قل فيها دعوة صريحة الى الوحدة العربية ، من لحظة تسليم رئاسة القمة للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون من قبل أخيه قيس سيعد رئيس الجمهورية التونسية الشقيقة ، الوحدة التي أراد إخواننا العرب أن تولد ميتة وراهنوا على ذلك أمام المجتمع الدولي دون حياء ، ففتعلوا لها مسببات البطلان ، بتحججهم على تدخلات ايران وتركيا في بعض البلدان العربية وانسياق غرورهم الى حد انتقاد علاقات بعض الدول مع هذه البلدان ، بينما تحاشوا التطبيع الذي فعل فعلته وأضحى جسد الأمة العربية ويعيق وحدتها ويعرقل حتى العلاقات العربية – العربية ، والا كيف نفسر غياب بعض الرؤساء والملوك ، فهذا تؤلمه أذنه وذاك بطنة …والأخر منشغل باستقبال بابا الفاتيكان … ، كلها خزعبلات اعتدنا سماعها ومشاهدتها في التجمعات العربية ، فلا نعير لها اهتمام ونركز فقط على مقترح هام قدمته الجزائر لقطع الطريق امام محاولات التشويش على القمة ، المتمثل أساسا في عدم فتح ملفات القضايا التي طرحت في القمم السابقة ، والتركيز على المستجدات الحالية المتمثلة في الأمن الغذائي العربي ، إيجاد مخرجات لما يحدث بليبيا ، سوريا ، اليمن ، ولبنان ، والقضية الجوهرية للعرب الا وهي فلسطين
ما يضحك ويبكي هو طرح مشكلة التدخلات التركية الايرانية في البلدان العربية ، علما أن وجود هاتين الدولتين في بعض البلدان العربية جاء نتيجة ضعف الصف العربي وعدم اظهارهم نية احتواء مشاكل إخوانهم ، بل غذوا الأحقاد وساندوا طرح غربي مشكل في صورة الربيع العربي لتغيير الأنظمة بهذه البلدان وانهاء وجود بلدان أخرى من الجغرافيا العربية ، صفقوا وساندوا ومولوا هذا ضد ذاك ، ومع كل ما فعلوا لا زال في نظرهم ايران دولة معادية تتواجد بسورية ولبنان واليمن ، لا بد من قطع العلاقات مع هذه البلدان حتى تطرد ايران من اراضيها ، إذا طردت ايران ماذا بعد ؟ هذه البلدان محاطة بالغزاة من كل ناحية أولهم دولة اسرائيل التي تتمتع بثقة العرب المطبعة ولها نفوذ بالخليج ، حتى الجزائر حسبهم هي الأخرى لا يمكن أن تكون لها علاقات مع ايران أو روسيا لأن الغرب لا يقبل ذلك ، وليس ببعيد تعالت أصوات مطالبة أمريكا بتوجيه ضربات للجزائر نتيجة علاقاتها المتقدمة مع روسيا ، اليس هذا تدخل في شؤون بلدان لها سيادتها ؟
البعض يتحدث في الوقت بدل الضائع عن غياب ملوك ورؤساء ، وهذا قد يكون له تأثيره على مصداقية القمة ، مثل ملك السعودية ، وملك المغرب ، وملك البحرين ، علما أن أشغال القمة انطلقت أمس ، والغيابات الذي اضحت برأيهم القطرة التي تفيض الكأس كانت من البلدان المطبعة ، لذا عوض الحديث عن تأثير غياب الرؤساء والملوك على القمة ، اسألوهم عن أسباب غيابهم فستجدون هناك ما يضحك ويبكي ، واكتبوا تاريخ غيابهم بحروف من ذهب فقد يكون هناك ايعاز من جهة تحثهم على عدم الحضور ، ومن يدري كل شيء وارد في العالم العربي ، نحن الأن ننتظر ما ستسفر عنه اشغال القمة ويكفي النصاب الحاضر المدرج في لوائح الجامعة للمصادقة على القرارات .
الجزائر – أبو طارق الجزائري – نفحات القلم