جليل البيضاني
تمرُّ الليالي والنجومُ السواطعُ
وتحدو بركبِ الخافقين المدامعُ
فلا خِلَّةٌ والموحشاتُ طوارقٌ
ولا صُحبَةٌ والنائياتُ مصارعُ
وليس على البلوى يمرُّ تجلُّدي
وماليَ سيفٌ إذ تحِلُّ الوقائِعُ
ورمحي أذاب النأيُ طَرْفَ سِنانهِ
وفرداً رمتني والنياقُ نزائِعُ.. 1
إلى موطنٍ أضحت جِداباً رياضهُ
وعاثت به في الشاطئين المطامعُ
ومرّت على البلوى سنونٌ عصيَّةٌ
وأجداث قومي مالهن شوافعُ
وُلِدّتُ لعشقٍ ثم أصبحتُ عاشقاً
وماكنتُ أدري إنما العشقُ فاجعُ
أعزُّ الدُّنى قد غَيَّبَتهُ روامِسٌ.. 2
وأجملُ عشقٍ غَيَّبَتهُ المواقِعُ
وكم من بلادٍ أنكرتني دروبُها
وكم من نشيجٍ رافَقَتهُ المواجعُ
حزانى جُبِلنا والصباحاتُ عُتمةٌ
سواقي نجيعٍ أيْقَظَتها الأصابعُ
حيارى؛ فلا في أفقنا بعضُ موئلٍ
قَتادٌ دِثارٌ والرمالُ مضاجعُ.. 3
وأنيابُ هجرٍ والنواجذُ أطْبَقَت.. 4
على خافقي والموجعاتُ رواتِعُ
وماكلَّ عزمي والوجوهُ تباعدت
وطيفُ المنافي والدروبُ شواسعُ
حنيني لأهلي والمساءاتِ والهوى
وعشقي دليلي إذ تغيبُ الطوالِعُ
……..
النياق النزائع / الحنينة
الروامس / القبور
القتاد / شجر له شوك كالإبر
النواجذ / الأضراس
…….
اللاذقية 1 / 11 / 2021