•خالدمصاص/نفحات القلم
كتب والدها على صفحته معاناة وانتظار وخيبة امل كان تلقاها اثناء محاولة تسجيل ابنته في احدى الروضات في دولة شقيقة اثناء نزوحهم هناك وبكل اسف باءت بالفشل وخيبة امل وصدمة ليس فقط للاب بل انعكست على حالة الطفلة التي لا ذنب لها سوى انها تريد دخول الروضة للتعلم مثل اطفال الاخرين هناك..
طبعا هي حالة من الحالات الكثيرة التي نشهدها ونسمع عنها من سوء المعاملة والكراهية للسوريين هناك..
وللتذكير قليلا الى ماضي الحرب عليهم كيف استقبلهم شعبنا وفي بيوتهم أنزلوهم وكأنهم أصحاب البيت وقدموا لهم كافة الاحتياجات ولن يكون هناك فرق بين الشعب الشقيق..لكن للاسف لا تزال هناك قلوب سوداء وحاقدة على اهلنا وسوريتنا التي نفتخر ونعتز بها..
وهي الام الحنون والصدر الكبير لاولادها ولكل الدول العربية كانت وما تزال..ولذلك اقول من خرج عن داره قل مقداره..ونؤكد ان كل واحد يفعل ويعمل باصله وانسانيته وضميره..وإن فاقد هكذا صفات،قولا واحدا لا يعطي ابدا وفهمكم كفاية.
واليكم ما جاء وكتب والدها للعبرة ولمن خرج من داره قل مقداره قائلا:
أسمَعونا وطنطنوا الدنيا..
دعَوُوا الناس ولا سيما النازحين وقالوا لهم سنعلن عن روضة للأطفال فيها رعاية ممتازة ووو..وحمّسوا الناس ..
ولأنني من الناس فقد لبيت الدعوة وأخذت يد ابنتي الصغری وقد تأنقت وزهت كالزهرة وطارت معي كالنسمة يغمر الفرح روحها،وسجلتها.
وبقينا قبل عيد الأضحی المبارك أياماً ننتظر وأياما بعده والطفلة تستعد وتقفز بهجة وحبورا..
لن أطيل عليكم كثيرا..
جاء الجواب أن لن يقدروا علی استيعاب أكثر من أربعين طفلا وطفلة، بل قالوا إن لجنة جاءت وانتقت الأسماء علما أنها للنازحين كما زعموا،ولكن هناك مَن تأبط ابنه أو ابنته من البلدة ذاتها: (نحن أولادنا أَولی) هكذا بهذه الروح وبهذا المنطق وهكذا يفكر بعضهم.
ولكن ابنتي من بين الذين لم ترد أسماؤهم ولم يتم دعوتهم إلی اجتماع.
وفي طريق العودة،وأنا أقبض علی يد ابنتي بحرص،كانت لا تفتأ تذكر تصرفهم باستغراب وتعجب وبشيء كبير من الخيبة والقهر:( ما حبوني..! أنا ماعملتلن شي..ما قبلوني..! )،وأنا كنت ما أزال أستمع لها لأفَرج عن حزنها وقهرها وأطمئنها أن في غدٍ سيكون هناك أفضل من هذه الروضة.
هكذا بعض جمعيات -قالوا عنها- خيرية ..؟!
والنتيجة صدمة لبراعمنا الأحباء..
شكرا لجمعيات تعتذر،لا لنا،بل للأطفال أولاً وأخيراً.