ولم نسمع أي تنديد بهذه الجرائم المستمرة على مدار السنة.
فالديموقراطية في الغرب، ديموقراطية الشركات الكبيرة المسيطرة، أما الأفراد فليس لهم أية أدوار في تحديد سياسة دولهم، لذلك كان المنطق الديموقراطي، لا يتماشى مع منطق النظام الرأسمالي.
لكل هذا التوحش الغربي الذي يكاد يطيح بالحضارة الإنسانية، والذي يستهدف الهوية الإنسانية، من خلال تسليع الانسان، وهدم الأسرة، وتمركز الثروات في الشمال، وافقار الجنوب، وتجهيله، والنيل من ثقافته، وقيمه، وتفكيك النسج الاجتماعية، والأخلاقية، وإثارة حروب الموت، والدمار، المتنقلة من قارة إلى قارة.
..لذلك كان المطلوب فك الارتباط مع هذا النظام الغربي الرأسمالي واسقاطه.
وهذا يقتضي انشاء حركة تضامن عالمية، تقف إلى جانب روسيا في حربها، التي تعتبر حرب جميع شعوب الجنوب، لإنهاء القطبية الغربية، التي أكدنا دائماً انها باتت تهدد الحضارة البشرية.
وتشكيل خريطة جديدة في العالم، تفقد فيها أمريكا عرشها، وإقامة نظام عالمي جديد على أنقاضها، متعدد الأقطاب.
يكون للشرق نصيب كبير فيه بقيادة روسيا، والصين، وبمشاركة الهند، وإيران، والكثير من دول العالم الثالث.
ونحن نقرأ أن النصر القادم والأكيد لروسيا، في حربها في أوكرانيا ضد القطب الغربي بكل مكوناته، يشكل النبأ اليقين، بأن العالم كله على أبواب انفراجة تاريخية.